(رويترز) - قالت الصين يوم الجمعة إنها ستوفد مسؤولا كبيرا إلى السعودية لحضور محادثات ستعقد مطلع الأسبوع بشأن إيجاد تسوية سلمية للحرب في أوكرانيا، وهي محادثات لن تشارك فيها روسيا، في تحول دبلوماسي من جانب كييف والغرب والسعودية.
ويتطلع دبلوماسيون أوكرانيون وغربيون أن يسفر الاجتماع الذي سيعقد في جدة بمشاركة مستشاري الأمن القومي وغيرهم من كبار المسؤولين من نحو 40 دولة عن توافق على مبادئ أساسية لتسوية سلمية مستقبلية لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا.
وقالت وزارة الخارجية الصينية يوم الجمعة إن المبعوث الصيني الخاص لشؤون أوراسيا لي هوي سيزور جدة لحضور المحادثات.
وقال المتحدث باسم الوزارة وانغ ون بين في بيان "الصين على استعداد للعمل مع المجتمع الدولي لتواصل لعب دور بناء في دعم حل سياسي للأزمة في أوكرانيا".
وتلقت الصين دعوة للمشاركة في جولة سابقة من المحادثات في كوبنهاجن في أواخر يونيو حزيران، لكنها لم تلب الدعوة.
ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير شباط من العام الماضي، حافظت الصين على قوة علاقاتها مع روسيا على الصعيدين الاقتصادي والدبلوماسي ورفضت الدعوات الدولية المطالبة بإدانة موسكو.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الأربعاء إنه يأمل في أن تؤدي المبادرة إلى "قمة سلام" يحضرها قادة من حول العالم في فصل الخريف المقبل لدعم المبادئ، استنادا إلى صيغته الخاصة التي تتألف من 10 نقاط من أجل التوصل لتسوية.
وتشمل صيغة زيلينسكي الخاصة احترام وحدة الأراضي الأوكرانية وانسحاب القوات الروسية، وهو أمر ترفضه موسكو التي تقول إنها ضمت أراضي أوكرانية إلى الأبد.
ويقول مسؤولون أوكرانيون وروس ودوليون إنه لا يوجد أي احتمال لعقد محادثات مباشرة للسلام بين أوكرانيا وروسيا في الوقت الراهن في ظل استمرار الحرب وسعي كييف لاسترداد الأراضي عبر هجوم مضاد.
لكن أوكرانيا تسعى أولا لتوسيع دائرة الدعم الدبلوماسي لها إلى ما هو أبعد من المجموعة الأساسية من داعميها الغربيين عبر التواصل مع دول جنوب العالم مثل الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، التي تتخذ معظمها في العلن موقفا محايدا.
وقال إيهور جوفكفا كبير المستشارين الدبلوماسيين لزيلينسكي في تصريحات لرويترز يوم الخميس "أحد الأهداف الرئيسية لهذه الجولة من المفاوضات سيكون التوصل أخيرا لتفاهم عام حول طبيعة النقاط العشر".
وتشمل النقاط العشر أيضا الدعوة لحماية إمدادات الأغذية والطاقة، والسلامة النووية والإفراج عن كل الأسرى.
وقال الكرملين في وقت سابق من هذا الأسبوع إنه سيراقب اجتماع جدة، بينما أكد مجددا على موقف موسكو الذي لا يرى حاليا أي أساس لإجراء محادثات سلام مع كييف.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين يوم الاثنين "نحن بحاجة إلى فهم الأهداف المحددة وما الذي سيجري مناقشته. أي محاولة للتوصل إلى تسوية سلمية تستحق تقييما إيجابيا".
ويستبعد دبلوماسيون غربيون الموافقة على جميع النقاط العشر الواردة في صيغة زيلينسكي للسلام خلال المحادثات، لكنهم قالوا إنهم يسعون على الأقل إلى الحصول على دعم واضح للمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، مثل وحدة الأراضي.
* الدبلوماسية السعودية
قال مسؤول ألماني إن الدبلوماسية السعودية لعبت دورا رئيسيا في حث بكين على حضور محادثات جدة.
ولم تعلق المملكة رسميا على المحادثات لكن وكالة الأنباء السعودية قالت يوم الجمعة إن استضافة هذا الاجتماع تأتي "استمرارا" للاتصالات التي أجراها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان "مع القيادتين الروسية والأوكرانية منذ الأيام الأولى للأزمة".
وأضافت أن المملكة تتطلع إلى "أن يسهم هذا الاجتماع في تعزيز الحوار والتعاون من خلال تبادل الآراء والتنسيق والتباحث على المستوى الدولي حول السبل الكفيلة لحل الأزمة الأوكرانية بالطرق الدبلوماسية والسياسية".
وقال مسؤولون أوكرانيون وغربيون إن قرار المملكة استضافة الاجتماع يعكس رغبة الرياض في لعب دور دبلوماسي بارز في جهود حل الأزمة.
ولعبت السعودية وتركيا دور وساطة في عملية كبيرة لتبادل الأسرى بين أوكرانيا وروسيا في سبتمبر أيلول الماضي.
وحضر زيلينسكي قمة لجامعة الدول العربية في السعودية في مايو أيار، وعبر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلالها عن استعداده للتوسط في إنهاء الحرب.
وقال مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي إن السعودية وصلت "إلى مناطق من العالم لا يمكن لحلفاء (أوكرانيا) التقليديين الوصول إليها بهذه السهولة".
وفي مسعى لكسب تأييد دول نصف الكرة الأرضية الجنوبي، يقول مسؤولون غربيون إنهم سيصبون التركيز على أن أسعار الأغذية قفزت منذ انسحاب روسيا من اتفاق يسمح بالتصدير الآمن للحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود وشن موسكو سلسلة من الضربات الجوية على الموانئ الأوكرانية.
وقال مسؤول كبير آخر في الاتحاد الأوروبي "سنشير بالطبع إلى هذه النقطة بصوت عال وبوضوح".
ومن المقرر أن يحضر محادثات جدة مسؤولون كبار من الولايات المتحدة منهم مستشار الأمن القومي جيك سوليفان ووكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند.