منقذون يسابقون الزمن للعثور على ناجين من زلزال المغرب وعدد القتلى يقارب 2700

قبل 7 شهر | الأخبار | تقارير
مشاركة |

(رويترز) - انتحب قرويون على وفاة أقاربهم تحت أنقاض منازلهم يوم الاثنين، فيما ارتفعت حصيلة القتلى جراء أكثر الزلازل إزهاقا للأرواح في المغرب منذ أكثر من ستة عقود إلى نحو 2700 وتسابق فرق الإنقاذ الزمن للعثور على ناجين.

وانضمت فرق إنقاذ من إسبانيا وبريطانيا وقطر لجهود البحث عن الناجين من الزلزال الذي وقع في جبال أطلس على بعد 72 كيلومترا جنوب غربي مراكش في وقت متأخر من يوم الجمعة وبلغت قوته 6.8 درجة.

وذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء الحكومية يوم الاثنين أن عدد القتلى بلغ 2681 بينما بلغ عدد المصابين 2501.

وكان من بين القتلى الطفل سليمان آيت نصر (7 سنوات) الذي حملته والدته إلى غرفة نومه بعدما غط في النوم في غرفة المعيشة في منزل الأسرة الكائن بقرية صغيرة واقعة على مشارف بلدة طلعت يعقوب، وهي من المناطق الأكثر تضررا من الكارثة. وكان سليمان على وشك بدء عام دراسي جديد.

وقال إبراهيم آيت نصر والد سليمان "في أثناء عودتها، وقع الزلزال ودُمر السقف وسقط عليه"، وكان يتحدث وعيناه حمراوان من أثر البكاء. وأمضى يوم الاثنين محاولا إخراج أغراض من حطام منزله.

وهرب ابنه الآخر، معاذ (20 عاما)، عبر فجوة في سقف المطبخ المنهار.

وانهمرت دموع معاذ ودفن وجهه في راحة يده وهو يصف أخاه الراحل بأنه كان طفلا نابها ومحبا للربيع والأشجار والأراضي المحيطة به.

وأظهر مقطع فيديو من قرية إيمي إن تالا النائية رجالا وكلابا يتسلقون منطقة حادة الانحدار ملأتها الأنقاض. والمقطع من تصوير أنطونيو نوجاليس منسق عمليات منظمة رجال الإطفاء المتحدون بلا حدود.

وقال نوجاليس وهو لا يتمكن من إيجاد الكلمة المناسبة لوصف ما يراه "مستوى الدمار ... شامل".

وأضاف "لم يبق منزل واحد قائما. سنبدأ بحثنا بالكلاب وسنرى إذا ما كان بوسعنا العثور على أي أحياء".

وبعد استجابة أولية وصفها بعض الناجين بأنها بطيئة للغاية، بدا أن جهود البحث والإنقاذ تتسارع يوم الاثنين، مع ظهور مخيمات نُصبت بها خيام في بعض المواقع حيث أمضى الناس ثلاث ليال في العراء.

وأظهر مقطع مصور من تصوير القناة التلفزيونية الثانية بالمغرب طائرة هليكوبتر عسكرية تحلق فوق منطقة بالقرب من مركز الزلزال وتسقط بعض حزم الإمدادات الأساسية للأسر المنعزلة.

نظرا لأن معظم المناطق التي ضربها الزلزال تقع في أماكن يصعب الوصول إليها، لم تصدر السلطات أي تقديرات لعدد الأشخاص الذين ما زالوا في عداد المفقودين.

* تضرر التراث

بسبب الطرق المسدودة أو التي سقطت عليها الصخور، زادت صعوبة الوصول إلى الأماكن الأكثر تضررا.

وتدريجيا، بدأ يظهر الضرر الذي ألحقه الزلزال بالإرث الثقافي في المغرب بالزلزال حيث تضررت بنايات في المدينة القديمة بمراكش المصنفة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). كما ألحق الزلزال أضرارا كبيرة بمسجد تينمل التاريخي الذي يعود للقرن الثاني عشر والواقع في منطقة جبلية نائية قرب مركز الزلزال.

وأفادت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية بأن هذا الزلزال هو الأشد فتكا في المغرب منذ عام 1960 عندما أدت هزة كبيرة لمقتل 12 ألفا على الأقل، وبأنه الأقوى هناك منذ عام 1900 على الأقل.

وقال المتحدث باسم الحكومة مصطفى بايتاس في بيان بثه التلفزيون يوم الأحد إن كل الجهود تبذل على الأرض.

وقال الجيش في المغرب إنه يعزز فرق البحث والإنقاذ ويوفر مياه الشرب ويوزع الأغذية والخيام والأغطية.

ولم يدل العاهل المغربي محمد السادس بأي بيان إلى الأمة منذ وقوع الكارثة، فيما قال رئيس الوزراء عزيز أخنوش لوسائل الإعلام المحلية إن الحكومة ستعوض الضحايا، لكنه لم يقدم تفاصيل تُذكر.

وقبل المغرب عروضا للمساعدة من إسبانيا وبريطانيا، اللتين أرسلتا متخصصين في البحث والإنقاذ بالإضافة إلى كلاب مدربة، ومن الإمارات ومن قطر التي قالت يوم الأحد إن فريقا للبحث والإنقاذ في طريقه إلى المغرب.

وقال الاتحاد الأوروبي إنه سيفرج عن مليون يورو (1.07 مليون دولار) مبدئيا لمنظمات إغاثة غير حكومية عاملة بالفعل في المغرب وإنه على اتصال بالسلطات المغربية لتقديم المساعدة الكاملة لها في مجال الحماية المدنية إذا احتاجتها.

وذكر التلفزيون الحكومي أن الحكومة قيّمت احتياجاتها من المساعدات وتأخذ بعين الاعتبار أهمية تنسيق جهود الإغاثة قبل قبول المساعدات وأنها ربما تقبل عروضا بالمساعدة من دول أخرى وستعمل على تنسيقها إذا اقتضت الحاجة.

وقللت فرنسا وألمانيا من أهمية عدم قبول المغرب على الفور لعروضهما لتقديم المساعدات.

وقالت ألمانيا يوم الاثنين إنها لا ترى ما يشير إلى أن قرار المغرب كان سياسيا لأنها تعلم من واقع خبرتها مع السيول القوية التي تعرضت لها في عام 2021 أن تنسيق المساعدات مهم لتجنب عرقلة فرق الإنقاذ لجهود بعضها البعض، بينما قالت فرنسا أمس إنها مستعدة لتقديم المساعدة متى طلب المغرب منها ذلك رسميا وإن أي جدل بشأن هذه القضية هو جدل "في غير محله".

وتوترت العلاقة بين باريس والرباط في السنوات الماضية خاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية، وهي منطقة متنازع عليها يريد المغرب أن تعترف بها فرنسا منطقة مغربية. وليس للمغرب سفير في باريس منذ يناير كانون الثاني.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!