من مفارقات الهجوم الإيراني الواسع على إسرائيل بأكثر من 300 طائرة مسيرة، وصواريخ مجنحة وأخرى باليستية، أنه الهجوم الخطير الثالث الذي جرى في يوم سبت.
قوات الحرس الثوري الإيرانية انتقمت بهذا الهجوم الذي جرى مساء يوم السبت 13 أبريل من إسرائيل على خلفية الغارة الجوية التي استهدفت في 1 أبريل 2024 مبنى ملحق بقنصليتها في دمشق ما أودى بحياة 16 شخصا من بينهم قائد رفيع في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
هذا الهجوم الخطير والواسع بوسائط جوية عابرة للحدود، جعل من الشرق الأوسط منطقة مرشحة بشدة لحرب مدمرة، وزاد من الاحتقان الشديد الناجم عن تواصل العمليات الإسرائيلية العنيفة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي. هذه العمليات العسكرية الإسرائيلية غير المسبوقة في مدتها وضراوتها وعنفها طالت أيضا جنوب لبنان ومواقع بسوريا.
الهجوم الانتقامي الإيراني في 13 أبريل، وصفه منسق مجلس الأمن القومي الأمريكي للاتصالات الاستراتيجية جون كيربي، بغير المسبوق من حيث الحكم والنطاق والمدى، ولم ير من قبل.
الحرب المدمرة التي بدأتها إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، كانت ردا على هجوم "طوفان الأقصى" المفاجئ الذي نفذه مقاتلو حماس، واستهدف مستوطنات إسرائيلية متاخمة للقطاع. هجوم جرى هو الآخر في يوم سبت، ويوصف بأنه الأخطر على الدولة العبرية منذ نصف قرن.
في وقت مبكر من صباح يوم السبت 7 أكتوبر 2023، اخترق مقاتلون فلسطينيون ينتمون إلى كتائب القسام الذراع العسكري لحركة خماس ومقاتلون آخرين لفصائل مسلحة أخرى، منطقة غلاف غزة مع إسرائيل جواء بواسطة طائرات شراعية، واقتحموا برا على متن الدراجات النارية وسيارات الدفع الرباعي الحدود ودخلوا عدة بلدات ومستوطنات إسرائيلية. الهجوم عد على نطاق واسع فشلا ذريعا بالدرجة الأولى للاستخبارات الإسرائيلية التي توصف دائما بقدرات تفوق الخيال وتقترب من الأساطير.
الهجوم الخطير الأقدم في تاريخ إسرائيل فقد جرى قبل أكثر من نصف قرن من الوقت الحالي. حدث هو الآخر يوم السبت 6 أكتوبر عام 1973، وتمثل في هجومين مفاجئين متزامنين على القوات الإسرائيلية في الجبهتين المصرية والسورية.
قوات الجيش المصري تمكنت في تلك الحرب من عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف وحققت الكثير من المكاسب على الأرض وخاصة في أيام الحرب الأولى.
الأمر ذاته جرى على الجبهة السورية، حيث تمكن الجيش السوري بعد قصف جوي ومدفعي مكثفين من اختراق تحصينات "خط آلون"، ووصلت قواته بعد أن كبدت القوات الإسرائيلية خسائر فادحة إلى مشارف بحيرة طبرية.
يوم السبت كما هو معروف، عطلة شائعة في معظم دول العالم، إلا أنه بالنسبة لأصحاب الديانة اليهودية، ليس يوم راحة اختيارية، بل يوم له جذور دينية تحظر أي نشاط دنيوي، وكان من ينتهك قوانين السبت في بعض حقب التاريخ يتعرض لعقوبات شديدة الصرامة.
من المفارقات الأخرى التي تضاف إلى اشتراك 3 من أخطر الهجمات على إسرائيل في كونها جرت في يوم سبت، أن الهجوم الإيراني على إسرائيل جرى تحديدا يوم 13 أيريل. هذا الرقم يعد بين شعوب أوروبا وأمريكا الشمالية سيء الحظ ومصدر تشاؤم. الكثيرون ممن يتطيرون منه يحاولون تجاهله وتجنب الاجتماع به بمختلف الأشكال.
المصدر: RT