يشهد ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية ببيروت منذ السادسة من صباح اليوم الأحد؛ توافدا شعبيا من الداخل اللبناني ومن الخارج، استعدادًا لمراسم تشييع حسن نصرالله الأمين العام السابق لحزب الله وهاشم صفى الدين رئيس المجلس التنفيذي للحزب، المقررة ظهر اليوم ، وسط تأهب رسمي واستنفار غير مسبوق على مستوى الأجهزة الأمنية فى لبنان، التي اتخذت الإجراءات والتدابير اللازمة كافة في المدينة الرياضية ومحيطها ليباشر تنفيذها تباعاً، تحسباً لأي مستجدات قد تخل بالأمن وسلامة المشاركين.
وفى الوقت الذى لن يشارك فيه الرئيس اللبنانى جوزيف عون فى الجنازة وسيمثله رئيس البرلمان نبيه برى ؛ كما لن يشارك رئيس الحكومة نواف سلام ويمثله وزير العمل إبراهيم حيدر، اعتبر النائب الجمهوري في مجلس النواب الأمريكى جو ويلسون، أن أي سياسي لبناني سيحضر تشييع حسن نصرالله "فهو يقف مع النظام الإيراني"، أعلن رئيس وفد الكونغرس الأمريكى روي جاكسون من قصر بعبدا بعد لقائه الرئيس جوزيف عون ، أنه لا يشارك ويلسون هذا الرأي في ما يخص الجنازة، قائلاً: "أفهم أن هذا وضع صعب هنا، وهناك عائلات مترابطة قد تدعم أطرافًا مختلفة. لذا، لا أعتقد أنه يجب علينا تأجيج الأمور في هذا الشأن، ومن الأفضل أن ندع هذا الحدث يمر ونمضي قدمًا. إذا كان هناك أي شيء، فيجب أن تكون هذه فرصة للنظر إلى إغلاق فصل وفتح فصل جديد، وآمل أن يكون ذلك بمثابة إعادة ضبط لكثير من الناس".
وقالت اللجنة المنظمة للتشييع بحزب الله إن هناك 800 شخصية رسمية من خارج لبنان ستشارك فى مراسم التشييع إضافة إلى شخصيات رسمية لبنانية ، فيما أحصت اللجنة العليا لمراسم التشييع مشاركة "نحو 79 دولة من مختلف أنحاء العالم، بين مشاركات شعبية ورسمية.
وأفاد المنظمون بحضور شخصيات رفيعة المستوى من إيران والعراق ودول أخرى.
وقد وصل اليوم إلى بيروت كل من رئيس مجلس الشورى الإيراني، محمد باقر قاليباف، ووزير الخارجية، عباس عراقجى، وعائلة قاسم سليمان،ومن المتوقع حضور ممثلين عن الفصائل العراقية وجهات أخرى.
ومن مطار بيروت، قال عراقجي: "جئت للمشاركة في مراسم التشييع المهيب للشهيدين نصر الله وصفي الدين نيابةً عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
أضاف:" التشييع المهيب اليوم سيؤكد للعالم أجمع أن المقاومة وحزب الله حيان وأن هذا الشعب وفي لقيمه وأن مسير المقاومة سيستمر".
وفي سياق متصل، يترقب لبنان الكلمة التي سيلقيها الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم من المدينة الرياضية والتي تتضمن بحسب "لبنان24"، شقين، الأول يتطرق فيه إلى مزايا وصفات القائد الكبير السيد نصر الله، وكذلك الامر بالنسبة لصفي الدين، وفي الشق الثاني سيؤكد أن المقاومة مستمرة، وأن الحزب سيكون داعماً للدولة لدفع اسرائيل إلى الانسحاب وحفظ سيادة لبنان، وفي الوقت نفسه سيركز على رفض الإملاءات الخارجية والهيمنة الأميركية على القرار السيادي اللبناني، وسوف يؤكد أهمية قيام دولة قادرة وعادلة، وتعزيز الوحدة الوطنية.
وبالتزامن مع مراسم التشييع فى بيروت، تكثف إسرائيل غاراتها على قرى الجنوب ، حيث شن العدو الإسرائيلي غارات جوية استهدفت أطراف بلدات القليلة، أنصار والسماعية في جنوب لبنان.
وأفادت مصادر ميدانية بأن أصوات انفجارات قوية سمعت في المكان تزامناً مع الغارة، فيما تحدث مواطنون عن تحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي في أجواء الجنوب.
ومن جانبه قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على "أكس" إن الجيش أغار بشكل دقيق على موقع عسكري احتوى على قذائف صاروخية ووسائل قتالية داخل لبنان تم رصد أنشطة لحزب الله في داخله. وأشار إلى أنه تمت مهاجمة عدة منصات صاروخية لحزب الله في منطقة جنوب لبنان شكلت تهديدًا على مواطني إسرائيل.
واعتبر الجيش الإسرائيلي أن هذه الأنشطة التي يقوم بها حزب الله خرقًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنانوتشكل تهديدًا لإسرائيل ومواطنيها حيث سيواصل الجيش العمل لإزالة أي تهديد على إسرائيل.
وفى سياق ردود الفعل الاسرائيلية ؛ قالت صحيفة "معاريف"؛ إن تل أبيبستراقب من الجو سير جنازة أمين عام "حزب الله".
وزعمت الصحيفة أن "حزب الله" سيحاول عبر حدث اليوم استعراض القوة بعد الضربات التي تلقاها خلال حربه الأخيرة مع إسرائيل، وأضافت: "لقد امتنع حزب الله عن إقامة مراسم التشييع لمدة 6 أشهر تقريباً خصوصاً عندما كان الجيش الإسرائيلي لا يزال في لبنان ويواصل مهاجمة أهداف الحزب في جميع أنحاء لبنان".
وأوضحت "معاريف" أن "إسرائيل تعترف بالمحاولات الإيرانية لإعادة تأهيل حزب الله وسط مساعٍ لاستعادة طرق التهريب عبر سوريا"