تفاصيل وبنود الاتفاق حول عملية انسحاب الشرطة العسكرية ومليشيا حزب الإصلاح من مدينة التربة، وأول تعليق لناطق المقاومة الوطنية على الأحداث.

قبل 3 سنة | الأخبار | أخبار محلية
مشاركة |

انسحبت، عصر أمس الأحد، عدداً من أطقم قوات الشرطة العسكرية، الموالية لحزب الإصلاح، من مدينة التربة، مركز مديرية الشمايتين، و”الحُجَرِيِّة” بشكل عام، في ريف تعز الجنوبي، تنفيذاً لاتفاق تم التوصل إليه برعاية محافظ المحافظة نبيل شمسان؛ بهدف نزع فتيل التوتر القائم في “الحُجَرِيِّة”، والحؤول دون تفجره إلى مواجهات مسلحة.

ونقلت صحيفة "الشارع" المحلية عن مصدر عسكري مطلع قوله: إن عملية الانسحاب جاءت بعد اجتماع عقده محافظ تعز، صباح أمس الأحد، مع قائد قوات الأمن الخاصة، العميد جمال عقلان، وقائد اللواء 17 مشاة، العميد عبدالرحمن الشمساني، ونائب مدير شرطة المحافظة، العقيد نبيل الكدهي، بحضور مدير عام مديرية الشمايتين، عبدالعزيز الشيباني، وعدداً من القيادات العسكرية والأمنية في المحافظة.

وأوضح المصدر، مشترطاً عدم ذكر اسمه، كونه غير مخولاً بالحديث في هذا الأمر، أن “الشمساني”، و”الكدهي” حاولا، خلال الاجتماع، التفاوض مع المحافظ لإبقاء قوات حزب الإصلاح في “الحجرية”، إذ قدما عدداً من المقترحات أبرزها، انتشار قوات الأمن العام، الموالية لـ “الإصلاح”، في مديريات الحجرية، لا سيما مدينة التربة، إضافة إلى استحداث نقاط أمنية جديدة؛ وذلك مقابل إعادة انسحاب قوات الشرطة العسكرية وعودتها إلى مقرها الرئيس في مدينة تعز، إلا أن المحافظ رفض ذلك، تماشياً مع الرفض الشعبي الواسع لذلك.

وأكد المصدر، ومصادر عسكرية ومدنية متطابقة للصحيفة، أنه تم، بعد ذلك، التوصل للاتفاق الذي ينُصُّ على “انسحاب تام وكامل لقوات الشرطة العسكرية من مدينة التربة، ومناطق الحجرية بشكل عام”، والإبقاء على 5 أطقم عسكرية فقط منها في المدينة، وكذلك “سحب كافة المسلحين من “جبل صبران”؛ من مجاميع محمود البناء وحمود المخلافي”، و”تولي اللواء 35 مدرع مسؤولية تأمين “جبل صبران” واستبدال كل من فيه بأفراد من اللواء أكثر انضباطاً”.

و”موقع جبل صبران العسكري” يتبع، في الأساس، اللواء 35 مدرع، الذي حَرَّر، وحمى، منذ عام 2015، مديريات الحُجَرِيِّة” من مليشيا الحوثي، وتُعَدُّ هذه المديريات هي المسرح العملياتي الرئيس لقوات اللواء 35 مدرع.

وقال شهود عيان لـ “الشارع” إن 12 طقماً عسكرياً فقط من قوات الشرطة العسكرية شوهدت، عصر أمس، وهي تغادر مدينة التربة في طريقها إلى مدينة تعز، برفقة 3 أطقم تابعة لقوات الأمن الخاصة، الموكل إليها، منذ أكثر من عام، مهمة تأمين الطرقات والأمن العام في مديريات الحُجَرِيِّة.

وأكد للصحيفة سكان محليون إن ما حدث هو “انسحاب جزئي” لقوات الشرطة العسكرية، الموالية لـ “الإصلاح”، من مدينة التربة، إذ لا يزال هناك منها أكثر من 28 طقماً عسكرياً، بأفرادها، في المدينة وحولها، إضافة إلى أنه لا يزال فيها عشرات من مسلحي “الحشد الشعبي” التابع لحزب الإصلاح، ويتبعون “معسكر يفرس”، المدعوم من قطر، والتابع للقيادي الإخواني حمود المخلافي، ومسلحين آخرين يتبعون اللواء الرابع مشاة جبلي الموالي لـ “الإصلاح”، ولعلي محسن الأحمر، والمتمركز في “سائلة المقاطرة”، أسفل “هيجة العبد”.

