توعدت جماعة حزب الله اللبنانية يوم الخميس بأن الرد على اغتيال إسرائيل لفؤاد شكر أكبر قائد عسكري في الجماعة المتحالفة مع إيران أمر “محسوم”، وقالت إن الضربة تجاوزت الخطوط الحمراء وإن الصراع المستمر منذ عقود مع إسرائيل دخل مرحلة جديدة.
وفي كلمة بثها التلفزيون خلال جنازة شكر، قال حسن نصر الله الأمين العام للجماعة اللبنانية “المقاومة لا يمكن إلا أن ترد، هذا محسوم، وهذا ما فيه نقاش”.
وأسفرت غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت يوم الثلاثاء عن مقتل شكر ومستشار عسكري إيراني وخمسة مدنيين.
وبعد ساعات قليلة من مقتل شكر، قُتل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في العاصمة الإيرانية طهران في هجوم أُشير بأصابع الاتهام فيه إلى إسرائيل، لكن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عنه رسميا.
وكانت الضربة التي تلقتها الجماعة المتحالفة مع إيران هي الأشد خطورة منذ ما يقرب من عقدين وتهدد بتحول تبادل إطلاق النار عبر الحدود الجنوبية للبنان بالتوازي مع الصراع الدائر في قطاع غزة إلى حرب إقليمية شاملة.
وجاء ذلك في أعقاب جهد دبلوماسي باء بالفشل في نهاية المطاف استهدف منع إسرائيل من توجيه ضربة لبيروت في أعقاب هجوم على هضبة الجولان السورية المحتلة مطلع الأسبوع أسفر عن مقتل 12 طفلا واتهمت إسرائيل حزب الله بالمسؤولية عنه.
وقال نصر الله إن جماعته أجرت تحقيقا خلص إلى أنها غير مسؤولة عن الغارة على الجولان.
وأضاف أن هجمات إسرائيل على بيروت وطهران، إلى جانب الضربة الأمريكية في محافظة جنوبي بغداد، في غضون ساعات قليلة، تظهر أن الصراع دخل مرحلة جديدة من الحرب الإقليمية على جبهات متعددة.
ومضى يقول إن دولا لم يسمها طلبت من الجماعة الرد على نحو “معقول”، أو عدم الرد على الإطلاق. واستنكر هذه المحاولات وأوضح أن الرد سيكون متناسبا مع استهداف إسرائيل لمبنى مدني في ضواحي العاصمة.
وأضاف نصر الله “لا نقاش في هذا ولا جدل وبيننا وبينكم الأيام والليالي والميدان”.
وأوضح أن الجماعة خفّضت عملياتها على مدى اليومين الماضيين احتراما لقتلى الهجوم لكنه أكد على “العودة إلى العمل بشكل طبيعي في جبهة الإسناد اللبنانية… اعتبارا من صباح الغد”، رغم أن الرد على مقتل شكر سيأتي في وقت لاحق.
وذكر نصر الله في كلمته أن أي شخص يسعى إلى منع المنطقة من الانزلاق إلى حالة من الفوضى يجب أن يعمل على وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال “لن يكون هناك حل سوى بوقف العدوان على غزة”.