اعتبر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب التهم الجنائية التي وجّهتها إليه رسمياً أمس (الثلاثاء) محكمة فيدرالية في ميامي، بقضية إخفائه وثائق رسمية سرّية «أسوأ استغلال شرير وشنيع للسلطة في تاريخ بلادنا».
وفي خطاب ألقاه أمام حشد من أنصاره في ناديه للغولف في نيوجيرسي، اتّهم الملياردير الجمهوري الطامح للعودة إلى البيت الأبيض في انتخابات العام المقبل، خلفه الديمقراطي الرئيس جو بايدن، بأنّه «فاسد»، ويسعى للإطاحة «بخصمه السياسي الأبرز»، وفقاً لما نقلته وكالة «الصحافة الفرنسية».
وألقى ترمب خطابه فور وصوله من ميامي؛ حيث مثُل أمام محكمة فيدرالية وجّهت إليه رسمياً 37 تهمة جنائية، دفع ببراءته منها كلّها، وأصبح تالياً أول رئيس سابق في تاريخ الولايات المتّحدة يلاحق أمام محكمة فيدرالية.
وفي خطابه شدّد ترمب على أنّ محاكمته تمثّل «تدخّلاً في الانتخابات».
وأضاف: «لقد شهدنا اليوم أسوأ استغلال شرير وشنيع للسلطة في تاريخ بلادنا. أمر محزن للغاية».
وعلى الرّغم من أنّ قطب العقارات السابق الطامح للفوز ببطاقة الترشيح الجمهورية للانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل ملاحق بقضايا عديدة، فإنّ هذه الدعوى هي الأخطر على الإطلاق، فالرئيس السابق متّهم بتعريض أمن الولايات المتّحدة للخطر، من خلال احتفاظه بمنزله في فلوريدا بمخطّطات عسكرية ومعلومات تتعلّق بأسلحة نووية.
والملياردير متّهم بالاحتفاظ بوثائق سرية حكومية أخذها معه بشكل غير قانوني إلى منزله في فلوريدا، لدى انتهاء ولايته في 2021، وبرفض إعادتها حين طلب منه رسمياً ذلك، والتآمر لعرقلة عمل المحقّقين الذين كانوا يسعون لاستعادتها.
وهو متّهم أيضاً بكشف أسرار أميركية حسّاسة لأشخاص لا يحملون تصاريح أمنية، في قضية أكثر خطورة من القضايا الأخرى التي واجهها، ويمكن أن تصل عقوبتها إلى عقود من السجن.
وتتضمّن لائحة الاتّهام المكوّنة من 49 صفحة، صوراً تظهر الصناديق التي كان من المفترض أن تكون في الأرشيف الوطني، مكدّسة في قاعات رقص وغرف نوم وحمّام في منتجع مارالاغو، مقرّ سكن ترمب في بالم بيتش.
وخلال الجلسة تبلَّغ ترمب من قاضٍ فيدرالي التهم الموجّهة إليه.
لكن على الرّغم من خطورة التهم الـ37، لم يتخلّ ترمب عن نبرة التحدّي التي تسلّح بها منذ بدأت التحقيقات في هذه القضية، مؤكّداً أمام جمع من أنصاره إثر مغادرته المحكمة، أنّ كل شيء «على ما يرام».
الشرق الاوسط