شاهد بالصور.. تعز تكابد للبقاء على قيد الحياة بين سطوة الإخوان ومليشيا الحوثي

قبل 3 سنة | الأخبار | أخبار محلية
مشاركة |

"تعز المحاصرة من قبل الحوثيين منذ 2015 وتتعرض للقصف من حين إلى آخر تعاني من غياب فعلي لسلطة الحكومة المعترف بها دوليا وتخضع لسيطرة جماعات متنافسة بعضها ينتمي لحزب الإصلاح الاخواني وجماعات أخرى سلفية".

تسير شاحنات محملة بمواد مختلفة بحذر وبطء شديدين على طريق عند منحدر جبلي مع منعطفات ضيقة، في مغامرة خطرة لكنها ضرورية لإبقاء مدينة تعز جنوب غرب اليمن على قيد الحياة. وطريق هيجة العبد هو الوحيد الذي لا يخضع لسيطرة المتمردين وهو شريان الحياة الرئيسي لإيصال المواد الغذائية والبضائع إلى مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون منذ عام 2015 من الشمال والشرق والغرب. ويسيطر المتمردون على كافة الطرق الأخرى المؤدية إلى تعز وهو الطريق الوحيد الذي يربط المدينة بمناطق الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.

و المشكلة في تعز هي الغياب الفعلي لسلطة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، بينما تخضع المدينة لسيطرة جماعات متنافسة، بعضها ينتمي إلى حزب "التجمع اليمني للإصلاح" المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين وجماعات أخرى سلفية.

وتوجد انقسامات داخلية في المعسكر الموالي للحكومة اليمنية في محافظة تعز، بينما لا يملك المحافظ نبيل شمسان الذي عينته الحكومة الكثير من السلطة، بحسب ما أفادت مصادر سياسية محلية.

وتتقدم الشاحنات ببطء شديد على الطريق غير المعبد والذي يمتد على طول 7 كيلومترات وتتوقف في بعض الأحيان للسماح لمركبات أخرى بالمرور.

ويشكو سائق شاحنة شاب يدعى مروان المختري من سوء حال الطريق، مؤكّدا "كما ترون الطريق مليء بالحفر" بينما يشير إلى أن وضع الشارع يزداد سوءا، مضيفا "في بعض الأحيان، لا يمكن للشاحنات أن تمضي قدما خوفا من السقوط" في الوادي.

ويثير وضع طريق هيجة العبد قلق سكان المدينة، بينما نظم ممثلون عن منظمات المجتمع المدني سلسلة بشرية الثلاثاء من أجل المطالبة بإصلاح الطريق.

وأكد عبدالجبار نعمان وهو أحد النشطاء "نطالب الحكومة الشرعية والسلطات المحلية بسرعة إعادة تأهيل هذا الخط".

ويشير نعمان إلى أن "أهمية هذا الخط هو أنه الخط الوحيد الذي يربط مدينة تعز بالعالم الخارجي. وقطعه قد يهدد شريان تعز الوحيد".

وتعز إحدى أكثر المدن تأثّرا بالحرب منذ بداية النزاع في منتصف 2014. وتخضع المدينة التي تحيط بها الجبال ويسكنها نحو 600 ألف شخص، لسيطرة القوات الحكومية، لكن المتمردين يحاصرونها منذ سنوات ويقصفونها بشكل متكرر.

وخرج عشرات من السكان من بينهم طالبات مدارس ارتدوا اللون الأسود للمشاركة في السلسلة البشرية على جزء من الطريق الذي تتضرر بسبب الأمطار الغزيرة وطالبوا بإصلاحه.

وحمل المشاركون لافتات من بينها "أنقذوا شريان تعز" وأخرى تطالب بإصلاح الطريق.

ويؤكّد سلطان الدهبلي مشرف السلطة المحلية لصيانة هيجة العبد أنه "يجب صيانة الطريق بأسرع وقت ممكن"، مشيرا إلى أنه في حال إغلاق الطريق "ستكون هناك كارثة إنسانية" في مدينة تعز والمحافظة بأكملها التي يعيش فيها نحو خمسة ملايين شخص.

ويدور نزاع في اليمن بين حكومة يساندها منذ 2015 تحالف عسكري تقوده السعودية، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء منذ بدء هجومهم في 2014.

وأسفر النزاع في اليمن عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم العديد من المدنيين، وفق عدة منظمات إنسانية.

وما زال نحو 3.3 ملايين شخص نازحين بينما يحتاج 24.1 مليون شخص أي أكثر من ثلثي السكان إلى المساعدة، وفق الأمم المتحدة التي أكدت مرارا أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم حاليا.

المصدر: ميدل ايست اونلاين

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!