مع اشتداد القتال على الخطوط الأمامية، انبرت النساء الأوكرانيات إلى الدفاع عن بلادهن، متطوعات ومجندات، إلى جانب الرجال.
إلا أن النساء اللائي أصبحن جزءًا لا يتجزأ من القوات المسلحة الأوكرانية وكتائب المتطوعين، كن يعانين من أزمات عدة، وهن على الجبهة؛ أبرزها عدم مناسبة زي الرجال لهن، فضلا عن افتقارهن إلى الدروع الواقية من الرصاص والأحذية المناسبة.
أزمة لطالما نادت المجندات الأوكرانيات بضرورة حلها؛ كي يتمكنّ من القيام بأدوارهن على الجبهة الأمامية. ذلك النداء، كانت هولندا أول من قررت الاستجابة له.
هولندا تمد يد العون
فوزارة الدفاع الهولندية، قالت يوم الخميس، إن جنديات هولنديات تبرعن بأعداد كبيرة من الأحذية والقبعات وأشياء عسكرية أخرى للنساء اللاتي تقاتلن في الجيش الأوكراني ضد العملية العسكرية الروسية.
وقالت وزارة الدفاع الهولندية، إن هذه الأشياء التي تتضمن أزياء عسكرية أيضا، في طريقها الآن إلى أوكرانيا.
وبدأت مجموعة عمل النساء والدفاع في الجيش الهولندي في جمع الأدوات والمعدات، بعدما علمن أن العديد من الجنديات الأوكرانيات تحاربن وهن ترتدين أحذية وأزياء أكبر من مقاسهن بكثير مما يعيق حركتهن في القتال.
وبحسب "الدفاع الهولندية"، فإن المجندات اللائي يرتدين مقاسات صغيرة تبرعن أيضا بها، مشيرة إلى أن الجيش الهولندي يعتزم أيضا إرسال سترات وملابس عسكرية أخرى إلى أوكرانيا حيث باتت القوات الهولندية حاليا مجهزة بأخرى جديدة.
وأشارت إلى أنه سيتم إرسال ما يصل إلى 70 طردًا شهريا في المستقبل، تحتوي على العناصر الضرورية إلى أوكرانيا.
فما عدد الأوكرانيات في الجيش؟
في تغريدة سابقة على حسابها بمنصة "إكس" (تويتر سابقًا)، قالت وزارة الخارجية الأوكرانية، إن أكثر من 42 ألف امرأة تخدم في القوات المسلحة لأوكرانيا، مشيرة إلى أن ما لا يقل عن 5 آلاف منهن يدافعن عن البلاد على خط المواجهة.
وفيما قالت وزارة الخارجية الأوكرانية، إن "النساء يحاربن ويضحين بحياتهن من أجل حماية حرية أوكرانيا"، أشادت سفيرة أوكرانيا في الولايات المتحدة أوكسانا ماركاروفا، بالدور الذي تلعبه النساء الأوكرانيات، معتبرة إياهن "أبطال هذه الحرب".
وأوضحت الدبلوماسية الأوكرانية: "لقد خاطرن بحياتهن لمساعدة قواتنا المسلحة الشجاعة. لقد خاطرن بحياتهن في محاولة لتأمين نوع من الحياة الطبيعية في هذه الحرب".
ما تاريخ انضمام النساء للجيش؟
خدمت النساء في القوات المسلحة الأوكرانية منذ إعلان البلاد استقلالها عن الاتحاد السوفيتي في عام 1991، لكنهن كن يعملن بشكل أساسي في الأدوار الداعمة حتى بداية الحرب في عام 2014.
وانضمت آلاف النساء طواعية إلى القوات المسلحة الأوكرانية منذ عام 2014، عندما سيطرت القوات الروسية على شبه جزيرة القرم والأراضي في شرق أوكرانيا.
ويقول موقع "ذا كونفيرسيشن" الأسترالي، إن النساء بدأن الخدمة في الأدوار القتالية في عام 2016، مشيرًا إلى أنه بات متاحًا لهن المشاركة في جميع الأدوار العسكرية، في عام 2022.
وعلى مدى السنوات التسع الماضية، تضاعف عدد النساء العاملات في الجيش الأوكراني، مع انضمام موجة أخرى من النساء بعد العملية العسكرية الروسية، في فبراير/شباط 2022.
ووفقًا لنائب وزير الدفاع الأوكراني، حنا ماليار، فإنه بحلول صيف عام 2022، تم توظيف أكثر من 50000 امرأة في القوات المسلحة في بعض القدرات، مع ما يقرب من 38000 امرأة تخدم بالزي العسكري.
تحديات على الطريق
مشروع بحثي كبير، أطلق عليه "الكتيبة الخفية"، بدأ في عام 2015، يقوده مجموعة من علماء الاجتماع الأوكرانيين، كان ألقى الضوء على شروط الخدمة العسكرية للنساء الأوكرانيات، وحدد العوائق القانونية التي تحول دون توظيف النساء في قطاع الدفاع والأمن، بالإضافة إلى العقبات التي تحول دون حصولهن على التعليم والتدريب العسكريين.
ويقول المشروع البحثي، إن هذه الأنظمة منعت النساء في الجيش من شغل مجموعة من المناصب الفنية والقيادية، مشيرًا إلى أنه تم إزالة العديد من هذه العقبات الرسمية الآن، وتقديم مستشارين جنسانيين ومراجعات لتشجيع الثقافة العسكرية التي تكون أكثر ترحيبًا بالنساء.
إلا أنه بالنظر إلى المجتمع الأوكراني في فترة ما بعد الحرب، فإنه من الصعب التنبؤ بما إذا كانت هذه المواقف العامة الإيجابية تجاه المجندات ستترجم إلى قبول أكبر للمرأة في الدور الجديد نسبيًا للمحاربين القدامى.