رجل المقاومة والسياسة ’’نايف البكري’’.. من قائد للمقاومة الجنوبية إلى محافظ لعدن إلى وزير للشباب والرياضة إلى توقعات بشغل منصب وزاري كبير (تقرير)

قبل 3 سنة | الأخبار | تقارير
مشاركة |

حين اقتربت آلة الموت الحوثية من مدينة عدن أواخر مارس 2015، كان مسؤولوها يفكرون بمنافذ للهروب والمغادرة باستثناء مسؤول واحد، قرر البقاء ليحرس خوف المدينة، وليتولى قيادة عملية تحرير عدن..

’’نايف البكري’’ رجل الحرب والسياسة، ومحرر مدينة عدن، قائد المقاومة الجنوبية ومحافظ عدن سابقا، ووزير الشباب والرياضة حاليا..

يعتبر ’’البكري’’ الذي ولد في مدينة يافع بمحافظة لحج، من المسؤولين الذين قرّروا البقاء في عدن لمواجهة اجتياح الحوثي للمدينة، والتواجد مع أهلها للتخفيف من معاناتهم، بل ولقيادة المقاومة الجنوبية وطرد جحافل المليشيا الحوثية.

كان لـ’’نايف البكري’’ الدور الأبرز في تحرير عدن من المليشيا الحوثية، وكان قائد المقاومة الجنوبية آنذاك، وقبلها شغل منصب مدير عام مديرية المنصورة، ثم وكيل محافظة عدن لشؤون المديريات، ثم تولى بعد تحرير عدن منصب محافظ محافظة عدن، وبات الرجل الأول في عدن، وصاحب الشعبية الأكبر الجنوب.

برز ’’البكري’’، كـ"رجل حرب" قاد معارك تحرير عدن بكل بسالة وشجاعة، وبعد تحرير عدن وتوليه منصب محافظ المحافظة، برز ’’البكري’’ كـ"رجل دولة" يقوم بأنشطة يومية في مديريات المحافظة ويتفقد الخدمات الأساسية للمواطنين، ويتواصل مع المنظمات الإنسانية ومنظمات الإغاثة والمبادرات الشبابية الرامية إلى تقديم خدمات إنسانية تمكن عدن من الصمود كحاضنة شعبية للمقاومة التي نجحت في تحقيق ثبات أسطوري لم يكن متوقعاً، وعمل البكري من خلال زياراته الميدانية على إعادة تطبيع الحياة لمدينة عدن وتلمس احتياجات وهمومهم المواطنين.

ورغم أنه كان لقائد المقاومة الجنوبية ’’نايف البكري’’ الدور الأبرز في عملية تحرير عدن، إلا أن ’’البكري’’ وكعادته وبأخلاقة العالية وتواضعه، يؤكد دائما في أكثر من حديث له أن تحرير عدن تم بجهود وبصمود كافة أبناء عدن ثم بدعم الإخوة في قيادة التحالف العربي وبقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة ودولة الإمارات العربية المتحدة.

في أحد الحوارات الصحفية التي أجريت مع ’’نايف البكري’’ بعد عام من تحرير مدينة عدن، سأله الصحفي، كيف تم النصر؟

ورد ’’البكري’’ قائلا: أن "النصر تم بكل جهود أبناء عدن الذين التحموا تحت عنوان واحد وهو الانتصار لعدن لقد خاض شباب ورجال وأبناء ونسائها هذه المدينة معركة تصدي وصمود أسطوري تلاحمت فيها الأرواح والأجساد حتى أصبحت كأنها روح وجسد واحد امتلك الصمود والتضحية".

وسأله الصحفي: لماذا لم يفرّ ’’نايف البكري’’ كغيره ممن فرّوا بعد اجتياح جحافل الحوثيين لمدينة عدن؟".

فرد ’’البكري’’ قائلا: "في الحقيقة ونحن في اليوم الأول منذ تولي مهامنا في السلطة في مديرية المنصورة وبعدها وكيلا لمحافظة عدن كنا نحمل رسالة سامية وإنسانية تجاه أهلنا لبناء وطننا الذي كنا ننشده".

وتابع ’’البكري’’: "آثرنا البقاء مع أهلنا وإخواننا وهو منطلق من واجب ديني ووطني وومما زادني على الثبات يقيني بأن النصر لهذه المدينة وأبنائها سيتحقق في نهاية المطاف وهو ماتم فعلا".

وأضاف: "لم أفكر في أي لحظة بالانسحاب وكنت على ثقة بأن عدن لن تسقط بيد المليشيات".

وردّاً على سؤال الصحفي له: "كيف تحقق النصر في عدن برأيك؟".

يرد ’’البكري’’ بالقول: "النصر أتى بصمود أبناء هذه المحافظة ثم بدعم إخواننا في قيادة التحالف العربي وبقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة ودولة الإمارات العربية المتحدة الذين ضحوا بكل غالي ونفيس، ولاننسى شهدائنا في المقاومة الأبطال على رأسهم البطل جعفر محمد سعد والشهيد علي ناصر هادي.. وكنا نأمل بعد عام من هذا النصر أن تتوفر الخدمات والإمكانيات لأهلنا في عدن.. كون أن ذلك يعتبر أبسط مايمكن أن نجازي به أهلنا".

بعد تحرير عدن بـ 3 أيام، وتحديدا في الـ 20 من يوليو 2015، أصدر الرئيس عبدربه منصور هادي، قراراً جمهورياً بتعيين ’’نايف البكري’’ محافظا لعدن، وذلك بعد الانتصارات التي حققتها قوات المقاومة الشعبية في طرد المتمردين الحوثيين من المدينة.

