الليلة الأخيرة في حياة ’’الحمادي’’

أحداث الحجرية تعيد للأذهان قضية اغتيال العميد ’’الحمادي’’ فكيف ولماذا اغتيل ومن الجهة التي تقف وراء عملية الاغتيال؟ وما علاقتها بما يجري في التربة

قبل 3 سنة | الأخبار | تقارير
مشاركة |

ما يحدث في الحجرية اليوم من تحشيد لمليشيات الإخوان، وما رافقه من صدور قرار بتعيين قائد جديد للواء 35 موالي للإخوان، ومحاولات الاخوان الحثيثة للسيطرة على اللواء 35، عبر محاولتهم شراء ذمم قادة عسكريين منتسبين للواء، ونجاحهم في انتزاع قرار بتعيين قائد للواء موالي لهم، كل هذه الأحداث أعادت للأذهان قضية عملية اغتيال العميد عدنان الحمادي، التي يحاول الإخوان طمس معالم الجريمة وإخفاءها ودفنها.

فكيف ولماذا اغتيل العميد الحمادي، ومن الجهة التي تقف وراء عملية الاغتيال؟ وما علاقة اغتيال الحمادي بما يجري الآن في الحجرية.

لكي نحصل على إجابة لهذا السؤال، لا بد من استعراض خلفيته السياسية والعسكرية خلال السنوات الماضية والتي بدأت مع اندلاع الانقلاب الحوثي على الدولة في اليمن، وما أعقبه من تطورات.

وبحسب تقرير لموقع "نيوزيمن"، استعرض فيه خلفية الصراع السياسية والعسكرية خلال السنوات الماضية، والتي بدأت مع اندلاع الانقلاب الحوثي على الدولة، وما أعقبه من تطورات لها علاقة مباشرة بما يحدث الآن في الحجرية.

ففي الأسابيع الأولى من الحرب، أعلن العميد الراحل عدنان الحمادي، ولاءه للسلطة الشرعية، ليكون بذلك أول قائدٍ عسكري يمني، يعلن وقوفه في صف الشرعية وتصديه لمليشيات الحوثي، وبتعيينه قائداً للواء 35 مدرع، قاد الحمادي معركة المواجهة مع مليشيات الحوثي بجزء من قوته البشرية، حيث كان غالبية اللواء 35 مدرع، يدين بالولاء لمليشيات الحوثي، وهو ما أسفر في النهاية عن سقوط قيادة اللواء 35 مدرع بيد المليشيات، وخروج الحمادي الذي كان مصاباً وتشتت أغلبية الكتيبة التي صمدت معه حتى اللحظات الأخيرة.

خلال فترة مرض العميد الحمادي تأسست معسكرات المتطوعين برعاية قادة سياسيين ووجهاء في تعز عملوا على جمع التبرعات وإنشاء معسكرات المتطوعين التي انضم إليها من بقي من أفراد الكتيبة الأخيرة في اللواء تباعاً، لينضم إليهم الحمادي ويقوم بترتيب الصفوف وتدريب المقاتلين وقيادة المواجهات العسكرية ضد المليشيات الحوثي انطلاقاً من الضباب، ومن ثم تأمين المناطق التي لم يصل إليها الحوثي ومنها الخط الرابط بين الضباب ومدينة التربة ومحيطها من قرى الحجرية.

ووفقا للتقرير، فخلال السنوات اللاحقة، ظل الحمادي يقاتل لتحرير المناطق المتاخمة للقرى المحررة، بما فيها مقر قيادة اللواء في المدينة، وفي الوقت الذي كان قادة ألوية آخرون يستلمون مخصصات ضخمة من دول التحالف كدعم لتشكيل ألوية وهمية وتخزين السلاح وتكديس الأموال، كان الحمادي الذي يتم تزويده بالفتات ونهب معظم مستحقاته المالية، يستقبل المتطوعين ويعزز من تواجد اللواء عسكرياً، الأمر الذي جعل اللواء 35 مدرع، يتفوق من حيث القوة البشرية، والاستعداد القتالي والتنظيم على تسعة ألوية عسكريّة وأمنية يسيطر عليها الإخوان المسلمون في تعز، ناهيك عن قيام اللواء 35 مدرع بتحرير ما نسبته 85% من المديريات المحررة في تعز، باستثناء مديريات الساحل الغربي والتي معظمها غير آهل بالسكان.

