صحيفة العرب اللندنية: مستشار هادي يرسم صورة قاتمة للوضع في اليمن.
رئيس وزراء اليمن السابق يلقي بهزائم الجوف ونهم على التحالف العربي.
اعتبرت مصادر سياسية يمنية حديث مستشار الرئيس اليمني ورئيس الوزراء السابق أحمد عبيد بن دغر حول النتائج المترتبة على سيطرة الحوثيين على محافظة الجوف بمثابة رسائل سياسية موجهة للتحالف العربي، وتعبير عن حالة الإحباط في مكونات الشرعية اليمنية، إضافة إلى كونها محاولة مبكرة لإبراء الذمة من التطورات المترتبة على فشل الشرعية ومؤسساتها في إدارة الملفين السياسي والعسكري وتحميل التحالف مسؤولية الإخفاق في استعادة الدولة اليمنية من قبضة الميليشيات الحوثية.
واعتبر أحمد عبيد بن دغر، مستشار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، في سلسلة تغريدات على تويتر، الجمعة، أن سيطرة مسلحي جماعة الحوثي على محافظة الجوف “قد تغير موازين القوى العسكرية بصورة نهائية” لصالح إيران على حساب التحالف العربي.
وقال بن دغر إن سيطرة الحوثيين على الجوف تعود إلى “أننا شرعية وتحالفا (التحالف العربي بقيادة السعودية) قد تسببنا فيما نحن عليه، انقساما وعداء لبعضنا البعض، في إصرار عجيب على إهداء الهزيمة للحوثيين وإيران”.
وأضاف أن سيطرة الحوثيين على الجوف “قد تغير موازين القوى العسكرية بصورة نهائية في معركتنا المصيرية مع الحوثيين”.
وتابع “إذا تعاملنا بذات المستوى الذي تعاملنا به بشأن سقوط نهم (سيطرة الحوثيين على المديرية التابعة لصنعاء)، فسنكون قد قررنا مصير المعركة لصالح الحوثيين يمنيا، ولصالح إيران إقليميا، وسيكون دور التحالف قد انتهى في اليمن”.
وأشار بن دغر إلى أن الأمم المتحدة ستتدخل في وضع الأمور “في نصابها، والاعتراف بالأوضاع الراهنة؛ إذ لا يمكن استمرار الحرب دون نهاية”.
ووفق بن دغر، فإن أسباب سيطرة الحوثيين على الجوف “واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، والحروب والمعارك سجال”، مضيفا “سنتلقى جميعا هزيمة تاريخية نكراء؛ فالعدو تمكن من الحصول على وسائل وعوامل قوة أتاحت له الصمود، وتتيح له التقدم اليوم”.
وتلا سقوط محافظة الجوف تبادل للاتهامات بين العديد من مكونات “الشرعية” حول أسباب الفشل ومن يتحمل مسؤولية انهيار الجبهات وعودة خارطة النفوذ العسكرية إلى ما قبل خمس سنوات ماضية.
وفي إشارة إلى تعليقات بن دغر، قال هاني بن بريك، نائب رئيس هيئة المجلس الانتقالي الجنوبي، “بدأ القفز، وهذا في صالح التحالف العربي”، في رسالة واضحة مفادها أن التحالف لا يحتاج إلى المواقف المتذبذبة.
وبينما جدد سياسيون وناشطون وإعلاميون تابعون لجماعة الإخوان اتهام التحالف العربي بالتسبب في انهيار الجبهات، ووقف الدعم، حمّلت مكونات سياسية يمنية أخرى قيادة الشرعية وجماعة الإخوان المسيطرة على مفاصلها المسؤولية عن تفكيك الجبهات والانشغال في استكمال سياسة الاستحواذ وإقصاء المكونات الأخرى واختطاف القرار السياسي للشرعية وتكريسها لخدمة الأجندة القطرية.
وفي تطور لافت على صعيد تداعيات سقوط محافظة الجوف، قال الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في اليمن عبدالله نعمان إن كارثة الشرعية بدأت عندما أقدم الرئيس عبدربه منصور على الانقلاب على التوافق، وأقصى رئيس الحكومة التوافقي خالد بحاح، معتبرا أن “إقصاءه انقلاب على التوافق”.
وأضاف نعمان، خلال مؤتمر صحافي عقده في تعز، الخميس، إن “الكارثة تمثلت بإقالة بحاح وتعيين رجل في موقع نائب رئيس الجمهورية (في إشارة إلى علي محسن صالح الأحمر)، تاريخه مليء بالهزائم والفشل، تاجر حروب، وقائد للجماعات الإرهابية، لا يزال حتى هذه اللحظة عنوانا للفشل والإخفاق في اليمن”.
وحذر نعمان من أنه “إن لم يتم تدارك الموقف، وإنقاذ اليمن، وإبعاد هذا الرجل من هذا الموقع، ستتوالى النكسات والانكسارات ولن نرى أملاً قريباً في تحقيق أيّ تقدم للعودة إلى المشروع الوطني الذي توافق عليه اليمنيون في مخرجات الحوار الوطني”.
وأشار إلى أن التنظيم الناصري أطلق عدداً من الدعوات، لإجراء إصلاحات عميقة وجذرية في مختلف مؤسسات الدولة، وإلغاء كافة القرارات التي صدرت منذ انقلاب الحوثيين وحتى هذه اللحظة، واصفا تلك القرارات بأنها “لا تتوافق مع مخرجات الحوار الوطني، ومعايير شغل الوظيفة العامة المحددة في القانون”.
وحول الانسحابات العسكرية الأخيرة وما جرى في نهم والجوف وحجور والضالع، حمَّل نعمان مسؤوليتها بالدرجة الرئيسية لعبدربه منصور ونائبه باعتباره المسؤول العسكري المباشر، ووزير الدفاع ورئاسة هيئة الأركان، ثم للقادة الميدانيين المسؤولين عن هذا الأمر باعتبارهم القادة المباشرين للمعركة.
وفتح السقوط المفاجئ لمحافظة الجوف في أيدي الميليشيات الحوثية الحديث مجددا حول أسباب التراجع الكبير في أداء الشرعية اليمنية على الصعيدين السياسي العسكري، وانعكاسات التحولات في خارطة موازيين القوى في المشهد اليمني في أعقاب خسارة الحكومة اليمنية لمحافظة الجوف الاستراتيجية بعد أسابيع قليلة من خسارتها لمنطقة نهم على الحدود بين محافظتي مأرب والجوف.
تحريض إخواني على التحالف العربي
وربطت مصادر سياسية بين تجدد الاتهامات للتحالف العربي من قبل قيادات يمنية مرتبطة بدائرة مصالح الإخوان وبين الأخبار المسرّبة عن اعتزام قيادة التحالف العربي تغيير سياستها تجاه حالة الترهل والفشل في الحكومة الشرعية والبحث عن مسارات جديدة لمواجهة المشروع الإيراني في اليمن.
واعتبرت المصادر أن زيارة وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، للعاصمة السعودية الرياض ولقاء مسؤولين سعوديين من بينهم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، ووزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان ونائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان واختتام الزيارة بلقاء الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أعادت الحديث مجددا عن إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية تنهي الحرب في اليمن، في ظل مؤشرات على اعتزام المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث القيام بجولة جديدة في المنطقة تشمل زيارة صنعاء ومأرب.