الرقم يقترب من الـ(500).. أطباء ومواطنون: الحكومة اليمنية تعمل على ازدياد ارتفاع عدد الوفيات بعدن (تقرير)

قبل 3 سنة | الأخبار | تقارير
مشاركة |

بينما يقترب عدد الوفيات من الـ (500) حالة، بينها (271) حالة وفاة أعلن عنها رسمياً خلال أربعة أيام فقط، وجَّه مواطنون وأطباء اتهامات صريحة ومباشرة نحو الحكومة اليمنية ورغبتها الجامحة في ازدياد الجائحة الوبائية بمواصلة حصد عشرات الأرواح يومياً.

وفي آخر المستجدات، ارتفع عدد الوفيات بعدن خلال اربعة ايام فقط إلى (271)، وفقاً لتصريحات رئيس مصلحة الأحوال المدنية.

وأفاد اللواء سند جميل محمد، رئيس مصلة الأحوال المدنية بعدن، أن إجمالي وفيات يوم الأربعاء الموافق 13 مايو 2020م بلغ (70) حالة موزعين على النحو التالي: (65 حالة بحسب خطابات من أقسام الشرط- 1 حالة العزل- 4 حالات مستشفيات خاصة).

وأكد جميل، أنه بحسب التوجيهات فإن رئاسة المصلحة سوف تستمر بتقديم الإحصائيات لحين الانتهاء من ترتيب اللجنة المتعلقة بذلك، واستكمال اعمال الاحصائيات للفترة والسنوات السابقة من قبل وكيل المصلحة اللواء محمد عيدروس باهارون، بالتنسيق مع وكيل وزارة الصحة الدكتورة اشراق السباعي والدكتور علي الوليدي، وكذلك الخروج بقرارات بموجب الاجتماع المقرر انعقاده مع الجهات ذات العلاقة، مشيرا إلى أن ذلك يأتي وفقا للتواصل والمتابعة مع نائب وزير الداخلية.

يأتي ذلك بعد 24 ساعة من إعلان جميل عن تسجيل (76) حالة وفاة ليوم الثلاثاء الماضي، توزعت على النحو التالي: (15 حالة كريتر، 6 حالات المعلا، 4 حالات خور مكسر، 3 حالات الروضة، 14 حالة التواهي، 10 حالات المنصورة، 3 حالات البساتين، 0 حالة دار سعد، 3 حالات الممدارة، 7 حالات الشيخ عثمان، 2 حالتان الشعب، 2 حالتان القاهرة، 2 حالتان البريقة،1 حالة مدينة السلام، 4 حالات العزل".

وهذان الاعلانان لا يعنيان بأن حجم الكارثة توقف عند عتباتهما، خصوصا في ظل غيابها عن الاعلان بتسجيل اي حالة وفاة خلال أيام (السبت - الاثنين) الماضي، لكون ذات المصلحة سبق ان أعلنت عن تسجيل (125) حالة وفاة خلال يومي الاربعاء والخميس الماضيين وحتى ظهيرة الجمعة، توزعت على التوالي (65) و(60) حالة وفاة، وبذلك يرتفع اجمالي عدد الوفيات خلال اربعة أيام فقط إلى (271) حالة.

وأكدت مصادر رسمية وأخرى طبية ان معظم الوفيات هم من كبار السن ويعانون من ضيق في التنفس، والحميات وحمى الضنك Dengue Fever وشيكونغونيا Chikungungy او ما يعرف محليا بـ"المكرفس"، والملاريا، وهي امراض ينقلها البعوض وتكثر العدوى عند وجود مستنقعات مائية راكدة بعد مواسم الأمطار، في دلالة واضحة على ان الأمطار والسيول التي ضربت المدينة مؤخرا هي المُسبب الأبرز خصوصا وأن عدد وفيات مصابي فيروس كورونا لم يتجاوزوا (12) حالة من اجمالي (72) اصابة تم تسجيها حتى اللحظة.

عشرات الوفيات يوميا

الكاتب والصحافي اليمني فتحي بن لزرق، سبق وان اماط اللثام في احصائية يومية كان يدونها على حسابه الرسمي في فيسبوك، تحت عنوان افادات صحية، عن عشرات الوفيات يوميا في مختلف مديريات عدن.

