قصف واشتباكات في مناطق عدة في قطاع غزة ونزوح جماعي من رفح

قبل 3 شهر | الأخبار | عربي ودولي
مشاركة |

تواصلت المعارك بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي في مناطق عدة من غزة الثلاثاء مترافقة مع قصف إسرائيلي عنيف على القطاع، ما دفع موجات جديدة من الفلسطينيين إلى النزوح.

واحتفلت إسرائيل الثلاثاء بذكرى تأسيسها وسط أجواء غلب عليها الحزن والتوتر بسبب الحرب المتواصلة منذ أكثر من سبعة أشهر.

وعاد القتال بقوة الى مدينة غزة ومخيم جباليا في شمال القطاع ومخيم النصيرات في وسطه، بعد أن كان الجيش الإسرائيلي أعلن تفكيك حماس في هذه المناطق.

وتشهد مدينة رفح في جنوب قطاع غزة اشتباكات وقصفاً إسرائيلياً دفع 450 ألف شخص الى النزوح منها، وفق الأمم المتحدة التي تقول إن “لا مكان آمنا” في غزة.

ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التصعيد العسكري في رفح ب”المروّع”.

ونقل عنه المتحدث باسمه فرحان حق قوله “هذه التطورات تعيق بشكل أكبر وصول المساعدات الإنسانية وتؤدي إلى تفاقم الوضع المأساوي”، مندداً في الوقت ذاته بإطلاق الصواريخ على نحو “عشوائي” من جانب حركة حماس.

وكان عدد سكان مدينة رفح قبل السادس من أيار/مايو، تاريخ دخول القوات الإسرائيلية اليها، 1,4 مليون، غالبيتهم من الهاربين من الحرب في مناطق أخرى من القطاع.

ولم تحدّد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التابعة للأمم المتحدة إلى أين توجّه النازحون الجدد من رفح، غير أنّها  أشارت إلى “استمرار العائلات بالفرار بحثاً عن الأمان”، مضيفة أنّ “الناس يواجهون الإرهاق والجوع والخوف”.

وبينما توقّف إيصال المساعدات إلى غزة بشكل شبه كامل منذ إغلاق معبر رفح، وفقاً للأمم المتحدة، حذّرت وزارة الصحة في حكومة حماس الإثنين من “انهيار” المنظومة الصحية نتيجة عدم إدخال الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات وسيارات الإسعاف ونقل الموظفين.

وقال مدير دائرة التمريض في المستشفى الأوروبي في خان يونس صالح الهمص الثلاثاء “إذا لم يتم تزويدنا بالوقود، فإنّ حياة العشرات من المرضى في وحدات العناية المركّزة والحاضنات، إضافة إلى مئات المرضى في أقسام المستشفى المختلفة، ستكون في خطر”.

واتّهم وزير الخارجية المصري سامح شكري الدولة العبرية ب “ليّ الحقائق” و”التنصل من مسؤولية” الأزمة الانسانية في غزة وذلك ردّاً على تحميل نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس القاهرة المسؤولية عن منع دخول المساعدات الى القطاع.

وتشهد مدينة رفح جنوبي قطاع غزة اشتباكات وقصفا إسرائيليا دفع 450 ألف شخص الى النزوح منها وفق الأمم المتحدة التي تقول إن “لا مكان آمنا” في غزة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل في تصريح لصحافيين ” إذا لم تترافق جهود إسرائيل (لإلحاق الهزيمة بحماس) مع مشروع سياسي لمستقبل غزة (و) مستقبل الشعب الفلسطيني، سيعود الإرهابيون وستبقى إسرائيل تحت التهديد”.

ودارت معارك عنيفة شرقي رفح حيث توغّل الجيش الإسرائيلي بدباباته وسيطر على الجانب الفلسطيني من معبرها وأغلق بوابة مهمّة أمام دخول المساعدات الإنسانية إلى السكان المهدّدين بالمجاعة.

كما طال القصف غربي رفح، بينما كانت الطائرات الإسرائيلية تحلّق فوق المدينة بشكل متواصل، وفقاً لشهود. 

وقالت هديل رضوان (32 عاماً) النازحة الى رفح من مدينة غزة، لوكالة فرانس برس، “القصف والغارات متواصلان. إنّه أمر مخيف للغاية. أنا خائفة على أطفالي”.

وأضافت “هربنا من شمال القطاع باتجاه رفح بسبب عمليات القصف والآن يتكرّر السيناريو ذاته. جهّزنا أغراضنا للفرار مجدّداً، ولكن لا نعرف إلى أين نذهب. ليس لدينا مكان نذهب إليه ليست لدي خيمة حتّى”. 

