انتقدت بيونغ يانغ السبت الاتفاق المبرم بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لتعزيز الردع النووي، الذي رأت كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من أنه لن يؤدي إلا إلى "خطر أكبر".
وكانت واشنطن وسيول حذرتا الأربعاء كوريا الشمالية خلال زيارة رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول إلى الولايات المتحدة، من أن أي هجوم نووي تطلقه سيؤدي إلى رد "يفضي إلى نهاية" نظامها.
وقالت الشقيقة الشديدة النفوذ للزعيم الكوري الشمالي إن هذا الإعلان "سيسهم فقط في تعريض السلام والأمن في شمال شرق آسيا والعالم لخطر أكبر، وبالتالي فهو عمل لا يمكن الترحيب به بأي حال من الأحوال"، بحسب ما نقلت عنها وكالة الأنباء الكورية الشمالية السبت.
وأكدت كيم يو جونغ أن كوريا الشمالية مقتنعة بضرورة "أن تحسن بشكل أكبر" برنامجها للردع النووي الخاص.
وحذرت من أنه "كلما أصر الأعداء على إجراء تدريبات نووية، يزداد نشرهم لأسلحة نووية بالقرب من شبه الجزيرة الكورية، وتصبح ممارستنا لحقنا في الدفاع عن النفس أقوى بما يتناسب معهم بشكل مباشر".
وتبنى رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول ونظيره الأميركي جو بايدن الأربعاء "إعلان واشنطن" الذي يعزز بشكل كبير تعاونهما في الشأن الدفاعي بما في ذلك النووي.
وتشمل الإجراءات التي تقررت بموجب هذا الإعلان، إرسال غواصة نووية أميركية إلى مياه كوريا الجنوبية، وهو أمر لم يحدث منذ ثمانينات القرن العشرين، وتدابير أخرى بينها مشاركة مزيد من المعلومات في حال وقوع هجوم كوري شمالي.
وتتحدى كوريا الشمالية منذ سنوات العقوبات الدولية الكثيرة المفروضة عليها لمواصلة تطوير برنامجيها النووي والصاروخي ولم تصدر أي إشارة تدل على استعدادها للتخلي عن ترسانتها التي تعتبرها ضمانة ضد أي محاولة لقلب النظام.
وأجرت بيونغ يانغ سلسلة قياسية من عمليات الإطلاق هذا العام بما في ذلك اختبار أول صاروخ بالستي يعمل بالوقود الصلب، وهو اختراق تكنولوجي كبير لقوات كيم جونغ أون المسلحة.
ووصفت كوريا الشمالية العام الماضي وضعها كقوّة نوويّة بأنه "نهائيّ ولا رجعة فيه"، مستبعدةً بالتالي أي إمكانية لإجراء مفاوضات بشأن التخلي عن الأسلحة النووية.
وزادت واشنطن وسيول تعاونهما الدفاعي ردا على ذلك ونظمتا تدريبات عسكرية مشتركة مكثفة.
- "رجل مسن" -
إلى ذلك اعتبرت كيم يو جونغ أن انتقادات الرئيس الأميركي جو بايدن لبيونغ يانغ "سخيفة (...) من شخص متقدم في السن". وأضافت أن الرئيس بايدن (80 عاما) "غير قادر على الإطلاق على تحمل هذه المسؤولية"، ووصفته بأنه "عجوز بلا مستقبل".
واعتبرت أن "إكماله السنتين المتبقيتين من عهده أكثر من كاف". ووصفت شقيقة كيم جونغ أون الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول بأنه "غبي".
ومن عادة المسؤولين الكوريين الشماليين إطلاق الإهانات والتصريحات العشوائية بحق الزعماء الأجانب.
ودانت وزارة التوحيد في كوريا الجنوبية السبت تصريح كيم يو جونغ "الغريب" الذي يعكس "توترها وإحباطها إزاء تعزيز التحالف الأميركي الكوري الردع النووي بشكل كبير".
وأضافت الوزارة المكلفة بالعلاقات بين الكوريتين أن "اللغة البذيئة" لبيونغ يانغ تشهد على "المستوى المنخفض لكوريا الشمالية".
وقال تشيونغ سيونغ تشانغ من مركز دراسات كوريا الشمالية في معهد سيجونغ لوكالة فرانس برس إن تصريحات كيم يو جونغ تشير إلى أن التوترات العسكرية في شبه الجزيرة الكورية يمكن أن "تتصاعد بشكل كبير إلى مستويات مماثلة للعام 2017".
وتشكل تصريحات شقيقة كيم جونغ أون "احتجاجاً قوياً" من قبل بيونغ يانغ على إعلان بايدن أن أي هجوم نووي من جانب كوريا الشمالية سيؤدي إلى "نهاية" نظامها.