بوتين يؤكد من الصين الرغبة بزيادة التعاون الثنائي في التجارة والطاقة

قبل شهر 1 | الأخبار | اقتصاد
مشاركة |

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة رغبة موسكو في تعزيز تعاونها مع بكين في مجالَي الطاقة والتجارة، وذلك في تصريحات من مدينة هاربين بشمال شرق الصين، في اليوم الثاني من زيارته للدولة الآسيوية.

ووصل بوتين صباح الخميس إلى بكين في زيارة دولة تستمر يومين، هي الأولى له إلى الخارج منذ فوزه بولاية جديدة في آذار/مارس، والثانية إلى ثاني قوة اقتصادية في العالم منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.

والتقى الرئيس الروسي نظيره الصيني شي جينبينغ وأشادا بالعلاقات المتنامية بين بلديهما لما تشكّله من عامل “استقرار” و”سلام” في العالم.

وعززت موسكو وبكين علاقاتهما الاقتصادية والتجارية منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022. وتبدي دول غربية حليفة لأوكرانيا تدعمها بالأسلحة، مخاوفها من أن يشمل هذا التقارب المجال العسكري، رغم غياب ما يثبت ذلك الى الآن.

وتمثّل الصين شريان حياة أساسياً لروسيا في المجال الاقتصادي، في ظل العقوبات الغربية المفروضة على موسكو منذ غزوها لكييف. 

وأكدت الصين رسميًا وقوفها على الحياد في حرب أوكرانيا، لكنها لم تدن هجوم موسكو، وهو ما جعلها عرضة لانتقادات من الغرب الحليف لكييف. وتدعو بكين إلى احترام سلامة أراضي كل الدول بما يشمل أوكرانيا ضمنًا، مع تأكيدها ضرورة أخذ مخاوف روسيا بالحسبان.

– “إنشاء منطقة أمنية” –

وتأتي زيارة بوتين لهاربين في إطار السعي لتعزيز العلاقات التجارية الثنائية. فالمدينة التي يقطنها عشرة ملايين نسمة، تقع على بضع مئات من الكيلومترات من الحدود الروسية وتعدّ محورية في التبادلات بين الجانبين.

وتشكّل روسيا مورداً أساسياً للصين في مجال الطاقة، خصوصًا بعد العقوبات الغربية على موسكو التي قلّصت بشكل حاد صادراتها من النفط والغاز.

وقال بوتين في افتتاح معرض تجاري روسي صيني في هاربين الجمعة إن “روسيا مستعدة وقادرة على أن تغذي من دون انقطاع الاقتصاد الصيني والشركات والمدن بطاقة مقبولة الكلفة ونظيفة بيئياً”.

وأضاف “بينما يقف العالم على مشارف الثورة التكنولوجية المقبلة، نحن مصمّمون على تعزيز التعاون الثنائي في مجال التقنية المتقدمة والابتكار على الدوام”

وأكّد في وقت لاحق الجمعة أن الشراكة بين موسكو وبكين ليست موجّهة ضدّ أحد، لافتًا إلى أن البلدَين “عنصران مهمان في الحضارة المعاصرة”.

وأضاف “لدينا وجهة نظرنا الخاصة حول كيفية تطوير أنفسنا”.

وتأتي هذه الزيارة بعد أسبوع من شنّ القوات الروسية هجومًا بريًا جديدًا في شرق أوكرانيا شكّل أكبر تقدّم لموسكو في الأراضي الأوكرانية منذ 18 شهرًا.

ففي العاشر من أيار/مايو، بدأ آلاف الجنود الروس بالاستيلاء على بلدات في منطقة خاركيف، وقد تجاوزت المساحة التي احتلوها حتى الآن مئتي كلم مربع.

وفي مؤتمر صحافي عقده الجمعة، أعلن بوتين أن الكرملين اتخذ قرار شنّ هذا الهجوم بهدف وضع حدّ للقصف على بلدات حدودية، منوّهًا إلى أن قواته لا تعتزم الاستيلاء على مدينة خاركيف.

وقال بوتين لصحافيين “الخطأ خطؤهم لأنهم قصفوا أحياء سكنية في مناطق حدودية ويواصلون فعل ذلك”.

وأضاف “قلت علانية إنه في حال استمرار ذلك، سنضطر إلى إنشاء منطقة أمنية”.

ولفت إلى أنه بحث مع نظيره الصيني في النزاع وأن الصين “تسعى بصدق إلى حلّ هذه المشكلة”.

– “حل سياسي” –

وفي بيان مشترك الخميس، شددت بكين وموسكو على ضرورة تجنّب أي “تصعيد” جديد في أوكرانيا، وانتقدتا الخطوات التي من شأنها “إطالة أمد” النزاع، في إشارة ضمنية الى الأطراف الغربية التي يكّرر الكرملين تحميلها مسؤولية إطالة أمد الحرب جراء المساعدات العسكرية التي توفرها لكييف.

وأكد شي الخميس توافق الصين وروسيا على ضرورة التوصّل إلى “حل سياسي” للنزاع.

ودافع الرئيس الصيني العائد حديثاً من جولة أوروبية شملت فرنسا وصربيا والمجر، عن حق بكين بعلاقات اقتصادية طبيعية مع موسكو.

ويثير هذا التقارب خشية كبيرة في دول الغرب. وحذّرت واشنطن بكين من مغبة توفير دعم عسكري لموسكو، لكنها تؤكد في الوقت عينه أنها لم ترَ بعد دليلا على حصول ذلك. الا أن الولايات المتحدة تعتبر أن الدعم الاقتصادي الصيني يتيح لروسيا تعزيز إنتاجها العسكري خصوصا الصواريخ والمسيّرات والدبابات.

واعتبرت واشنطن الخميس أنّ الرئيس الصيني لا يمكنه أن يحسّن العلاقات مع الغرب وأن يدعم روسيا في الوقت نفسه.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجيّة الأميركيّة فيدانت باتيل للصحافيّين إنّ “جمهوريّة الصين الشعبيّة لا يمكنها أن تجمع بين الأمر ونقيضه”. 

وأضاف أن بكين لا يمكن أن “تكون لها علاقات (أفضل) مع أوروبا ودول أخرى بينما تستمر في الوقت نفسه في تأجيج أكبر تهديد للأمن الأوروبي منذ زمن طويل”، في إشارة إلى غزو أوكرانيا.

أبرز ما جاء في لقاء معالي الدكتور شائع محسن الزنداني مع قناة سكاي...

لا تعليق!