(رويترز) - شنت القوات الإسرائيلية يوم الاثنين ضربة بطائرات مسيرة على مدينة جنين خلال واحدة من أكبر العمليات العسكرية التي تنفذها في الضفة الغربية المحتلة منذ عشرين عاما، مما أدى إلى مقتل ثمانية على الأقل.
وفيما يلي معلومات عن جنين بؤرة العنف المتصاعد بين إسرائيل والفلسطينيين:
* مخيم للاجئين
تضم مدينة جنين في شمال الضفة الغربية، التي تحتلها إسرائيل، مخيما مكتظا باللاجئين يحمل الاسم نفسه ويبلغ عدد سكانه نحو 14 ألفا من أحفاد فلسطينيين هُجّروا لدى قيام إسرائيل عام 1948، وتنحدر عائلاتهم من مناطق تشمل حيفا والناصرة.
وتقول وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن مخيم جنين يعاني أعلى معدلات البطالة والفقر ضمن 19 مخيما للاجئين بالضفة الغربية.
* ساحة المعركة
كانت جنين مسرحا لبعض من أسوأ أعمال العنف خلال الانتفاضة الثانية، التي بدأت بعد فشل محادثات السلام برعاية أمريكية في عام2000، وتحولت إلى ساحة صراع بين إسرائيل والجماعات الفلسطينية المسلحة.
وفي عام 2002، شنت إسرائيل هجوما كبيرا على مخيم جنين للاجئين في إطار عملية أوسع في الضفة الغربية قالت إنها تهدف إلى وقف هجمات المسلحين التي تشمل تفجيرات انتحارية.
وقالت الأمم المتحدة في تقرير صدر في أغسطس آب 2002 إن 52 فلسطينيا قُتلوا في جنين، نصفهم من المدنيين، بينما فقدت إسرائيل 23 جنديا هناك.
ورفض التقرير تصريحات المسؤول الفلسطيني الراحل صائب عريقات بأن 500 شخص قُتلوا في جنين، وحمل جميع المقاتلين مسؤولية تعريض المدنيين للضرر.
ورصد التقرير انتهاكات إسرائيلية أكثر من الفلسطينية، وخاصة عندما رفضت إسرائيل السماح للعاملين في المجال الإنساني بدخول المخيم. لكنه قال أيضا إن مقاتلين فلسطينيين كانوا يختبؤون في منازل مدنيين.
وقالت أونروا، التي نسقت عملية إعادة إعمار المخيم ونفذتها، إن أكثر من 400 منزل دُمرت في العملية، وأصبح أكثر من ربع السكان بلا مأوى.
* تجدد العنف
باتت جنين بؤرة ساخنة خلال موجة من العنف الإسرائيلي الفلسطيني تهز الضفة الغربية منذ أكثر من عام. وأصبحت المواجهات المميتة في المنطقة تحدث بشكل منتظم.
فقد خاض مقاتلون فلسطينيون وقوات إسرائيلية الشهر الماضي معركة مسلحة استمرت ساعات في جنين قُتل خلالها ستة فلسطينيين وأصيب أكثر من 90 فلسطينيا وسبعة إسرائيليين. وقتل مسلحون فلسطينيون أربعة إسرائيليين بالرصاص بالقرب من مستوطنة يهودية ردا على ذلك، مما دفع المستوطنين لمهاجمة بلدات فلسطينية وإحراق مبان وسيارات.
وفي يناير كانون الثاني، قتلت القوات الإسرائيلية سبعة مسلحين ومدنيين اثنين في مداهمة بجنين. وفي اليوم التالي، قتل مسلح فلسطيني سبعة أشخاص في كنيس على مشارف القدس.
ويوجد في جنين العديد من الجماعات المسلحة مثل حركتي الجهاد الإسلامي المدعومة من إيران، والمقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة، والجناح العسكري لحركة فتح بزعامة الرئيس محمود عباس. ويعمل المسلحون في المخيم تحت مظلة كتائب جنين.
* مقتل صحفية
قُتلت الصحفية الأمريكية من أصل فلسطيني شيرين أبو عاقلة بالرصاص في أثناء تغطيتها مداهمة للجيش الإسرائيلي في جنين العام الماضي.
وتقول إسرائيل إن من المرجح أن جنديا إسرائيليا أطلق الرصاص دون قصد على شيرين، التي كانت ترتدي سترة وخوذة واقيتين، لكنها ربما أصيبت أيضا بنيران فلسطينية.
وتعتقد عائلة الصحفية بأنها قُتلت عمدا. وقال شهود على الواقعة إنه لم يكن هناك مقاتلون فلسطينيون يطلقون النار في المنطقة التي كانت واقفة فيها.