خبير بيئي بمركز بحوث ألماني : الحوثيون يحولون البحر إلى مقبرة بيئية ومكب نفايات خطرة

قبل 7 ساعة | الأخبار | أخبار محلية
مشاركة |

حذّر خبير في الشؤون البحرية من أضرار بيئية كارثية على المديَين القريب والبعيد، لإغراق مليشيا الحوثي السفن المحملة بالمواد النفطية والسامة في البحر الأحمر، منبهًا إلى أن ما يحدث قد يكون متعمدًا للتخلص من تلك المواد، عبر المليشيا التابعة لإيران في اليمن.

 

وأوضح الدكتور فتحي دبيش، الباحث اليمني المتخصص في علوم البحار والتلوث البحري، في تصريح خاص لـ"2 ديسمبر"،  التي نشرت الخبر أن البحر الأحمر يُعد من البحار شبه المغلقة، ويتميز بخصائص بيئية نادرة وهشة للغاية، ما يجعله شديد التأثر بأي تلوث، مشيرًا إلى أن التسرب النفطي الناتج عن غرق السفن قد يتسبب في تدمير واسع للشعاب المرجانية والحياة البحرية.

 

وأضاف دبيش: "كل سفينة تحمل كميات كبيرة من الوقود، والزيوت، والشحوم، بالإضافة إلى ما تنقله من مشتقات نفطية أو أسمدة أو مواد كيميائية خطرة. يكفي أن نعرف أن لترًا واحدًا من الزيت قد يُفسد مليون لتر من مياه البحر، بسبب عدم قابلية هذه المواد للذوبان وامتداد تأثيرها لفترات طويلة".

 

وأشار إلى أن هذه الملوثات تُشكّل طبقة سميكة على سطح البحر تمنع دخول أشعة الشمس، وهو ما يؤدي إلى توقف عمليات البناء الضوئي، وبالتالي موت الشعاب المرجانية والكائنات الدقيقة والأسماك، ومن ثم انتقال التسمم عبر السلسلة الغذائية إلى الإنسان.

 

وتابع: "الآثار لا تقتصر على البيئة فقط، بل تشمل الاقتصاد أيضًا؛ فالمئات من الصيادين يُحرمون من مصدر رزقهم نتيجة تلوّث مناطق الصيد. كما أن بعض المواد النفطية تسبب العقم لبعض أنواع الأسماك وتؤدي إلى اضطرابات بيئية خطيرة".

 

وأعرب عن قلقه من احتمال استخدام بعض السفن كطُعم للتخلص من مواد خطرة أو نفايات سامة، موضحًا أن هناك تكتمًا مريبًا حول طبيعة الشحنات على متن بعض السفن التي تعرضت لهجمات.

 

وقال: "نحن في مراكز بحوث في ألمانيا نتابع هذا الملف، ولدينا تخوفات حقيقية من أن بعض السفن قد تُستخدم عمدًا للتخلص من نفايات محظورة عبر التواطؤ مع الحوثيين، الذين يتعاملون مع البحر بمنطق القراصنة، دون أي اعتبار للنتائج البيئية الكارثية".

 

الأكاديمي المتخصص في الشؤون البحرية "دبيش" حذّر من أن التلوث في البحر الأحمر لا يزول بسهولة، بسبب ضعف التبادل المائي مع المحيطات الأخرى.

 

وأوضح أن "البحر الأحمر يتصل بالعالم الخارجي فقط عبر باب المندب، ما يعني أن التلوث الذي يحدث فيه يبقى لفترات طويلة جدًا. وإذا لم يتوقف هذا العبث الحوثي بالبيئة، فسنكون أمام كارثة بيولوجية لا يمكن احتواؤها لعقود".

أبرز ما جاء في لقاء معالي الدكتور شائع محسن الزنداني مع قناة سكاي...

لا تعليق!