أدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي زيارة لجزيرة الثعبان في البحر الأسود التي تحدى المدافعون عنها سفينة حربية روسية في بداية الغزو، مع دخول الصراع يومه الـ500. وتعتبر الجزيرة الصغيرة منطقة استراتيجية في البحر الأسود، تسمح بتشكيل تهديدات خطيرة ومكشوفة في الوقت نفسه.
"اليوم، نحن في جزيرة الثعبان التي لن يغزوها المحتلون أبدا، مثل كل أوكرانيا، لأننا بلد الشجعان". هذا ما صرح به الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارة للجزيرة الصغيرة الواقعة في البحر الأسود.
وأضاف الرئيس الأوكراني في مقطع فيديو غير مؤرخ نشر على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه وهو يصل إلى الجزيرة على متن قارب ويضع أزهارا على نصب تذكاري "أريد أن أشكر من هنا، من مكان النصر هذا، كل جندي من جنودنا على هذه الأيام الـ500".
وسيطرت موسكو على الجزيرة بعد وقت قصير من شن غزوها في 24 شباط/فبراير 2022.
تعتبر جزيرة الثعبان الصغيرة منطقة استراتيجية في البحر الأسود، تسمح بتشكيل تهديدات خطيرة ومكشوفة في الوقت نفسه.
وأصبحت هذه الجزيرة رمزا للمقاومة الأوكرانية. فمنذ اليوم الأول للحرب، هاجمها الروس للاستيلاء عليها.
وفي تواصل عبر أجهزة اللاسلكي انتشر تسجيل على نطاق واسع، يسمع فيه قول حرس الحدود الأوكرانيين في جزيرة الثعبان "اذهبي إلى الجحيم!" ردا على سفينة موسكفا الروسية التي كانت تحضهم على الاستسلام.
وفي وقت لاحق أُسر الجنود الأوكرانيون لكنهم حرروا في ما بعد في عملية تبادل أسرى.
وغرقت السفينة الروسية موسكفا في البحر الأسود في نيسان/أبريل. وقالت موسكو إن السبب هو انفجار على متنها فيما أعلنت أوكرانيا أنها قصفت السفينة الحربية بصواريخ.
وفي حزيران/يونيو من العام الماضي، أعادت القوات الأوكرانية السيطرة على الجزيرة.
"انتصار دبلوماسي"
ويدخل الصراع يومه الـ 500 فيما حصلت كييف التي تشن هجوما مضادا ضد موسكو، الجمعة على تعهد واشنطن بتسليمها قنابل عنقودية، قبل أيام من قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في فيلنيوس.
وحقق الرئيس الأوكراني الجمعة انتصارا دبلوماسيا بعد قرار واشنطن تسليم أوكرانيا ذخائر عنقودية، في خطوة وصفها بأنها "برنامج مساعدات لا غنى عنه".
وبالتالي، تكون الولايات المتحدة اتخذت خطوة إضافية في دعمها لأوكرانيا بموافقتها على تزويدها هذه الأسلحة التي تقتل دون تمييز من خلال نشر عبوات ناسفة صغيرة قد تنفجر لاحقا.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن لشبكة "سي إن إن"، "كان قرارا صعبا جدا من جانبي".
لكن واشنطن اعتبرت أن قرار تسليم أوكرانيا هذه الذخائر المثيرة للجدل هو "الصواب" في ضوء التطورات الميدانية وبعدما تلقت ضمانات "خطية" من كييف حول سُبل استخدام هذه الأسلحة، للتقليل من "الأخطار التي تشكلها على المدنيين".
من ناحية أخرى، أحبطت واشنطن آمال زيلينسكي الذي كان يطالب بالدعم الغربي لانضمام بلاده إلى الناتو في القمة المقبلة للتحالف العسكري في فيلنيوس يومي 11 و12 تموز/يوليو. وأعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك ساليفان أنّه لا تزال أمام كييف "مراحل عدّة يجب أن تجتازها قبل أن تصبح عضوا" في الناتو.
زيلينسكي في تركيا
بخلافه، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة لدى استقباله زيلينسكي أن أوكرانيا "تستحق الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي" مشددا على ضرورة "عودة روسيا وأوكرانيا إلى مباحثات السلام".
وخلال اللقاء المطول الذي جمع زيلينسكي وأردوغان، عبر الأخير عن أمله في تمديد اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية الذي أبرم في تموز/يوليو 2022 برعاية الأمم المتحدة وتركيا.
وينتهي الاتفاق في 17 تموز/يوليو، وقالت روسيا إنها لا ترى أي سبب لتمديده. وقال إردوغان الذي ينوي بحث الموضوع مع بوتين عندما يستقبله في آب/أغسطس "نأمل في تمديد الاتفاق".
ولدى سؤاله عن هذه الزيارة السبت، لم يقدم الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إجابة واضحة. ونقلت عنه وكالات أنباء روسية قوله "قد يكون هناك تواصل. لا توجد مواعيد بعد".