صحيفة: “الإصلاح” يسيطر على عُزلة “العلَقِّمَة” عبر كتيبة انشقت عن قوات طارق ومنعت قوات “هيثم قاسم طاهر” من التمركز في العزلة

قبل 3 سنة | الأخبار | أخبار محلية
مشاركة |

- تفاصيل التوتر في هذه العزلة التابعة لـ “الحُجَرِيِّة”، والواقعة على الحدود الشطرية، مع محافظة لحج، قريبةً من الساحل الغربي

- كيف سيطر “الإصلاح” على هذه العُزلة، التي تُعدّ مسرحاً رئيسياً لعمليات تهريب البضائع والأسلحة

تعز- “الشارع”- تقرير خاص:

شهدت عُزلة العلَقِّمَة، التابعة لمديرية الشمايتين، جنوب تعز، والمطلة على مناطق في الساحل الغربي، أمس الجمعة والخميس، هدوءً حذراً، بعد يومين من التوتر بين عدد من أبناء المنطقة وقوات تابعة للواء الرابع مشاة جبلي، التابع لحزب الإصلاح، من جهة، وبين قوات من اللواء 21 مشاة، التابع للقائد العسكري الجنوبي، اللواء هيثم قاسم طاهر، من جهة ثانية.

وقال مصدر محلي مطلع لـ “الشارع”، إن عُزلة العَلَقِّمَة شهدت، منذ الثلاثاء الفائت، توتراً كبيراً، بعد أن تمركزت قوات تابعة للواء 21 مشاة، في مواقع ومرتفعات داخل “العَلَقِّمَة”، التي تقع في الجزء الغربي لمديرية الشمايتين، واللواء 21 مشاة, هو ضمن القوات المشتركة المنتشرة في مناطق مديريتي موزع والوازعية، جنوبي محافظة تعز.

وأوضح المصدر، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أن بعض أهالي عزلة العَلَقِّمَة، مسنودين بمقاتلين من مليشيا حزب الإصلاح واللواء الرابع مشاة جبلي، حاصروا قوات اللواء 21 مشاه، وطلبوا منها الانسحاب من المواقع، التي تمركزت فيها، ما أدى إلى حدوث توتراً كبيراً بين الطرفين.

وأفاد المصدر، أن وساطة من قوات التحالف العربي في الساحل الغربي، واللواء السادس عمالقة، عملت، الأربعاء الماضي، على تهدئة الموقف، بين الطرفين، انسحبت بعدها قوات اللواء 21 مشاة، من المواقع المستحدثة، التي تمركزت فيها إلى منطقة “الظَرِّيْفَة”، التابعة لمديرية الوازعية، وتمركزت قوات تابعة لمليشيا حزب الإصلاح، واللواء الرابع مشاة جبلي، ومسلحين من كتيبة عبد سالم صالح ذياب العلقمي، المكنى بـ “أبو ذياب”، الموالي لقوات حُرَّاس الجمهورية، في منطقة “شريرة”، لمنع قوات اللواء 21 مشاة، من العودة إلى “العَلَقِّمَة”.

ونفى المصدر حدوث أي اشتباكات بين الطرفين، أو وقوع أي من جنود وقيادات اللواء الرابع مشاة جبلي، في الأسر.

وذكر المصدر، أن “أبو ذياب”، عقد، الأربعاء في “العَلَقِّمَة”، اجتماعاً مع قيادة اللواء 21 مشاة، تم فيه الاتفاق على انسحاب قوات اللواء 21 مشاة من المواقع التي تمركزت فيها في “العَلَقِّمَة”، مع الإبقاء على نقطة مشتركة من الجانبين في “مثلث الظَرِّيْفَة”.

وقال مصدر محلي ثانٍ لـ “الشارع”، إن قوات الكتيبة الثالثة في اللواء الرابع مشاة جبلي، التي يقودها القيادي الإصلاحي عمر سالم العلقمي، والمعين مؤخراً من قبل حزب الإصلاح في تعز، قائداً لما أُطلق عليه “قطاع العَلَقِّمَة العسكري”، نَشرت مقاتليها في المنطقة، وتمركزوا في أغلب مرتفعاتها.

وأوضح المصدر، طالباً عدم ذكر اسمه، أن اللواء الرابع مشاة جبلي، حشد، الأربعاء، قوات إضافية إلى منطقة “الدمدم”، في “العَلَقِّمَة”، وقدمت تلك القوات على متن أكثر من ستة أطقم، وتمركزت في إحدى مدارس المنطقة، لكن عدداً من الأهالي حاصروا المنطقة التي تقع فيها المدرسة، وطلبوا من تلك القوات الانسحاب على الفور.

