قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء إن باريس ستزوّد كييف بصواريخ بعيدة المدى من طراز "سكالب" (SCALP)، من أجل مساعدة الجيش الأوكراني في ضرب أهداف روسية تقع بعيداً وراء خطوط التماس.
ولم يحدد ماكرون عدد هذه الصواريخ، ولكن من المعروف أن فرنسا تملك ترسانة تتألف من 400 صاروخ من هذا النوع تقريباً.
وقال ماكرون من فيلنيوس العاصمة الليتوانية حيث يعقد حلف شمال الأطلسي قمّة تناقش تطورات الحرب الروسية على أوكرانيا، إن تسليم هذا النوع من الأسلحة لكييف من أجل "ضرب قوات الاحتلال في العمق" خلال الهجوم الأوكراني المضاد.
ماذا نعرف عن هذه الصواريخ؟
صواريخ "سكالب" هي صواريخ استراتيجية تقليدية وهي نفسها صواريخ "ستورم شادو" (Storm Shadow) البريطانية المجنحة (كروز) التي سبق وأن سلّمت لندن كميّة منها لكييف.
في الإمارات تسمّى هذه الصواريخ أيضاً باسم "الشاهين الأسود" (Black Shaheen).
تقول وكالة أسوشييتد برس الأمريكية إن مدى هذه الصواريخ يصل إلى 250 كيلومتراً، بينما قال الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند سابقاً إن مداها يصل إلى 400 كيلومتر، ونحو 560 كيلومتراً بحسب سلاح الجو الملكي (بريطانيا).
وتنتج هذه الصواريخ شركة دفاعية أوروبية وهي إم بي دي إيه، ويتم إطلاقها من مقاتلات جوية. في فرنسا، حيث تشكل هذه الصواريخ جزءاً من الترسانة العسكرية، تقوم مقاتلات من طراز ميراج ورافال وتورنادو بإطلاقها.
تمّ تجريبها في ليبيا عام 2011 والنتائج كانت جيّدة بحسب ما نقلته وسائل إعلام فرنسية عن مسؤولين عسكريين.
تعمل هذه الصواريخ بحسب تكنولوجيا عسكرية تعرف بـ"أطلق وانس" (Fire And Forget)، أي أنها تُبرمج قبل إطلاقها ولا يمكن تعديل مسارها بعد ذلك.
يمكن لهذه الصواريخ التي يصل وزنها إلى 1.7 طنّ مع الرأس المتفجر، أن تطير بسرعة 800 كيلومتر في الساعة ويبلغ سعر الصاروخ الواحد منها نحو 850 ألف يورو.
ولهذه الصواريخ أيضاً ميزة أساسية وهي قدرتها على التخفي عن أجهزة الرادارات. وفي 2018 اختبرت الجيش الفرنسي نسخة معدّلة منها للقوات البحرية منها.
وهذه الصواريخ هي الأسلحة ذات المدى الأبعد حتى الآن من بين كل الأسلحة، التي سلّمتها الدول الغربية لأوكرانيا، ويقول الجيش الفرنسي إنها بالغة الدقة.
وكانت بريطانيا أعلنت منذ أيار/مايو أنها ستسلّم أوكرانيا أسلحة متطورة. وردّت روسيا محذرة من أن بريطانيا تخاطر في الانزلاق إلى مواجهة مباشرة معها، خصوصاً ما إذا تم استهداف الأراضي الروسية بهذه الأسلحة.
لكن الرئيس ماكرون ألمح أن كييف تعهّدت بألا تستهدف الأراضي الروسية مضيفاً أن تسليم السلاح "يتناسق مع الرؤية الفرنسية التي تريد لأوكرانيا أن تدافع عن أراضيها".
أي جيوش تملك هذه الصواريخ؟
تملك عدة جيوش حول العالم كميات [بالمئات تقريباً من هذه الصواريخ وتقول الشركة المصنعة إنها تلقت نحو 3000 طلبية من دول عدة.
وبين الجيوش العربية التي تملك هذه التكنولوجيا هناك الجيش المصري والسعودي والإماراتي والقطري، إضافة إلى دول أخرى في العالم بينها اليونان وإيطاليا والهند (وبطبيعة الحال بريطانيا وفرنسا).
Euronews