الأناضول ـ ا ف ب: أعلنت حركة “حماس” الفلسطينية، الاثنين، استهدافها قاعدتي “حتسريم” و”تسيلم” للجيش الإسرائيلي بمسيرتين انتحاريتين من طراز “زواري”.
وقالت الحركة في بيان تلقت الأناضول نسخة منه، إن “كتائب القسام أطلقت طائرتي زواري انتحاريتين استهدفت إحداهما السرب 107 (فرسان الذيل البرتقالي) التابع للقوات الجوية الإسرائيلية في قاعدة حتسريم، فيما استهدفت الأخرى مقر قيادة فرقة سيناء في جيش الاحتلال بقاعدة تسيلم العسكرية”.
ولم يشر بيان “حماس” إلى نتائج هذين الهجومين، وما إذا تسببا بوقوع إصابات.
من جهتها قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن منظومة “القبة الحديدية” اعترضت “على الأقل طائرة صغيرة دون طيار أطلقت من غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية”، دون أن تحدد المكان.
ويعود اسم المُسيرة “زواري” إلى مهندس الطيران التونسي محمد الزواري، الذي تتهم “حماس” جهاز “الموساد” الإسرائيلي بالتعاون مع جهات أخرى (لم تحددها) بالمسؤولية عن اغتياله في 15 ديسمبر/ كانون الثاني 2016.
وقصفت كتائب القسّام مدينة عسقلان المحتلة برشقةٍ صاروخية ضمن ردّها أيضاً على استهداف المدنيين، إضافةً إلى قصفها تحشيداتٍ لـ”جيش” العدو الإسرائيلي قرب مستوطنة “مفكعيم” برشقةٍ صاروخية.
ومن جهتهما تبنّت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، قصف تجمّع “مفتاحيم” الاستيطاني برشقةٍ صاروخية رداً على مجازر الاحتلال المستمرة بحق المدنيين في قطاع غزّة، كما أعلنت قصفها التحشيدات العسكرية الإسرائيلية في موقع “صوفا” العسكري بقذائف الهاون من العيار الثقيل.
وقامت كتائب المقاومة الوطنية – قوات الشهيد عمر القاسم، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، بقصف موقع “كيسوفيم” العسكري الإسرائيلي بعددٍ من قذائف الهاون.
ومن جهته قال الجيش الإسرائيلي الإثنين إنه تصدى لطائرتين مسيرتين عبرتا الحدود من قطاع غزة فيما أعلنت حركة حماس مسؤوليتها عن إطلاقهما.
وقال الجيش في بيان مقتضب “تم رصد طائرتين مسيرتين أثناء عبورهما الأراضي الإسرائيلية من قطاع غزة … والتصدي لهما” في منطقة نير عوز وعين هيسور قرب الحدود. من جانبها أعلنت حماس أن “استهدفت كتائب القسام لأول مرة أهدافا للاحتلال في عمق أراضينا المحتلة”.
ويتواصل قصف المقاومة الفلسطينية لمستوطنات وتحشيدات الاحتلال، بينما يتعمّق قلقٌ إسرائيلي مرتبط بالحديث المتزايد عن “الهجوم البري على قطاع غزّة” وجدواه ومدى نجاحه من فشله.
وقال مصدر مسؤول في كتائب القسام إن القذائف المضادة للدروع التي يتم إسقاطها عبر مسيّرات المقاومة هي أحد أهم أسباب تأخر الهجوم البري الإسرائيلي.
وأشار المصدر إلى أن معلوماتهم تفيد بأن القادة الميدانيين الإسرائيليين رفضوا دخول قطاع غزة دون إيجاد حل عملي للقذائف المضادة للدروع التي يتم إسقاطها عبر مسيّرات المقاومة، وطلبوا من قيادة الجيش الإسرائيلي إيجاد حلول عاجلة لهذا الأمر، حسب وصفه.
وبحسب مصدر “القسام”، فإن قيادة الجيش الإسرائيلي كلفت قسم تطوير الوسائل القتالية في الذراع البرية بعمل حلول عاجلة لكل دبابة وناقلة جند ستدخل قطاع غزة، وذلك خشية تعرض قيادات الجيش لمساءلات مستقبلية في هذا الشأن.
وأشار المصدر إلى أنه منذ يوم الجمعة الماضي تم رصد بدء الذراع البرية في الجيش الإسرائيلي باستخدام خيمة شبكية حديدية فوق الدبابات وناقلات الجند المحتشدة حول قطاع غزة، حسب تعبيره.
وعلى صعيد متصل، أوضح المصدر أن الأرقام التي كشف عنها الجيش الإسرائيلي حتى الآن عن خسائره في معركة طوفان الأقصى تظهر قيام قوات الهجوم من كتائب القسام بتحييد 65% من قوات فرقة غزة بين قتيل وأسير ومعاق إعاقة دائمة تخرجه من الجيش، حسب تعبيره.