وحتى وقت متأخر من مساء أمس، استمرت قوات وأطقم الشرطة العسكرية، و”مليشيا الإصلاح”، متواجدة في عدد من مباني المؤسسات الحكومية في مدينة التربة، وفي “جبل صبران”، المطل على المدينة.

وقال مصدر عسكري ثاني لـ “الشارع”، إن العميد عبدالرحمن الشمساني توجه، مساء أمس، إلى “جبل صبران”، لإقناع المجاميع المسلحة المتمركزة هناك، والتابعة والموالية لحزب الإصلاح، بالانسحاب من الجبل، وإعادة تسليمة لقوات من اللواء 35 مدرع.

وأوضح المصدر أن “الشمساني” ظل في “جبل صبران” حتى لحظة كتابة هذا التقرير، في العاشرة من مساء أمس، محاولاً إقناع المجاميع المسلحة بالانسحاب من الجبل. وبسبب ضيق الوقت، لم يتسن للصحيفة التأكد من ما إذا انسحبت تلك المجاميع من الجبل أم لا.

وكانت حملة من قوات الشرطة العسكرية، الموالية لحزب الإصلاح، خرجت، الاثنين الفائت، من مدينة تعز إلى “الحُجَرِيِّة”، بحجة تحرير أعضاء لجنة رقابية مالية اختطفها مسؤول تحصيل ضرائب القات في “الشمسرة- دُبَع”. ورغم أن اللواء 35 مدرع تمكن، يومها، من تحرير أعضاء اللجنة الرقابية المالية، والقبض على خاطفهم، إلا أن قوات الشرطة العسكرية انتشرت في مدينة التربة، وهاجمت، بعد وصول عشرات المسلحين لتعزيزها، “موقع جبل صبران” التابع للواء 35 مدرع، واقتحمت مباني مؤسسات حكومية وسيطرت عليها بالقوة، ورفضت العودة إلى مدينة تعز، رغم صدور ثلاثة توجيهات من محافظ المحافظة، نبيل شمسان، تقضي بذلك.

ووفقا للصحيفة، يسعى حزب الإصلاح إلى السيطرة على مدينة التربة، وكافة مناطق ومديريات “الحُجَرِيِّة”، ومواقع قوات اللواء 35 مدرع، الذي حَرَّر وحمى هذه المناطق والمديريات من مليشيا الحوثي، ولاتزال المسرح الرئيس لانتشاره العملياتي والعسكري.

وأمس الأول، عقد عدداً من “مشائخ وأعيان الحجرية”، اجتماعاً للوقوف على تطورات الأحداث في مديرياتهم، ومساعي حزب الإصلاح للسيطرة عليها، عبر تفجير الصراع فيها تحت “يافطات خادعة ومطالب واهية ليس لها أساس من الصحة”.

وأصدر “المشائخ والأعيان” بياناً رفضوا فيه الاستحداثات العسكرية في مديرية الشمايتين، وطالبوا بـ “توجيه الألوية العسكرية إلى الجبهات، كل على مسرح عملياته، وتوجيه بوصلة المعركة لاستكمال تحرير المحافظة من مليشيا الحوثي الانقلابية”.

وطالب البيان رئيس الجمهورية بوقف التحشيد المليشاوي والعسكري الذي يقوم به محور تعز العسكري على مدينة التربة، ومحاكمة المتورطين الذين يسعون لنشر الفوضى في ريف تعز الجنوبي.

وفي أول تعليق له، عبّر ناطق المقاومة الوطنية العميد صادق دويد عن شكره للتربة وأبنائها، ووجهائها.

وفي تغريدة له على موقع تويتر رصدها "المشهد الدولي" قال العميد دويد: تحية لكل الجهود المخلصة، و لوجهاء تعز العقلاء الذين عملوا على ازالة التوتر في التربة، والشكر للتربة، وابنائها التي هي ملاذ الأسر النازحة من بطش ميليشيا الحوثي.

 

المصادر: الشارع + المشهد الدولي + تويتر  

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!