في أبريل عام 2018م، ظهرت برقية عسكرية ممهورة بوقيع وختم قيادة محور تعز، وفيها كشف للألوية التابعة للمحور، إضافة للوائين مستحدثين، هما اللواء الرابع مشاه جبلي، واللواء 145 دفاع ساحلي، دون أي قرار جمهوري بتشكيلهما أو بتعيين قيادات لهما، بعد أسابيع قليلة، تم إسقاط 2500 مقاتل من قوام اللواء 35 مدرع، وإلحاقهم باللواء الرابع مشاه جبلي، وألوية أخرى، وبعد أسابيع أخرى، خرجت احتجاجات في مدينة التربة، لرفض تواجد معسكر تدريبي تابع للواء الرابع في أحد المعاهد التعليمية بعزلة الأصابح بمدينة التربة، ورغم الاحتجاجات على عسكرة الأرياف المحررة، أنشأ اللواء الرابع معسكراً آخر في منطقة الجاهلي، واستحدث نقاطاً أمنية موازية لحواجز التفتيش التابعة للواء 35 مدرع.

اشتد الخلاف بين قيادة اللواء 35 مدرع، ممثلة بالعميد عدنان الحمادي، وبين قيادة محور تعز ممثلةً باللواء خالد فاضل، والذي سعى للانتقام من اللواء 35 مدرع بطرق مختلفة، منها حجز نفقاته المالية، وخصم رواتب الأفراد، وسحب أكثر من 900 رقم عسكري من مقاتلين في جبهات اللواء، وقد تم خلال تلك الفترة شراء عدد من مسؤولي المواقع العسكرية التابعين للواء وحثهم على التمرد على قيادته، فضلاً عن نشر عدد من المجاميع المسلحة والأسلحة المتوسطة وتطويق اللواء ابتداءً من مديرية المسراخ، ونجد قسيم وليس انتهاءً بهيجة العبد والجاهلي، وكانت المعركة على وشك الوقوع.

وبحسب التقرير، إنه وخلال تلك الفترة، كان محافظ تعز، أمين أحمد محمود، قد أوفد لجان التحقيق، والتي تباطأت في الرفع بتقاريرها بسبب حسابات سياسية ومخاوف، وبعد اتضاح الصورة أخيراً، انعقد مؤتمر أبناء مديريات الحجرية وصبر، بعد تنسيق وجهود من أبناء الحجرية كان على رأسهم قائد مقاومة الحجرية، فؤاد الشدادي، والذي عبر بالقطع، رافضاً الاحتراب الأهلي في الحجرية وعسكرة المناطق المحررة، فيما كان المحافظ أمين محمود يجري اتصالاته وجهوده لتدارك الموقف، قبل أن تخرج مظاهرات حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف من أبناء مديريات الحجرية وصبر، رفضوا فيها عسكرة المنطقة والاحتراب الأهلي، ونجاح أمين محمود في نزع فتيل الاقتتال بعد إقناع المنطقة العسكرية الرابعة بتوضيح موقفها في برقية رسمية لمحور تعز، ناهيك عن كشف العميد عدنان الحمادي لكافة الخطط العسكرية والتحركات التي قامت بها المجاميع المسلحة المحسوبة على الإخوان، فضلاً عن الجاهزية القتالية العالية للواء والتي كانت لتمكنه من حسم المعركة لصالحه فيما لو نشبت، وهي أمور بمجملها أفشلت مخطط الإخوان للحسم العسكري والاستيلاء على الحجرية بالقوة.

وبحسب التقرير، هنا التجأ التجمع اليمني للإصلاح "الإخوان المسلمون"، إلى تكتيك آخر لحسم المعركة، إذ إن عدم انجرار الحمادي واللواء 35 مدرع، إلى مواجهة عسكرية، كانت تميل لمصلحة الحمادي، قد أفشل خطة إحراق شخصية عدنان الحمادي، واستصدار قرار إقالته الذي كان جاهزاً على مكتب الرئيس هادي، والذي أوقف من قبل نجله جلال وفقاً لما قاله الحمادي شخصياً، فضلاً عن الدور الذي لعبه المحافظ أمين محمود والذي نزع الشرعية كلياً عن ممارسات الإخوان، ووظف علاقاته وإمكاناته السياسية والمادية لنزع فتيل الاقتتال الأهلي بين أبناء الحجرية إضافة إلى مديريات صبر..

وأضاف التقرير أنه، ومن هنا كان لا بد للإصلاح من العمل على مسارين:

الأول: يتركز بقوة في إقالة الدكتور أمين أحمد محمود، الذي نزع المشروعية عن تحركات الإخوان، وتصوير الأمر باعتباره خلافاً حاداً بين المحافظ وقائد المحور لا يمكن معه سوى استبعاد الاثنين.