وأضاف المصدر، أن التعزيزات التابعة للواء الرابع مشاة جبلي، رفضت، في بداية الأمر، الانسحاب، وبعد أن تم إعطاؤهم مهلة، وهدد الأهالي بقصف المدرسة، تدخلت وساطات من وجهات المنطقة، فانسحبت القوات إلى عُزلة بني عمر المجاورة، التابعة لمديرية الشمايتين، التي يسيطر عليها حزب الإصلاح.

وبيّن المصدر، أن “حزب الإصلاح، جَنَّدَ كثيراً من أبناء العَلَقِّمَة، في اللواء الرابع مشاة جبلي، التابع له، للسيطرة على هذه العزلة من داخلها، عبر أبنائها”، وأشار المصدر، إلى أن “هناك عدداً آخر من أبناء العَلَقِّمَة منخرطون ضمن القوات المشتركة العاملة في الساحل الغربي، ويرفضون السماح لأي قوة دخول منطقتهم؛ من خارج أبنائها”.

والثلاثاء، تداعى عدد من الوجاهات الاجتماعية، ومشائخ عزلتي رَاسِن والعَلَقِّمَة، وقيادات عسكرية، لعقد اجتماع، والوقوف أمام تداعيات التحركات العسكرية، التي تشهدها العزلة الثانية.

وأفاد “الشارع” مصدر محلي ثالث مطلع، أن الاجتماع الذي ترأسه شيخ عزلة العَلَقِّمَة، عبد الغني زامط، وشيخ عزلة رَاسِن، علي سلام خضر، أقر رفض أي تواجد جديد لأي قوة عسكرية أو مليشياوية في العزلة، من أي طرف كان، والاكتفاء بأفراد الكتيبة الثالثة، التابعة للواء الرابع مشاة جبلي، المرابطة في “قطاع العلقمة وراسن”، بقيادة القياديين الإصلاحيين عمر سالم العلقمي وأحمد بجاش خضر.

كما أقر الاجتماع، طبقاً للمصدر، الوقوف إلى جانب الكتيبة الثالثة، كون جميع أفرادها من أبناء العزلتين، ضد أي جهة أو طرف يحاول التمركز في “العَلَقِّمَة”.

وقال مصدر محلي رابع للصحيفة، أن الصراع والتحشيد إلى عُزلتي العَلَقِّمَة ورَاسِن، وغيرها من مناطق غرب مديرية الشمايتين، يرتبط بعمليات تهريب البضائع والأسلحة، وخصوصاً تهريب الأسلحة، التي تتدفق عبر هذه المناطق المطلة على الساحل الغربي والمتداخلة مع مناطق محافظة لحج.

وأوضح المصدر، أن عُزلة العَلَقِّمَة تُعَدَّ، منذ عقود، مسرحاً لعمليات التهريب بمختلف أنواعها، لكن نشطت فيها، مؤخراً، عمليات تهريب الأسلحة، ويريد حزب الإصلاح التحكم بهذه الممرات المهمة لتسهيل الكثير من عمليات التهريب المرتبطة به، ومنها تصل بعض عمليات التهريب إلى مليشيا الحوثي الانقلابية.

وقالت مصادر محلية متطابقة لـ “الشارع”، إن عبد سالم صالح ذياب العلقمي، المكنى بـ “أبو ذياب”، انظم لمليشيا “الحشد الشعبي”، التابعة لحزب الإصلاح، وسمح لمسلحين من “الحشد”، ومقاتلين من اللواء الرابع مشاة جبلي، بالتمركز في النقاط والمواقع العسكري التي يتمركز فيها في كل “عُزلة العَلَقِّمة”؛ منشقاً بذلك عن قوات “حُرَّاس الجمهورية”، التي يقودها العميد طارق محمد عبدالله صالح.

وأكدت المصادر، أن مسلحي “الإصلاح”، ومعهم “أبو ذياب” والمقاتلين التابعين له، منعوا قوات هيثم قاسم طاهر، من دخول العزلة والتمركز فيها، فحدث توتر، انتهى بانسحاب القوات التابعة لهيثم من المنطقة، دون وقوع أي اشتباكات.

المصادر، أكدت أيضاً، أن مليشيا وقوات حزب الإصلاح، باتت تسيطر على “عُزلة العَلَقِّمة”، والتي تُعد السيطرة عليها خطوة ضرورية للاقتراب من الساحل الغربي، حيث تنتشر القوات المشتركة؛ قوات العمالقة وقوات هيثم قاسم وطارق صالح، وبذلك، اقتربت مليشيا وقوات حزب الإصلاح من الساحل الغربي، ومديرية المخا، التي تتخذها القوات المشتركة مقراً لها.

