د. مروان الغفوري: 1300 إصابة بكورونا في صنعاء وما حولها باعتراف وزير الصحة الحوثي "طه المتوكل".. ووكالة "اسوشييتد برس" تؤكد تفشي الوباء في صنعاء بشكل مرعب وخطير
قال الطبيب اليمني الدكتور "مروان الغفوري"، أن وزير الصحة في حكومة مليشيا الحوثي غير المعترف بها، إعترف في اجتماعه بمديري المستشفيات الخاصة بصنعاء، الثلاثاء الماضي، بـ 1300 حالة إصابة بفيروس "كورونا" في صنعاء وما حولها.
وأضاف "الغفوري" في مقال له - اطلع عليه "المشهد الدولي"، أن "طه المتوكل في اجتماعه بمدراء المستشفيات قال بنبرة قاطعة إن حكومته لن تعلن عن الحالات الآن ولا مستقبلا، وقدم لذلك تبريرا مثيرا".
وقال: "بحسب طه المتوكل فإن مستشفيي الكويت وزائد لن يكونا قادرين على استقبال مزيد من الحالات خلال الأيام القادمة".
ونشرت وكالة اسوشييتد برس، تحقيقا عن حملة يقوم بها الحوثيون لقمع أي معلومات عن حجم تفشي كورونا في مناطق سيطرتهم، كاشفة عن تزايد أعداد الإصابات والوفيات.
ونقلت الوكالة الأمريكية في التحقيق الذي اطلع عليه "المشهد الدولي"، عن أطباء ومسؤولين إن الحوثيين رفضوا الكشف عن نتائج اختبارات إيجابية، وقاموا بترهيب الطاقم الطبي والصحفيين والأسر الذين يحاولون التحدث عن الحالات المصابة.
التقرير نقل عن أطباء ومسؤولين صحيين محليين إنهم يعتقدون أن الكثير من الناس يموتون بسبب فيروس (كوفيد 19) في منازلهم، بدون توثيق نظرا لضعف القطاع الصحي وعدم قبولهم في المستشفيات.
وقال الأطباء في ثلاث محافظات خاضعة لسيطرة الحوثيين واشترطوا عدم الكشف عن هويتهم، بما في ذلك العاصمة صنعاء ، لـ أسوشييتد برس، أنهم شهدوا أعدادًا متزايدة من حالات الوفاة التاجية المشتبه فيها والوفيات.
واكد العاملون الطبيون إنهم تحت المراقبة ولا يمكنهم التحدث عما يرونه داخل المراكز الصحية، وان تحذيرات وجهتها المليشيا للمسؤولين في وزارة الصحة الخاضعة لسيطرتهم بصنعاء ومسؤولي المساعدة الدولية بعدم مناقشة الحالات أو احتمال انتقال الفيروس محليًا ، حيث يصر المتمردون على أن حالات الإصابة في المحافظات الشمالية "القليلة جاءت من الخارج".
*وضع خطير بصنعاء
وكشف أربعة مسؤولين إن في الأسبوع الأول من شهر مايو / أيار، توافد عدد كبير من المرضى إلى مستشفى الكويت، وهو مركز علاج "كوفيد 19" الوحيد الذي يعمل بكامل طاقته في العاصمة، وان المليشيات اغلقت الاحياء المجاورة للمستشفى بعد ان اكتظ بالمصابين، منهم حوالي 50 حالة تم تأكيد اصابتهم بكورونا توفي 15 منهم.
واوضح الاطباء أن كثير من المرضى أصيبوا لأن سلطات الحوثيين لم تكشف عن نتائج اختباراتهم. مضيفاً : "عندما تكون سلبية ، يعطوننا النتائج".
وأظهرت وثيقة داخلية مع نتائج الاختبار في مستشفى الكويتي بتاريخ 4 مايو، ثلاث حالات إيجابية، في صفحة واحدة كتب اسم امرأة ماتت.
وتم تداول الوثيقة على وسائل التواصل الاجتماعي ،وأكد مسؤولان صحتها.
وتقول عائلات الذين ماتوا بسبب الاشتباه في إصابتهم بالفيروس التاجي أنهم تركوا في الظلام.
ونقلت الوكالة عن أحد أقارب رجل توفي في صنعاء مؤخرًا إن سلطات الحوثيين رفضت إطلاق سراح جثة والدهم من المشرحة، قائلين إنهم ينتظرون نتائج الاختبار، وطلبوا منهم الصلاة عليه صلاة الغائب! لأن الحوثيين أرادوا دفن الجثة دون جنازة جماعية يمكن أن تنشر الفيروس.
وبعد ثلاثة أيام ، تحت ضغط شديد من الأسرة ، أطلق مسؤولو الحوثي الجثة ، لكن لم يعطوهم نتائج الاختبار.
وقالت الوكالة ان عائلتين أخريتين اخبرتها عن تجارب مماثلة.
*وفيات في إب
وفي محافظة إب التي يسيطر عليها الحوثيون ، أكد مسؤول محلي إن 17 شخصا على الأقل توفوا بالفيروس.
وقال إن الوضع خطير للغاية وخارج السيطرة، موضحا بإن الاختبارات ترسل إلى صنعاء، لكن النتائج لم تكشف أبداً.
واضاف "هناك حالات ، لكن لا يسمح لي بالتحدث".
* في ذمار
وفي ذمار قال مسؤول طبي محلي إن ما لا يقل عن 10 حالات اشتباه في الاصابة بالفيروس التاجي نقلت إلى المستشفى وتوفي شخصان على الاقل، جاء واحد من صنعاء، مما يعني أنه كان انتقال محلي.
وحول اجراءات حماية الاطباء والعاملين الطبيين الذين يواجهون المصابين بفيروس كورونا، قال الاطباء “نشتري ملاءات بلاستيكية وغرزًا معًا لصنع العباءات والأقنعة الواقية"، ولا توجد طريقة أخرى.
إلى ذلك، أكد إعلان لوزارة الصحة بحكومة مليشيا الحوثي غير المعترف بها، اليوم السبت، على وجود إصابات كثيرة بفيروس كورونا غير معلن عنها في العاصمة صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرتها.
تأكد ذلك خلال إعلان طه المتوكل، المعين من المليشيا وزيرا للصحة، في مؤتمر صحفي بصنعاء، عن حالتي إصابة بفيروس كورونا لـ رجل وامرأه بعد تماثلها للشفاء سريريا ومخبريا، الامر الذي يوضح أن هناك عشرات الحالات المصابة والتي توفت نتيجة للفيروس، ولم يعلن عنها.
وما يؤكد ذلك هو دعوة "المتوكل" إلى عدم الهلع والذعر الشديد، والتركيز على حالات الشفاء والتي تعدت الـ 90% أكثر من حالات الوفاة في العالم، وفقا للمتوكل.
يأتي ذلك في ظل تصاعد اتهامات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، والاتهامات الشعبية للمليشيا بالتكتم عن الأعداد الحقيقية لحالات الإصابة والوفيات الناتجة عن الفيروس في مناطق سيطرتها.