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي إجمالا عن مقتل 308 من جنوده وضباطه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، كما أعلن عن 1210 جنود معاقين سيخرجون من الخدمة العسكرية.
وبيّن المصدر أن المعيار الكلاسيكي لهزيمة أي قوة يتمثل في تحييد 30% من القوة المقاتلة، وهو ما يعني أن قوة القسام استطاعت تحييد أكبر بكثير من ضعف المعيار العالمي حين نفذت عملية إسقاط فرقة غزة، حسب وصفه.
في المقابل، كانت هيئة البث الإسرائيلي صرحت أمس الأحد بأن الجيش مستعد لبدء العملية البرية في غزة لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أرجع التأجيل لاعتبارات سياسية.
وذكر موقع بلومبيرغ نقلا عن مسؤولين مطلعين أن إسرائيل قررت دعم الجهود الدبلوماسية لإطلاق سراح “الرهائن”، مما قد يؤخر العملية البرية في غزة.
وفي هذا الخصوص،أجرت القناة “الـ12” الإسرائيلية مقابلةً مع مفوّض شكاوى الجنود واللواء في الاحتياط الإسرائيلي، يتسحاق بريك، أكّد فيها أنّ “الجيش” الإسرائيلي “يحتاج إلى عدّة أشهرٍ ليكون مستعداً للدخول بكل قوته إلى غزّة”.
وأشار اللواء الإسرائيلي في حديثه إلى استعداد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة إلى هجوم “الجيش” الإسرائيلي، قائلاً إنّها “تعلم على ما يبدو من أين سندخل، وأعدّت عبواتٍ ناسفة وألغاماً، وقد لغّمت كل شيء”.
وحذّر من أنّ “جيش” الاحتلال سيواجه، في حال دخوله إلى غزّة، “دفاعاً منظّماً” خطّطت له المقاومة كما خطّطت لهجمة السابع من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، مشيراً إلى أنّ الإسرائيليين، في حال دخولهم غزّة، سيواجهون نيراناً كثيفة من الصواريخ المضادة للدروع، مع وجود عبواتٍ انفجارية واستنزافٍ شديد للقوات، حيث وصف النتيجة بقوله: “سنخرج ملطخين بالدماء”.
وكشف بريك أنّ “الجيش” الذي وصل وتمركز في مناطق قبالة قطاع غزّة، يحتوي وحداتٍ عديدة “لم تتدرب مدة 5 سنوات، مع وجود وحداتٍ عديدة ينقصها عتاد إلى الآن”، مُشيراً إلى أنّ وحداتٍ عديدة لا تعرف عموماً المهمة الصعبة التي وقف “الجيش” أمامها، حيث “لا يعلمون ما هذا، ولم يدرسوه، ولم يحصلوا على الوسائل القتالية التي يحتاجونها”.
وشدّد على الحاجة إلى أشهرٍ لـ”إعداد الجيش الذي يوشك على الدخول لكي يكون مستعداً”، مُطالباً بإدراك إمكانية اندلاع حربٍ إقليمية، نتيجةً للدخول إلى غزّة، مُشيراً إلى إمكانية تفجّر الأوضاع في الضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتل، واحتمالات إطلاق صواريخ وفتح عدّة جبهات إضافية.
بريك دعا إلى مواصلة ضرب قطاع غزّة من الجو، وتشديد الحصار المفروض على القطاع حتى يصل إلى “الاختناق”، بحسب وصفه، وذلك حتى يتمكّن “الجيش الإسرائيلي بعد ستة أشهر لأن يكون مستعداً بشكلٍ أكبر”، مُشيراً إلى أنّ ذلك يجب أن يتمّ إضافةً إلى تعزيز الاستعدادات على الجبهة الشمالية، حيث يجب بموازاته إعداد الوحدات في الشمال.
وقال بريك إنّ “من يعتقد أن دخولنا الفوري الآن سيكون علاجاً وسيوقفون القتال، فهو مخطئ كثيراً”، وفي إجابته على تساؤل المُحاوِر بشأن اعتقاده بأنّه ينبغي مهاجمة الشمال أم لا، اختصر اللواء الإسرائيلي جوابه قائلاً: “ولا بأيّ شكل من الأشكال”.
يُذكر أنّ المتحدث باسم “الجيش” الإسرائيلي أقرّ بمقتل جندي إسرائيلي وإصابة 3 آخرين، في إثر استهدافهم من قِبل كتائب الشهيد عز الدين القسام، في كمينٍ محكم بالقرب من موقع “كيسوفيم” العسكري الإسرائيلي، أثناء محاولتهم التقدّم، شرقي خان يونس، جنوبي قطاع غزة.