والثاني: توريط الشهيد عدنان الحمادي في صراع أهلي أو مناطقي، أو شق اللواء ونخره من الداخل، وإدخاله في صراع أهلي أو مناطقي، يمكن بعدها توسيع دائرة هذا الصراع بإدخال مجاميع مسلحة باسم هذا اللواء أو ذاك، لفرض الأمن، وتأجيج الصراع سياسياً وإعلامياً لما يسمح بإحراق شخصية الشهيد الحمادي، وذلك من خلال جرعة تحريض عالية تستهدف سمعة الشهيد الحمادي وتتهمه بالعمالة والارتزاق، بما يسمح من ترقية الفتنة المناطقية لتصبح تعبيراً عن مطلب وطني جامع تستقطب فيه موجة الكراهية الاجتماعية قطاعاً من المحايدين الذين يتأثرون بإمبراطورية الإخوان وقطر الإعلامية من جهة، وبالكراهية الاجتماعية وتشويه سمعة الشهيد من جهة أخرى.

وبحسب ما أورده التقرير، فقد نجحت خطة الإخوان في إقصاء الدكتور أمين محمود، بقرار رئاسي قضى بتغييره وهو في طائرته عائد إلى عدن بعد رحلة علاجية دامت أشهراً في كندا للتخلص من آثار محاولة الاغتيال التي تعرض لها خريف 2018م، بتفجير عبوة ناسفة استهدفته لدى خروجه من مقر المنطقة العسكرية الرابعة، غير أن خطة إقصاء الحمادي فشلت، رغم المحاولات المتكررة.

إضافةً لما سبق، ووفقا للتقرير، فقد فشلت محاولات تأجيج الفتنة المناطقية بين أبناء الحجرية، رغم عدد من المشكلات والجرائم التي تم افتعالها في المنطقة، وقد كان تنوع انتماءات أفراد اللواء إلى مختلف مناطق الجمهورية الشمالية والجنوبية، أثراً في كبح جماح الصراعات المناطقية، فيما كان الشحن السياسي والتعبئة والتحريض قد بلغ أثره، وأسفر في إحدى تجلياته عن اغتيال اثنين من مرافقي المحافظ نبيل شمسان، ونهب سيارتهما بحجة علاقتهما بطارق عفاش وحراس الجمهورية، وبالطبع فإن كل مشكلة أمنية يتحمل عبئها اللواء وتثير القلاقل لدى حاضنته الجماهيرية، لكن نجاح اللواء في احتواء عشرات المشكلات المثارة من هذا النوع، وتضافر جهود إدارة أمن الشمايتين بقيادة الضابط المخضرم عبد الكريم السامعي وقيادة اللواء 35 مدرع، وتعاون قوات الأمن الخاص بقيادة العميد جميل عقلان، أفشلت كل تلك الرهانات.

كما كانت الاتهامات التي تروج لها وسائل إعلام الإصلاح، حينها، ضد العميد الراحل عدنان الحمادي، بعمالته للإمارات، وعلاقته ببقايا النظام السابق الممثلة بقوات طارق صالح في الساحل الغربي، إحدى وسائل التحريض ضد اللواء 35 مدرع، غير أنها أثبتت فشلها، بالنظر إلى الثقة العالية والتأييد الكبير الذي يحظى به الشهيد الحمادي، حينها لم يعد ثمة بد، من اختراق اللواء 35 مدرع ذاته، وشق صفوفه، إضافة إلى قوات الأمن الخاص، وقد تحقق بعض النجاح في هذه الجزئية، إذ أدى دس بعض المشكلات والنعرات "المدعاة" إلى خروج موقع جبل صبران، بحجة خلافات شخصية، اتخذت بُعداً مناطقياً، فيما جرى في الحقيقة شراء ذمم بعض الأشخاص والتنسيق معهم للقيام بهذه الأدوار.

وأضاف التقرير، أنه، ورغم الغضب الجارف الذي سببه هذا الاختراق، استطاع الشهيد عدنان الحمادي امتصاص حنق جنوده، في محاولة منه لتهدئة الأوضاع، في انتظار التوقيع على اتفاق الرياض ونجاحه، ليتخلص من العصا الغليظة التي ما زالت مسلطةً عليه، وهو احتكار القرار السياسي، وهو العائق الذي يمنعه من وضع حد للخونة، وإبعادهم من داخل اللواء، وهو الأمر الذي يدرك الحمادي تماماً تبعاته من حيث التحريض الإعلامي والمناطقي والأهلي، وسذاجة وغباء القيادة السياسية التي سيتم استدراجها لإقالة القائد الحمادي بحجة امتصاص هذا الضجيج والنقمة المدعاة.

