عادل الشجاع: يبدو أن أبناء تعز قرروا ألا يلتقوا إلا في ساحة المعركة!

قبل 3 سنة | الأخبار | أخبار محلية
مشاركة |

يبدوا ان الأطراف في تعز وتحديدا في الحجرية لكل طرف برنامجه الخاص الذي يتصادم مع الطرف الآخر وأنهم لن يلتقوا إلا في ساحة المعركة . يلقي كل طرف باللوم على الآخرين ، تبدأ الاتهامات بالخيانة وتمر بالتآمر ولا تنتهي عند العمالة . ستندلع المعركة وسيصف كل طرف ضحاياه بالشهداء وسيذهب المدنيون الأبرياء إلى قبورهم مجرد أرقام تتناقلها الأخبار . اتهامات متبادلة وفتنة نائمة لم تكن مستكينة بقدر ما كانت تنتظر اللحظة المواتية للانقضاض .

حرب البيانات والاتهامات وإخلاء المسؤولية تفرض نفسها في سياق الدفع بالمبررات . حجم الاتهامات ونوعها يشي بالمزيد من التصعيد وتدهور العلاقة بين الأطراف . المؤكد أن هناك بالفعل مشكلة جوهرية في علاقات الأطراف المختلفة . وهناك أيضا حالة متقدمة من الاحتقان الشديد . هذه الحالة مرشحة لإقرار مزيد من المواجهات المسلحة ستطيح بما تبقى من حقوق لأبناء تعز .

والسؤال الذي يطرح نفسه : هل بالإمكان إجراء حوار وفق أجندة وطنية متفق عليها تحكم سلوك وتصرفات مختلف الأطراف ؟ وللإجابة على هذا السؤال نقول : نعم . خاصة إذا ما عرفنا أن سلطان البركاني رئيس مجلس النواب من المنطقة . ومعين عبد الملك رئيس الحكومة من المنطقة . والدكتور رشاد العليمي مستشار الرئيس من المنطقة . وسلطان العتواني مستشار الرئيس من المنطقة . ونبيل شمسان المحافظ من المنطقة . وأمين محمود وعلي المعمري المحافظين السابقين من المنطقة . وحمود خالد الصوفي من المنطقة . وحمود سعيد من المنطقة . ومؤسسين حزب الإصلاح والاشتراكي والناصري والمؤتمر والبعث من المنطقة . والمتقاتلين من المنطقة .

من خلال هذه الأسماء وغيرها عرف الناس تعز بأنها رائدة الفكر والثقافة . وعرفوا أن أبناءها عبر تاريخهم كانوا يضعون القضايا مهما تشابكت أو تعقدت في إطارها وحجمها الصحيح . فهل يدركون اليوم أن صمتهم هذا يحول أهداف الشرعية عن مسارها الطبيعي إلى اتجاهات أخرى تزيد من الإحباط القائم حاليا .

ما يجري في الحجرية بمثابة دق جرس تنبيه لرؤية الظلال القاتمة لدى الأحزاب السياسية والذين ذكرناهم يمثلون هذه الأحزاب . والسؤال الذي يواجهنا مرة أخرى : كيف نتجنب هذه المأساة والابتعاد عن الاحتكام إلى السلاح بين أطراف أبناء تعز الذي سيجر إلى ويلات كثيرة ، على رأسها إغراق أرض الحجرية في حمامات دماء قوامها الثارات والثارات المضادة . أمام القوى السياسية في تعز ومعها السلطة المحلية طريق واحد للخروج من المأزق الحالي وهو تشكيل لجنة لفتح حوار بين مختلف القوى السياسية لتوحيدها على قاعدة جديدة .

ومما سبق نتساءل ونقول : أين هو مجلس النواب والحكومة ووزارة الدفاع وهيئة أركانها مما يجري في الحجرية ؟ وهل يعقل أن يوجه الجندي والشرطي سلاحهما إلى صدور بعضهما بدلا من توجيهه إلى صدر العدو ؟ عندما تتحول وجهة البندقية في الشرعية وتصوب في اتجاه صدر الشرعية فهذا يعني أن حامل هذه البندقية إنما يمسك ببندقية العدو هذه المرة ويوفر عليه مشقة إكمال مهمته في هدر مزيد من الدم في تعز .

كل الدم الذي سيراق في تعز وأيا كانت الأسباب التي أدت إلى ما حدث ، فإن الدم أقدس من أية قضية يزعم البعض الدفاع عنها . فهل أصبحت مصلحة تعز العليا لم تعد حاضرة في اهتمام قيادات كبيرة من تعز ، خاصة وأنها صاحبة قرار ، أم أن القرار أصبح يمر عبر عواصم خارجية لم تعد تخفي هيمنتها على هذا القرار ؟ ننتظر من الذين ذكرناهم ومعهم عقلاء كثيرون في تعز أن يشكلوا لجنة مستعجلة تعيد الأمور إلى نصابها وتنزع فتيل المواجهات والاتفاق على برنامج يحقق مصالح كل الأطراف على قاعدة السلم الأهلي هناك .

* من صفحة الكاتب على فيسبوك.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!