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الثلاثاء ارتفاع حصيلة القتلى في القطاع منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من سبعة أشهر، إلى 35173 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين. 

في شمال القطاع أيضاً، طلب الجيش الإسرائيلي من  السكّان مغادرة بعض المناطق في ظلّ استئناف المعارك، خصوصاً في جباليا ومدينة غزة، حيث تقول إسرائيل إنّ حماس “تحاول إعادة بناء قدراتها العسكرية”.

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو القضاء على حماس التي تتولى السلطة في غزة منذ العام 2007 والتي تصنّفها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.

ومن أجل تحقيق ذلك، يتمسك بالهجوم على رفح التي يعتبرها آخر معقل رئيسي للحركة.

– “خطأ” –

وتعارض الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، هجوماً واسع النطاق في رفح.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان الاثنين إن الإدارة الأميركية تعتبر “أنه سيكون خطأ شنّ عملية عسكرية كبرى في رفح من شأنها أن تعرّض للخطر عدداً هائلاً من المدنيين من دون أيّ مكسب استراتيجي واضح”.

واعتبرت الدوحة التي تتوسط مع واشنطن والقاهرة في المفاوضات بشأن التوصّل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس، الثلاثاء، أنّ العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح “أعادتنا إلى الوراء” في المحادثات التي وصلت إلى “حالة من الجمود تقريباً”.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني “ليس هناك وضوح حيال كيفية وقف الحرب من الجانب الإسرائيلي. لا أعتقد أنهم يفكّرون في ذلك كخيار (…) حتى عندما نتحدث عن اتفاق والتوصل إلى وقف محتمل لإطلاق النار”.

وفي وقت لاحق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في مؤتمر صحافي، “الأشقاء في قطاع غزة لم تصلهم أي مساعدات منذ التاسع من أيار/مايو”، معتبراً أن “هذا إن دلّ على شيء يدلّ على الإمعان في تكريس الكارثة الإنسانية في قطاع غزة”.

ومساء الثلاثاء أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل مدني وإصابة خمسة جنود جراء صواريخ أطلقت من لبنان، في حين قُتل شخصان بغارة شنّتها طائرة مسيّرة إسرائيلية على سيارة جنوبي لبنان، وفق الإعلام الرسمي اللبناني.

– نهب شاحنة مساعدات – 

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها فتحت تحقيقاً بعدما قام نشطاء يمينيون بإيقاف ونهب ما لا يقل عن سبع شاحنات مساعدات إنسانية كانت متجهة إلى غزة، في الضفة الغربية، وقد قدمت من الأردن.

وقالت الناشطة هانا جيات لوكالة فرانس برس الاثنين لتبرير مهاجمة الشاحات، “لدينا رهائن في غزة ولا ينبغي تسليم أيّ مساعدات إنسانية حتى يعود الرهائن إلى منازلهم بأمان”.

واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الثلاثاء القوات الإسرائيلية بقصف ما لا يقل عن ثماني قوافل ومنشآت تابعة لمنظمات إنسانية في قطاع غزة منذ بدء الحرب. 

وقالت إنّ المنظمات المستهدفة “قدمت إحداثياتها وتفاصيل الاتصال بها إلى السلطات الإسرائيلية، من أجل ضمان حمايتها … السلطات الإسرائيلية لم تحذر أيًا منها مسبقاً” قبل إطلاق النار عليها.

وغداة إعلان الأمم المتحدة مقتل أحد عناصر الأمن التابعين لها في إطلاق نار على مركبة في غزة، أكدت الثلاثاء أنّها كانت أبلغت السلطات الإسرائيلية بتحرّك المركبة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن المركبة التي كانت تقل اثنين من موظفي الأمم المتحدة كانت في “منطقة قتال نشطة” عندما تعرضت لإطلاق النار.

– “ليس يوم استقلال” –

وكان الموضوع الطاغي على الاحتفالات بذكرى قيام دولة إسرائيل، ملف الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.

 وقالت ليشاي لافي ميران التي لا يزال أفراد من عائلتها محتجزين إنّ “بناتي ما زلن هناك، زوجي هناك… إسرائيل ما زالت هناك…  ليس يوم استقلال حقيقي”.

في لاهاي، أعلنت محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، أنها ستعقد جلسات يومي الخميس والجمعة للنظر في طلب جنوب إفريقيا فرض إجراءات عاجلة على إسرائيل لسحب قواتها من رفح في جنوب قطاع غزة.

أبرز ما جاء في لقاء معالي الدكتور شائع محسن الزنداني مع قناة سكاي...

لا تعليق!