غير أن الشهيد كان بمواجهة قدر لم يعد ممكناً معه أن يكمل مسيرته في بناء قوات عسكرية وطنية، ولا مواصلة طموحه بالعمل لبناء دولة مدنية عادلة لكل اليمنيين، إذ جرى اغتياله في 2 ديسمبر 2019م، في منزله، على هامش استعداداته للسفر إلى القاهرة للعلاج، وهي الرحلة العلاجية التي تأجلت قرابة 5 أشهر عن موعدها بسبب التوترات في المنطقة، وما زالت حادثة اغتياله إلى اليوم، تثير العديد من الاتهامات والإدانات بحق جهات وأطراف لطالما استهدفت الحمادي بشخصه ومشروعه الوطني.

واختتم التقرير بالقول إنه، مما سبق يتضح لنا أن حياة الحمادي وكفاحه الطويل كانا من أجل مشروع، كما أن عملية اغتياله كانت من أجل مشروع أيضاً، وبالنظر إلى ما كان يمثله الحمادي بالنسبة لكثير من اليمنيين.

كيف تم اغتيال العميد الحمادي؟

كشف تقرير لصحيفة “الشارع” الاهلية معلومات وتفاصيل عن اللحظات التي سبقت وتلت جريمة اغتيال العميد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع.

ونقلت الصحيفة عن أحد أقرباء “الحمادي” ان العميد عدنان قُتِلَ داخل مجلس القات الخاص به في منزله، بحضور “صهيريه”.

وقالت الصحيفة: ”القاتل أخرج مسدس “مكَرُوف” وأطلق، من مسافة قريبة، 3 رصاص على رأس العميد عدنان، موضحة أن  “الرصاصة الأولى أصابت الفَك، والثانية الجبهة، والثالثة اخترقت أسفل العين وخرجت من خلف الرأس.

ولفتت الصحيفة الى ان العملية كانت مدبَّرة، موضحة القاتل مدني لا علاقة له بالجيش، وله 4 أشهر غائب عن المنطقة، مؤكدة انه تم اعتقال مُنَفِّذ الجريمة و6 آخرين بينهم “صهيري” الفندم، وأحد أفراد حراسته.

وذكرت الصحيفة أنه تم القبض على منَفِّذ عملية الاغتيال، وآخرين، ومازال التحقيق جارياً في الجريمة لمعرفة كافة ملابساتها.

واوردت الصحيفة عن المصدر ان: “جلال، أخو العميد عدنان، لم يُقتَل، بل أصيب برصاصتين في رجليه”. وكانت المعلومات أفادت أن مرافقي العميد الحمادي أطلقوا الرصاص، بعد الجريمة مباشرة، على أخوه “جلال”، وأردوه قتيلاً.

وبحسب الصحيفة أكد أحد أقرباء العميد الحمادي أن الأخير قُتِلَ داخل مجلس القات الخاص به في منزله، بحضور اثنين من “أصهوره” لم يتعرضا لأي إصابات، وتم اعتقالهما مع القاتل (جلال). وحتى وقت متأخر من مساء أمس، لم تُعلن لجنة التحقيق ما قد توصلت إليه، في ظل تكتم شديد على سير عملها.

وقال المصدر الأُسري، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، إن أحد أفراد حراسة العميد عدنان أطلق الرصاص على “جلال” فأصابه برصاصتين في رجله اليمني، فيما أفاد المصدر السياسي إن “جلال” أُصيب برصاصتين في كلتا رجليه؛ اليمني واليسرى.

وأوضح أنه “تم التحقيق مع جلال الحمادي، ومع صهيري الفندم عدنان، والثلاثة تم التحفظ عليهم. وتم، أيضاً، اعتقال أربعة آخرين على ذمة التحقيق” حينها.

واضاف : “أحد المعتقلين من صهيري الفندم عدنان، التقى بجلال، قبل نحو ساعة من جريمة الاغتيال، في مكان قريب من بيت الفندم عدنان، وبعدين تفرقا، ثم جاءا متفرقين، بعد الغداء، إلى منزل الفندم عدنان، وجاء أيضاً الصهير الثاني لعدنان الحمادي”.