وبعد أشهر من توليه منصب محافظ عدن، وتحديدا في منتصف سبتمبر من العام 2015 أصدر الرئيس عبدربه منصور هادي قرارا جمهوريا، بتعيين ’’البكري’’ وزيرا للشباب والرياضة.

ظنّ كثيرون أن ’’البكري’’ ليس له أي خبرة في الرياضة وأنه سيخفق في منصبه الجديد، إلا أن الوزير ’’البكري’’ فاجأ الجميع وحقق إنجازات كثيرة للشباب والرياضة.

فرغم ظروف الحرب وشحة الموارد والإمكانيات، إلا أن وزارة الشباب والرياضة نجحت وتقدمت على غيرها من الوزارات الأخرى. ونفذت عددا من البطولات المحلية والخارجية المتميزة.

ونجحت الوزارة بقيادة ’’البكري’’ في تأهيل عدد كبير من الملاعب، وهو إنجاز كبير في ظل الظروف الصعبة، لعل أبرزها الإنجاز التاريخي، الذي لم يفكر فيه أي من وزراء الشباب والرياضة المتعاقبين، حيث سيسجل التاريخ أنه وفي عهد وزير الشباب والرياضة ’’نايف البكري’’، تم تأهيل ملعب الحبيشي التاريخي الأقدم والأعرق في مدينة عدن الذي يصل عمره إلى ما يقارب قرن من الزمن، حيث تم في عهد ’’البكري’’ تركيب المدرجات وتعشيب الملعب بالعشب المعتمده دولياً لأول مرة منذ انشاء الملعب قبل ما يقارب المائة عام.

وماتزال إنجازات الوزير ’’البكري’’ وبصماته في مجال الشباب والرياضة مستمرة برغم شحة الامكانيات والصعوبات والظروف الصعبة التي يمر بها البلد.

واعتاد الوزير ’’البكري’’ على تشجيع الشباب ليس في المجال الرياضي فحسب، بل حتى في مختلف المجالات التي من شأنها خدمة الوطن والمواطن، وعمل البكري على تكريم الشباب العاملين في مختلف المجالات.

كما امتد نشاط ’’البكري’’ إلى القطاع الطلابي في الخارج، ليقوم بتكريم عدد من الطلاب اليمنيين المتميزين في مجالات العمل التطوعي والنشاط الرياضي في ماليزيا، مؤكدا على أهمية دور الشباب في صناعة التحولات المجتمعية.

وفي كارثة السيول التي اجتاحت عدن مؤخرا، ورغم أن معالجة كارثة السيول ليست من مهام وزارة الشباب والرياضة، إلا أن الوزير ’’البكري’’ أبى إلا أن يكون له دور في ذلك، فقام بتكريم مجموعة من شباب عدن نظير ما أظهروه من شجاعة وتضحية في سبيل إنقاذ أحد الشيوخ من كبار السن، بعد أن جرفته السيول أثناء الأمطار الغزيرة التي شهدتها العاصمة المؤقتة عدن.

وقضت توجيهات الوزير بأن يكون التكريم في موقع الحدث (حافة حسين) بكريتر في العاصمة المؤقتة عدن، وخلال التكريم تحدث الوزير ’’البكري’’ إلى الشباب المكرَّمين مشيدا بشجاعتهم وروح التضحية التي أظهروها.

ليرد عليه أحد الشباب المكرَّمين، أنهم تعلموا الشجاعة من معاليه ومما قام به أثناء قيادته للمقاومة الجنوبية في عملية تحرير عدن.

ما يميز ’’نايف البكري’’ تواضعه مع الناس وأخلاقه الراقية، وقربه من المواطنين، وإحساسه بمعاناتهم، ومشاركاته وزياراته الميدانية لهم، وهو ما أكسبه شعبية كبيرة في الجنوب.

اكتسب ’’البكري’’ محبَّة الناس بمبادرات الذاتية التي كان يقوم بها لخدمة المواطنين في عدن ومحيطها من خلال النزول الميداني واللقاء المباشر معهم.

حصل ’’نايف البكري’’ على العديد من الأوسمة والدروع التكريمية من عدد من الهيئات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية، في الداخل والخارج، حيث تسلّم درع تكريمي من جامعة الدول العربية، كما تم تكريمه ب ’’الدرع التذكاري’’ من وزارة الخارجية اليمنية.

كما تم تكريمه من قبل قيادة السلطة المحلية، ومنحته المقاومة الشعبية في عدن وأسر الشهداء والجرحى والأسر المنكوبة وسام الشجاعة ووسام المسؤول الوطني الشريف.

وتم تكريمه من قبل مؤسسة ’’لأجلك يا عدن’’ باعتباره واحداً من رموز المقاومة الجنوبية ورئيساً لمجلس المقاومة وكان في طلائع الصفوف الأولى التي دافعت ببسالة عن مدينة عدن حتى تحقق الانتصار بتحرير المدينة والحاق الهزيمة بالمعتدين.

كما تم تكريمه من قبل مؤسسات شبابية وإنسانية أخرى كمؤسسة ’’بصمة حياة’’ ومؤسسة ’’الحقيقة’’ وغيرها.

برز اسم الوزير ’’نايف البكري’’ كـ"رجل دولة" تشهد له نجاحاته المتتالية، وتوسعت شعبيته في الأوساط السياسية، ويتوقع مراقبون، أن  يشغل ’’البكري’’ منصبا وزاريا كبيرا في الحكومة التي تجري المشاورات حاليا لتشكيلها.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!