تشهد غزة اليوم الخميس، يوماً جديداً من التصعيد والاقتتال بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية المسلحة في القطاع، فيما لا تظهر أي بادرة تؤشر إلى قرب وقف القتال. ويعاني سكان القطاع النازحون من أزمة إنسانية طاحنة، تتمثل في نقص المأكل والمشرب والمأوى، مع انشار الأمراض التي تفتك بالأطفال والكبار.
وفي آخر التطورات الميدانية، أفاد مراسل "العربية" و"الحدث" بمقتل 3 جنود إسرائيليين خلال المعارك في قطاع غزة، وأشار إعلام فلسطيني إلى مقتل وإصابة العشرات، معظمهم من الأطفال والنساء، في سلسلة غارات شنتها الطائرات الإسرائيلية، فجر اليوم الخميس، على مواقع مختلفة في قطاع غزة، في اليوم الـ83 من القصف.
وأضافت أن قصفا إسرائيليا مكثفا طال دير البلح ومخيم المغازي وسط القطاع، كما استهدف منزلا بمخيم النصيرات. كما شهدت مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، غارات إسرائيلية عنيفة ما تسبب في سقوط عشرات القتلى والجرحى.
ماكرون "قلق" من حصيلة الضحايا المرتفعة
من جهته، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن قلقه البالغ إزاء حصيلة الضحايا المرتفعة جداً في صفوف المدنيين في قطاع غزة، وشدد ماكرون على ضرورة العمل على وقف دائم لإطلاق النار بغزة بالتعاون مع جميع الشركاء الإقليميين الدوليين.
هذا وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الأربعاء، من أن سكان غزة يواجهون "خطرا جسيما"، متحدثا عن انتشار الجوع الحاد واليأس في جميع أنحاء القطاع الفلسطيني الذي دمرته الحرب.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها سلمت إمدادات إلى مستشفيين، الثلاثاء، أحدهما في الشمال والآخر في الجنوب، وأن 21 من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة توقفت تمامًا عن العمل.
"خطر جسيم"
ودعا مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، المجتمع الدولي إلى اتخاذ "خطوات عاجلة للتخفيف من الخطر الجسيم الذي يواجه سكان غزة ويقوض قدرة العاملين في المجال الإنساني على مساعدة الأشخاص الذين يعانون من إصابات فظيعة ومن الجوع الحاد، والمعرضين لخطر شديد للإصابة بالأمراض".
وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان إن موظفيها أفادوا، الثلاثاء، أن الحاجة إلى الغذاء "ما زالت ماسة" في جميع أنحاء قطاع غزة، في حين أن "الجياع أوقفوا قوافلنا مرة أخرى اليوم على أمل الحصول على الغذاء".
وأضافت أن "قدرة منظمة الصحة العالمية على توفير الأدوية والإمدادات الطبية والوقود للمستشفيات تواجه قيودا على نحو متزايد بسبب الجوع واليأس لدى الناس داخل هذه المستشفيات وهؤلاء الذين في طريقهم إليها".
واندلعت الحرب التي خلفت العدد الأكبر من القتلى في غزة بعد أن شنت حركة حماس هجومًا مباغتا داخل إسرائيل في 7 أكتوبر أسفر عن مقتل نحو 1140 شخصا، معظمهم من المدنيين، استنادا إلى أرقام إسرائيلية. واحتجز مقاتلو حماس 250 أسيرا، ما زال 129 منهم داخل غزة، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين.
وإثر الهجوم الأخطر في تاريخها، باشرت إسرائيل حملة قصف وفرضت حصارًا مطبقًا أعقبه اجتياح بري. وأسفر ذلك عن مقتل ما لا يقل عن 21,110 أشخاص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
وارتفعت حصيلة المصابين جراء القصف الإسرائيلي على القطاع إلى 55,243، إضافة إلى آلاف المفقودين الذين مازالوا تحت الأنقاض، في حصيلة غير نهائية.
ودعا قرار تبناه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الأسبوع الماضي إلى "إيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومن دون عوائق على نطاق واسع"، لكنه لم يدعُ إلى وقف فوري للقتال.
المصدر:الحدث نت