وتابع: “أولاً دخل صهيرا الفندم عدنان إلى مجلس القات الخاص بالفندم، ثم خرج قائد حراسته، أحمد شمسان، لإحضار القات، وهو خارج شاهد جلال، منفِّذ الجريمة، وطفل جلال داخلين إلى عند الفندم عدنان، وبعد دخولهم سَمِعَ أحمد شمسان صوت إطلاق الرصاص، فعاد مسرعاً، ودخل عدد من أفراد الحراسة، أحدهم أصاب جلال من الخلف في رجله اليمنى، وتم القبض عليه، وعلى الحاضرين: صهيري الفندم. وكان في المجلس زوج بنت عدنان الحمادي، لكن ليس هناك أي شبهة تدور حوله، لهذا لم يتم التحفُّظ عليه”.

وحسب ما أفادت الصحيفة قال المصدر الأُسري: “التحقيقات الأولية تفيد أن جلال دخل إلى عند الفندم عدنان، وأخرج مسدس مكروف، وأطلق منه الرصاص على الفندم، وأصابه إصابة مباشرة ومن مسافة قريبة. جلال، أطلق 3 رصاص من المسدس على رأس العميد عدنان، إحدى الرصاص أصابت فَكّ الأخير، والثانية في الجبهة، والثالثة تحت العين وخرجت من خلف الرأس. وأطلق جلال رصاصة رابعة أصابت رِجل السواق الخاص بالعميد عدنان”.

وأضاف: “جلال الحمادي مدني لا علاقة له بالجيش، وله 4 أشهر غائب عن المنطقة، ولا يُعرف أين كان.. وأثناء ما قام أحد أفراد الحراسة بإطلاق النار على جلال، أشار العميد الحمادي بأصابعه لجنود الحراسة بما معناه لا تقتلوه.. موضحاان  العملية كانت مدبَّرة، وكان هناك تواطؤ من قِبَلْ بعض أفراد الحراسة، وإجمالي المشتبه بهم، والذين يجري التحقيق معهم، 6 أشخاص بينهم أحد أفراد حراسة العميد الحمادي”.

وقالت المعلومات إن قائد محور تعز العسكري، خالد فاضل، أراد تشكيل لجنة تحقيق من قبل قيادة المحور تتولى مهمة التحقيق في جريمة الاغتيال، في ظل مخاوف كبيرة من ذلك، لأن قيادة المحور، الموالية لحزب الإصلاح، كانت على عداء مع العميد الركن عدنان الحمادي.

وطبقا للصحيفة تعرض الحمادي طوال السنوات الماضية، لحملات إعلامية كبيرة ومستمرة من قبل حزب الإصلاح، وناشطيه. وعندما تم إعادة خالد فاضل لقيادة المحور، عقد اجتماعاً مع قادة الألوية العسكرية في تعز، ولم يدعُ العميد الحمادي لحضور ذلك الاجتماع.

ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي ثانٍ القول : “حزب الإصلاح، وقيادة محور تعز العسكري، هم خصوم للعميد الحمادي، وكانوا يعتبرونه عدواً لهم.. لهذا فلا يمكن القبول حتى بمشاركة قيادة المحور في لجنة التحقيق، لأن ذلك سيؤثر على مسار التحقيق، ذلك أن قيادة المحور ستعمل، دون ريب، على حرف التحقيق عن مساره الصحيح”.

وبالتزامن رفد اللواء 35 مدرع بـ 3000 منظم عسكري جرى  الافراج عن بطائقهم وتوزيعهم على اللواء خلال هذا الأسبوع، الامر الذي اثار استغراب العديد من المراقبين ان تتم تلك الخطوة بالتزامن مع عملية الاغتيال التي طالت قائد اللواء العميد الركن/عدنان الحمادي ..

وحسب ما افاد مراقبون المنظمون الذين وزعهم المحور على اللواء 35 مدرع دون بقية الالوية هذا التصرف اثار حفيظة بقية المنضمين العسكرين البالغ عددهم اكثر من 10000ضابط وصف وجندي ماتزال رواتبهم ضائعة منذ اربع سنوات، معربين عن استغرابهم من أن البطائق العسكرية التي ظلت محتجزة لدى المحور افرج عن بعضها بالتزامن مع اغتيال قائد اللواء 35 مدرع، وهو ما اعتبروه فساد وتلاعب في بطائق ورواتب آلاف المنظمين خلال السنوات الماضي.

في الجزء الثاني من هذا التقرير، سنسلط الضوء على المتورطين بجريمة اغتيال العميد "الحمادي"، وأين هم الجناة، وهل لـ "حمود المخلافي" يد في ذلك، ولماذا تم تعيين "شمسان" بديل لـ"عدنان" وهو من خارج اللواء.

المصادر: نيوزيمن، صحيفة الشارع، الميثاق نيوز، اليمن اليوم، Youtube.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!