على الانتقالي ان يتقبل حضور الحضارم بروح رياضية

قبل 4 سنة | الأخبار | أخبار محلية
مشاركة |

قال الدكتور أحمد السومحي أنه  منذ تأسيس  مؤتمرحضرموت الجامع نهاية ابريل 2017م ظهر لكل المراقبين السياسيين ان لحضرموت أولويات مختلفة، ذات

طبيعة مصلحية براقماتية بعيدا عن الأفكار الايدلوجية والمسارات التاريخية التي ظلت تحكم ثنائية الجنوب والشمال منذ منتصف القرن العشرين والى الان. 

فحضرموت على مدى التاريخ المعاصر كانت بعيدة عن هذه التجاذبات اليمنية اليمنية واستقطابات عدن وصنعاء، حتى ان الحضارم يسمون غيرهم من السكان

باليمنيين ويحاولون تخليق هوية فرعية وسط هذا الصخب القومي (اليمني - العربي)، مع تأكيدهم ان حضرميتهم  لا تناقض الهوية اليمنية العربية الجامعة

-تفاديا لاستفزاز عدن وصنعاء- وانها هوية فرعية شكلتها الجغرافيا والهجرة التي تميز بهما الحضارم دون غيرهم من عرب الجنوب.

وفي هذا السياق التبريري يؤكد المؤرخ الحضرمي الدكتور باصرة ان اليمن دلالة لغوية على اتجاه يمين الكعبة المشرفة مقابل دلالة الشام الجهوية، وبالتالي

فحضرموت شرق جغرافي وليس يمن، فقبلة الحضارم -الكعبة- في عبادتهم تتطابق مع اتجاه الشرق من الكعبة وليس اتجاه اليمن.

وبغض النظر عن منطقية هذه الفذلكة اللغوية والفلكية للدكتور باصره، الا ان أحدا لا ينكر تمايز الحضارم وخصوصيتهم التي على اليمنيين جميعا أن يتقبلوها كما يتقبلون اليوم الهويات الثقافية لتهامة ولحج وغيرهما.

هذا الانبعاث الهوياتي الذي تبلور سياسيا في مؤتمر حضرموت الجامع وأكثر حدة في ادبيات العصبة الحضرمية، يثير نقاش حضرمي يمني أعمق من تجليات اللحظة

السياسية في مشاورات الرياض الذي دعي إليها الحضارم مؤخرا بشكل رسمي في أول خطوة نحو الاعتراف بهم إقليميا على الاقل.

هذا الجدل السياسي يحرك اشواق الحضارم لماضيهم المستقل عن قطبي اليمن، بل يطرحون بكل وضوح ان ما حصل في 17 سبتمبر 1967م لمدينة المكلا حاضرة

حضرموت، هو إسقاط وضم والحاق قسري من قبل تنظيم الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل في إطار جمهورية اليمن الجنوبية آنذاك، وان قطار

(اليمننة) الذي انتهى بباب اليمن عام 1990م لم تكن حضرموت الا مقطورة فيه وليس قاطرة.

هذه الخلفية التاريخية والتراكمات النفسية والاحتقان الاجتماعي، على الرفاق في المجلس الانتقالي الجنوبي ان يستوعبوه قبل غيرهم.

ويحترموا ندية الحضارم السياسية في اليمن  اجمع وليس على مستوى دولة الجنوب -اليمنية او العربية - فمؤتمر حضرموت الجامع ليس مكون (كرتوني) كما 

 يصفه الانتقالي، بل ان مصطلح (مكون سياسي) لا يستوعب حقيقة تمثيله للحضارم جميعا، فهو اكبر من اي حزب سياسي او مكون اجتماعي.

فإذا كان المجلس الانتقالي الجنوبي (مكون سياسي) في عدن والجنوب العربي، ضمن مكونات حراكية واحزاب سياسية أخرى، فإن مؤتمر حضرموت الجامع يضم

كل المكونات السياسية والاجتماعية الحضرمية إلى جانب فروع الأحزاب اليمنية التي يحتل كل قيادتها مناصب في هيئته الرئاسية وأمانته العامة.

لقد استطاع مؤتمر حضرموت الجامع استيعاب كل القوى السياسية بداخله، وهذا ما عجز عنه المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن.

فليكن الرفاق في المجلس الانتقالي الجنوبي على مستوى الحدث السياسي الأهم في هذه اللحظة التاريخية ويتخلون عن ثقافة الاقصاء ومقولة الممثل الشرعي

والوحيد. او شعارات ال(.....) عقل وضمير الشعب، ويفطنوا لحساسية وابعاد حضور الحضارم لمحفل دولي إقليمي لأول مرة منذ سبعون عاما ويزيد، ويقرأوا

هذا الاهتمام الإقليمي غير المسبوق بالحضارم وخاصة من رعاة ومهندسي العملية السياسية في اليمن. 

إن ما يطرحه الحضارم اليوم ليس شروطا تعجيزية ولا فهلوة وحذلقة فكرية. بل واقعية سياسية وبراقماتية مصلحية بحتة بعقلية التاجر الذي يزن الأمور بحساب الربح والخسارة.

إن الوفد الحضرمي في الرياض اليوم يمثل قضية حضرموت بمطالبها المشروعة في شراكة حقيقية في السلطة وحصة عادلة في الثروة التي تزخر بها أرضهم

وبحرهم. وهي مطالب مشروعة ومهما كانت -المطالب- طموحة فانها  لا تنكر علاقة التعايش والتكامل مع الاخر. بل إن الحضارم اكثر ايثارا لغيرهم وأكثر اتباعا لسنة

الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم القائل ليس بمؤمن من بات شبعان وجاره جائع.  والوفد القادم للرياض بهذه الخلفية السياسية البراقماتية وهذا التمثيل الواسع للطيف السياسي والاجتماعي -حلف حضرموت- الحضرمي هو المعني بتأكيد تسمية

رئيس وزراء حضرمي كاستحقاق جرى به العرف السياسي اليمني. وهو المعني بتسمية المرشحين لشغل المناصب الحكومية في محاصصة الحكومة. وعلى بقية

الأحزاب والمكونات السياسية ومنها الانتقالي ان ترشح حضارم أيضا على قوائم حصصها في الحكومة اليمنية القادمة بعدد ونسبة تليق بنظرتها لوزن حضرموت واحتراما لجمهورها وناخبيها الحضارم.

وقديما قال معاوية بن أبي سفيان لعمرو بن العاص واليه على مصر: لا تولي القضاء الا حضرميا فإنهم اهل أمانة.

أبرز ما جاء في لقاء معالي الدكتور شائع محسن الزنداني مع قناة سكاي...

لا تعليق!