إردوغان يؤدي اليمين الدستورية رئيسا لولاية ثالثة في تركيا

قبل 10 شهر | الأخبار | عربي ودولي
مشاركة |

أدى رجب طيب إردوغان السبت اليمين الدستورية رئيسا لتركيا لولاية ثالثة تستمر خمس سنوات، وسط تفاقم المشكلات الاقتصادية في بلده، داعيًا شعبه إلى السلام.

وبعد إعادة انتخابه بـ52% من الأصوات في 28 أيار/مايو في دورة ثانية غير مسبوقة للانتخابات في تركيا، أدى الرئيس البالغ 69 عاما والموجود في السلطة منذ عقدين، اليمين الدستورية أمام البرلمان.

وبعد زيارة ضريح مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، توجه إردوغان إلى القصر الرئاسي الفخم الذي شيده فوق تلة على مسافة من وسط العاصمة، حيث أقام مأدبة عشاء بحضور "78 رئيس دولة وحكومة أجنبية"، حسبما ذكر الرئيس التركي، بالإضافة إلى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ.

وبعد العشاء، أعلن إردوغان تشكيلة حكومته الجديدة، محدثًا تغييرات كبيرة خصوصًا في وزارات الدفاع والخارجية والاقتصاد.

وتجتمع الحكومة الجديدة للمرة الأولى الثلاثاء، حسبما ذكر الرئيس التركي.

وفي القصر الرئاسي، دعا الرئيس التركي معارضيه إلى "إيجاد طريقة لإحلال السلام".

وقال أمام الحاضرين من رؤساء دول وحكومات رحّب بكلّ منهم بالاسم "لنضع جانبًا الاستياء والغضب الناجمَين من هذه الفترة الانتخابية".

وأضاف "نتوقع من المعارضة أن تعمل بحسّ مسؤولية من أجل رفاه تركيا وديموقراطيتها"، طالبًا من "الأحزاب (...) والصحافيين والكتّاب والمجتمع المدني والفنانين أن يتصالحوا مع الإرادة الوطنية".

غير أنه تجنّب الإشارة إلى عشرات آلاف من ممثلي هذه الفئات يقبعون في السجون.

- "حقبة جديدة" -

من جانب المعارضة، بقي نواب حزب الشعب الجمهوري جالسين حين وقف أعضاء البرلمان بعد تأدية إردوغان اليمين الدستورية وإلقائه كلمة، وبينهم المرشح للانتخابات كمال كيليتشدار أوغلو الذي أجبر إردوغان للمرة الأولى على خوض دورة انتخابية ثانية في مواجهته.

تحت أمطار غزيرة، زار إردوغان ضريح أتاتورك حيث رحّب ببدء "حقبة جديدة" وتعهّد "إعادة ضحايا الزلزال إلى منازلهم في أسرع وقت".

وقضى 50 ألف شخص على الأقل إثر زلزال السادس من شباط/فبراير 2023 الذي شرّد ملايين الأشخاص في جنوب تركيا.

وشكّلت مأدبة العشاء السبت مناسبة لستولتنبرغ ليحاول مرة جديدة إقناع الرئيس التركي برفع اعتراضه على انضمام السويد إلى الناتو، إذا أمكن قبل عقد التحالف قمة في تموز/يوليو في فيلنيوس.

ورغم إقرار ستوكهولم تعديلا دستوريا سمح لها باعتماد قانون جديد يشدد مكافحة الإرهاب، لا تزال أنقرة تتهمها بإيواء "إرهابيين" من حزب العمال الكردستاني المحظور الذي تصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون على لوائح الإرهاب.

- "مزيد من المبادرات" -

من بين الحاضرين في مراسم تنصيب إردوغان رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان ورئيس أذربيجان إلهام علييف ورئيس وزراء المجر فيكتور أوربان - المعارض هو أيضا لانضمام السويد إلى الناتو -ورئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذين كانوا من أوائل المهنئين للرئيس التركي بفوزه.

منذ انهيار الاتحاد السوفياتي في 1991، لم تقم تركيا وأرمينيا علاقات دبلوماسية رسمية والحدود البرية بينهما مغلقة منذ 1993، ويسود توتر بين البلدين بسبب رفض أنقرة الاعتراف بمجازر الأرمن إبان السلطنة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى باعتبارها إبادة.

غير أن تقاربا بدأ بين البلدين مطلع 2022، رغم تأييد أنقرة لباكو في مسألة ناغورني قره باغ، المنطقة المتنازع عليها بين أرمينيا وأذربيجان.

ومن الوجوه البارزة التي حضرت السبت أيضًا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، إضافة إلى رؤساء دول إفريقية عدة - الكونغو-برازافيل ورواندا والصومال وجنوب إفريقيا والجزائر - في انعكاس للنشاط الدبلوماسي التركي في القارة الإفريقية.

ووعدهم إردوغان جميعا "بمزيد من المبادرات لايجاد حلول للأزمات العالمية"، خصوصًا أن أنقرة حافظت على علاقات جيدة مع كييف وموسكو منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا من دون أن تفرض عقوبات على روسيا وعرضت وساطتها بانتظام.

ومساء، أعلن إردوغان، بعد مأدبة العشاء، تشكيلة حكومته الجديدة التي تعكس توجهاته للنهوض بالاقتصاد من أزمته.

كما كان متوقعًا، سمّى إردوغان الخبير الاقتصادي السابق لدى مؤسسة ميريل لينش محمد شيمشك (56 عاما) وزيرًا للاقتصاد، بعدما شغل منصب وزير المال (2009-2015) ثم منصب نائب رئيس الحكومة للشؤون الاقتصادية (حتى عام 2018).

وشيمشك شخصية تبعث على الاطمئنان وتحظى بمكانة دولية. وسيكلّف إقرار نهج تقليدي بهدف ترميم ثقة المستثمرين.

وإلى تضخم جامح تخطى 40% تحت تأثير الخفض المتواصل لمعدلات الفائدة بتوجيهات من إردوغان، هبطت العملة الوطنية بشكل حاد إلى أكثر من 20,95 ليرة تركية للدولار الجمعة رغم إنفاق مليارات الدولارات خلال الحملة لإبطاء انهيارها.

وأحدث إردوغان تغييرات ملحوظة في الوزارات السيادية الرئيسة، بحيث سيتولى الرئيس السابق للاستخبارات التركية حقان فيدان وزارة الخارجية ليحلّ محلّ مولود تشاوش أوغلو.

في وزارة الدفاع، يخلف رئيس هيئة أركان القوات المسلحة يشار غولر رئيس الأركان السابق خلوصي آكار الذي كان يتولى الوزارة منذ تموز/يوليو 2018.

وكان آكار يُعدّ مهندس مقاومة الانقلاب الفاشل في تموز/يوليو 2016.

وبقي وزيران فقط في منصبهما في الحكومة الجديدة، هما وزير الصحة ووزير الثقافة.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!