وكالة خبر وهي إذ ترصد احصائيات الوفيات التي دونها بن لزرق طيلة ثمانية ايام متتالية، كان آخرها احصائية يوم الجمعة الماضية 8 مايو/ أيار، التي نشرها فجر السبت الماضي 9 مايو/ أيار، وجدت ان هناك اكثر من (216) حالة وفاة، توزعت بين مختلف مديريات ومناطق عدن. ما يعني ان عدد الوفيات التي تم رصدها تقترب من الرقم (500) حالة.

وبينما اكد بن لزرق ان الاحصائيات التي اوردها مُستقاة من عدة مصادر بينها إدارات المشافي ومصادر طبية ومصلحة الاحوال المدنية وغيرها، توزع إجمالي الوفيات فيها على النحو التالي: (6 حالات مستشفى الجمهورية- 30 حالة المنصورة- 34 حالة كريتر- 30 حالة المعلا- 15 حالة خور مكسر- 1حالة الروضة "القلوعة"- 15 حالة التواهي- 4 حالات البساتين - 9 حالات الممدارة - 30 حالة الشيخ عثمان - 20 حالة البريقة "الشعب"- 4 حالات القاهرة - 33 حالة دار سعد - 1 بير أحمد- 1 صلاح الدين".

وجميع تلك الارقام المعلن عنها أصبحت تؤكد بان حالات الوفيات اليومية اصبحت تتراوح بين (50 - 80).

رغبة حكومية

بدورهم أكد أطباء وصيادلة وشهود عيان، أنه لم يعد هناك حي يخلو من المصابين والوفيات، في مختلف ارجاء المديريات، حيث تتنوع اصاباتهم ما بين مصابين بفيروس كورونا وضيق التنفس وحمى الضنك وشيكونغونيا والملاريا، وغيرها من الاوبئة.

الأطباء أكدوا أيضا خلال الزيارة الميدانية أن معظم الادوية نفدت من الصيدليات اثر تزايد الطلب الشرائي عليها فضلا عن ارتفاع اسعارها، في الوقت الذي غاب تماما دور الجانب الحكومي الذي يفترض ان يكون قد استعد للجائحة فور ما شهدته من امطار وسيول اخرجتها عن وضعها الطبيعي كمنطقة ساحلية تشهد ارتفاعا في درجة الحرارة وهو العامل المساعد لانتشار البعوض والاوبئة، والمسارعة بشفط المياه الراكدة وردم المستنقعات وتنفيذ عمليات رش يومي وبصورة دقيقة.

واضافوا، كما انه كان من الضروري مسارعة الحكومة كمنظومة متكاملة وليس مجرد وزارة الصحة بمفردها حيال كارثة وبائية مؤكد حدوثها، وعمل اجراءات احترازية طبية في المشافي الحكومية وكبريات المشافي الخاصة، ورفد المستوصفات والعيادات الصغيرة في الاحياء وغيرها..

ولفتوا الى ان ما تشهده عدن من كارثة تتحمل مسؤوليته بدرجة اساسية الحكومة التي لم تحرك ساكنا حتى اللحظة باستثناء الوعود على قنوات التلفزة، وكان هناك رغبة لديها بتزايد الضحايا لأغراض في نفسها.

وشهدت مديريات عدن مطلع الثلث الاخير من ابريل الماضي هطول امطار غزيرة وسيول جارفة، ما أدى الى وفاة عدد من المواطنين بينهم نساء واطفال كانت قد جرفتهم السيول، وانهيار عشرات المنازل وجرف اكثر من (56) مركبة، وخروجا كاملا لمحطات الكهرباء بعدة مراحل، وتحول عشرات الاحياء والشوارع الى برك ومستنقعات.

ولجأ مئات المواطنين إلى المدارس بعد أن طمرت منازلهم السيول فيما آخرون استخدموا من اسطح المباني مساكن بديلة، وسط جائحة من البعوض والنامس الذي تكاثر بشدة بسبب المستنقعات والبرك والمياه الراكدة في الأحياء والشوارع ودامت لأيام.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!