وقال مصدر عسكري مطلع في “الحُجَرِيِّة”، لـ “الشارع”: “عُزلة العَلَقِّمَة، وعزلتي رَاسِن وبني عُمر، (الثلاث العزل تتبع مديرية الشمايتين)، كانت ضمن انتشار اللواء 35 مدرع، وتحت سيطرته، فأول عملية تحرير قام بها هذا اللواء، بقيادة الشهيد عدنان الحمادي، هو تحرير هذه العُزل الثلاث من سيطرة مليشيا الحوثي، وكان ذلك نهاية عام 2015، لكن مسلحي حزب الإصلاح، ممثلين باللواء الرابع مشاة جبلي، سيطروا، قبل أكثر من سنة، على مناطق عزلة العَلَقِّمة، وتمركزوا في المواقع والنقاط العسكرية الواقعة فيها؛ بأمر عملياتي صدر من وزارة الدفاع، لتمكين الإصلاح من السيطرة على مناطق ومديريات الحُجَرِيِّة”.

وأضاف المصدر، مشترطاً عدم ذكر اسمه: “بعدها، تمكنت قوات حُرَّاس الجمهورية من السيطرة على جميع النقاط والمواقع العسكرية، الواقعة في عزلة العَلَقِّمَة، باستثناء نقطة عسكرية واحدة بقت تحت سيطرة اللواء الرابع مشاة جبلي، واستطاع حُرَّاس الجمهورية السيطرة على هذه المناطق، بالاستعانة بأبنائها، التي فيها حضور قوي للمؤتمر الشعبي العام، بقيادة الشيخ زامط، وأبو ذياب”.

وتابع المصدر: “قامت قوات حُرَّاس الجمهورية، بتجنيد كتيبة من أبناء عُزلة العَلَقِّمَة، بقيادة أبو ذياب العلقمي، الذي ظل، هو وكتيبته، ضمن قوات حُرَّاس الجمهورية، وظل الأمر على هذا الحال إلى وقت قريب، إلى ما قبل سيطرة حزب الإصلاح على اللواء 35 مدرع في الحجرية، يبدو واضحاً، أن أبو ذياب وأفراد كتيبته، انشقوا من قوات حُرَّاس الجمهورية، والتحقوا بالمليشيا التابعة لحزب الإصلاح؛ بعد أن سيطر الإصلاح على اللواء 35 مدرع”.

واستطرد المصدر: “مؤخراً، لوحظ تواجد الإصلاحيين في النقاط والمواقع العسكرية التابعة لـ “أبو ذياب”، في العَلَقِّمَة، وتقول المعلومات، إنه قام بأعمال كبيرة، للسيطرة على عُزلة العَلَقِّمة، بعد أن سيطر على مواقع انتشار اللواء 35 مدرع في الحُجَرِيِّة، كما قام ويقوم بأعمال كبيرة، من أجل السيطرة على بقية عُزَل ومديريات الحُجَرِيِّة، وعلى رأسها مديريتا الوازعية وموزع، المرتبطتان بالساحل الغربي؛ كمقدمة للسيطرة على المخا، والمعلومات عندي تقول إن حزب الإصلاح، غَيَّر مدير عام مديرية الوازعية، أحمد الظرافي، بشخص آخر، يتبع حزب الإصلاح، طبعاً المدير الجديد للمديرية، مكلَّف حزبياً من الإصلاح، ولم يصدر له قرار تعيين رسمي”.

وقال المصدر: “طوال الفترة السابقة، حاول حزب الإصلاح السيطرة عسكرياً على النقاط والمواقع العسكرية والمرتفعات الجبلية وطرق التهريب في عزلة العَلَقِّمَة، ومنذ أكثر من سنة، وحزب الإصلاح يحشد من أجل ذلك، ويشتغل وسط المجتمع للسيطرة على مناطق هذه العزلة، وخلال الفترة الماضية، جرت اشتباكات محدودة لمرتين، بين أفراد من كتيبة أبو ذياب، ومسلحين يتبعون حزب الإصلاح واللواء الرابع مشاة جبلي، وفي المرتين، كانت تتدخل وساطات قبلية وتتم التهدئة بين الجانبين. حزب الإصلاح أراد السيطرة على عزلة العَلَقِّمَة، لأسباب عدة، أهمها بسط نفوذه وسيطرته على كل مناطق الحُجَرِيِّة، إضافة إلى أن في العَلَقِّمَة، مناطق تقع على الحدود الشطرية السابقة مع الجنوب، (مع محافظة لحج تحديداً)، كما أن مناطق العَلَقِّمَة فيها طرق رئيسية للتهريب، وقد تم للإصلاح ما أراد”.

وأضاف المصدر: “من الواضح، أن أبو دياب انشق عن قوات طارق صالح، ومَكَّنَ مسلحي وقوات الإصلاح من دخول منطقة العَلَقِّمة، والتمركز في المواقع والنقاط العسكرية التي ينتشر أفراد كتيبته فيها، والأخبار تؤكد أن منع القوات التابعة لهيثم قاسم طاهر، من التمركز في العَلَقِّمة، جرى من قبل مقاتلي أبو ذياب، مدعومين بمسلحين، يتبعون حزب الإصلاح واللواء الرابع مشاه جبلي”.

*نقلا عن صحيفة الشارع.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!