الشجاع : اقالة قائد القوات المشتركة هل يلحقه إقالة السفير

قبل 3 سنة | الأخبار | أخبار محلية
مشاركة |

قال الدكتور عادل الشجاع عبر حسابه على الفيسبوك أنه اعتبر البعض إقالة الأمير فهد بن تركي أنها كانت مفاجئة ، وهؤلاء معذورين لأنهم لم يدركوا أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ماض في حملته ضد الفساد التي وصفها بأنها جزء من العلاج بالصدمة ، لذلك لم يكن قرار إقالة الأمير فهد بن تركي خارج التوقعات وذلك بالنظر إلى الانتكاسات التي صاحبت التحالف في السنوات الأخيرة ، بل التوقع أن يتم إعفاء سفير المملكة لدى اليمن من مهمته ، فالإخفاق السياسي يوازي الإخفاق العسكري ويساويه في الفساد المالي وفي إهدار بناء الدولة.

إقالة الأمير فهد بن تركي تحمل معها تغيرا فعليا في سياسة المملكة تجاه الحرب في اليمن بوصفها قائدة التحالف ، وهذا التغيير يستحق الترحاب بالفعل ، لأنه يسعى إلى إعادة الحرب إلى هدفها المتمثل بتضييق الخناق على الحوثي ، خاصة بعد تكليف مطلق بن سالم بن مطلق المزيميع والذي يعكس حالة ماسة لمعالجة الأزمة الخانقة التي يمر بها التحالف للحفاظ على مكانته ونفوذه.

فالمزيميع قائد عسكري مؤهل تأهيل عسكري متميز ، فقدتدرج في المناصب والمهمات التي تؤهله لاستعادة زمام المعركة وتحقيق الانتصارات المنشودة ، فقد تولى قياداة درع الجزيرة التابع لدول مجلس التعاون الخليجي التي استطاعت إحباط المخطط الإيراني لقلب نظام الحكم في البحرين ، وكذلك العديد من المناصب القيادية المهمة ، يتحدث عنه من عرفوه بأنه رجل اختصاص وصاحب كفاءة والتعامل معه سهل وممكن ، أي أنه لن يضيع وقته في صناعة انتصارات وهمية وسيعيد الحرب إلى هدفها الحقيقي التي قامت لأجله.

إقالة الأمير فهد بن تركي مؤشر جيد على مراجعة استراتيجية الحرب ، خاصة وأن هذه الإقالة تعد الأولى من نوعها منذ بداية الحرب بما يؤكد أن التحالف يريد ان يستعيد أهدافه التي انطلق منها في بداية الحرب ، ولا شك بأن الشرعية تنفست الصعداء لهذه الإقالة لأن الرجل كان يتفرد بالقرار الذي نتج عنه غياب تشكيل جيش وطني حقيقي ، ومعاناة الجيش الحالي بسبب عدم الاهتمام بالتدريب والتسليح وعدم تمكين الضباط الأكفاء ، وهذا بالتأكيد سيجعل بعض القيادات اليمنية تلقى نفس المصير الذي لقيه قائد القوات المشتركة.

يعاني الجيش الحالي من ظاهرة الجنود الأشباح الذين يتقاسمون مرتباتهم مع قادة ألوية ، مما جعل الوحدات العسكرية تفتقر إلى العدد المطلوب واستنزاف الجنود المتواجدين في الجبهات عن طريق إرهاقهم وتأخير مرتباتهم لأشهر عديدة ، ولا شك أن رحيل مهندس فشل التحالف سيكشف ظهور العديد من الفاسدين الذين عرضوا الجنود إلى هزائم مجانية ولم يتم معاقبتهم على هذه الإخفاقات العسكرية في نهم والجوف والبيضاء وصعدة.

لقد أدركت المملكة أنها ضللت خلال المرحلة السابقة واستدرجت إلى ست سنوات من الحرب كان يمكن إنجازها خلال ستة أشهر ، فبلد بحجم المملكة بمواردها الهائلة وعدوها المتربص بها إيران يجعلها تحسم المعركة وهي قادرة على حسمها إذا مكنت الشرعية من بناء جيش وطني يكون ضمانا لعدم وجود سلاح خارج إطار الدولة وجمع التنظيمات والمليشيات في إطار واحد تحت إدارة مباشرة من الشرعية وجعل الإمارات تعمل وفق أهداف التحالف وليس وفق أهدافها الخاصة.

ومثلما أقدم الملك على تطهير المؤسسة العسكرية من الفساد فهو بحاجة أيضا إلى تطهير الملف السياسي من نفس الفساد وتعيين سفير لديه من الحنكة السياسية ما يجعله يقدم مصالح المملكة على مصالحه الخاصة ويسعى في بناء الدولة اليمنية ومؤسساتها التي ستكون في مصلحة الأمن القومي السعودي ، فغياب الدولة في اليمن يجعل الكلفة عالية على المملكة ويجعل أمنها عرضة للاختراق.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!