بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وعلي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، العلاقات الثنائية وسبل مد جسور التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، بما يحقق المصالح المشتركة.
كما بحث الجانبان القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وأهمية العمل على دعم السلام والتعاون في المنطقة، بما يحقق تطلعات شعوبها للتنمية والازدهار.
كان شمخاني اجتمع في وقت سابق اليوم مع مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد خلال زيارته لأبوظبي حيث بحثا جوانب العلاقات الثنائية وفرص تعزيزها وتطويرها بما يخدم المصالح المتبادلة للبلدين خاصة في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية.
وناقش الجانبان خلال اللقاء الذي عقد بين الطرفين في قصر الشاطئ بالعاصمة الإماراتية أبوظبي عدداً من القضايا محل الاهتمام المشترك، وتبادلا وجهات النظر بشأنها وأهمية بذل الجهود في سبيل استقرار وازدهار المنطقة.
كانت وسائل إعلام إيرانية ذكرت أن شمخاني يزور أبوظبي تلبية لدعوة رسمية من الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان لبحث قضايا ثنائية وإقليمية ودولية، مشيرة إلى أن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سيكون برفقة مسؤولين كبار في القطاعات الاقتصادية والمصرفية والأمنية إلى الإمارات.
وخفّضت الإمارات العلاقات مع إيران بعد أن قطعت السعودية علاقاتها مع طهران في يناير (كانون الثاني) 2016.
تأتي زيارة شمخاني إلى أبوظبي، بعد أسبوع على توصل السعودية وإيران إلى اتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارات وممثليات البلدين خلال شهرين كحد أقصى، في خطوة لاقت ترحيباً واسع النطاق من كثير من الدول والمنظمات الدولية والإقليمية.
وضمّ الوفد الإيراني حاكم البنك المركزي، محمد رضا فرزين، ومسؤول الدائرة الخارجية بوزارة الاستخبارات، ومساعد وزير الخارجية لشؤون منطقة الخليج، حسبما أوردت وكالات أنباء إيرانية.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن شمخاني قوله لنظيره الإماراتي إن «انعدام الثقة في المنطقة الاستراتيجية المطلة على الخليج يمنع التنمية الاقتصادية، وهو مطلب للأعداء من خارج المنطقة».
وذكرت وكالة «إرنا» الرسمية أن شمخاني «شدد في اللقاء أن التعاون الشامل والمستمر والبناء مع الجيران (استراتيجية ثابتة) في السياسة الخارجية الإيرانية». وصرح: «للخروج من التحديات الموجودة التي لا تخدم مصلحة أي دولة في المنطقة، يجب أن يحل التعاون والتقارب محل الخلافات والعداء».
وعدّ شمخاني «الخلافات وانعدام الثقة» بأنها «عقبة جدية أمام التنمية الاقتصادية للمنظمة، ومطلب للأعداء من خارج المنطقة». وقال شمخاني: «يجب أن نتحاور ونتعامل ونوسع التعاون السياسي والأمني والسياسي والثقافي لمنع الدور غير البناء للأجانب، من أجل زيادة الأمن والسلام والرفاهية لشعوب المنطقة».
ونسبت الوكالة الإيرانية إلى الشيخ طحنون قوله إن «التعاون والمودة» بين البلدين يحظيان بأهمية قصوى للإمارات.
وفيما يخص اتفاق استئناف العلاقات بين السعودية وإيران، قال الشيخ طحنون لشمخاني إن هذا الاتفاق «يلعب دوراً بناءً في توسع السلام والاستقرار والأمن المستدام في المنطقة». وقال إن «تنمية العلاقات الودية والأخوية بين أبوظبي وطهران من بين أولويات الإمارات»، مشدداً على أن زيارة شمخاني «نقطة تحول في العلاقات البلدين، وستعطي تنمية العلاقات بين الجانبين زخماً أكبر»، وفقاً لوكالة «إرنا» الرسمية.
بدوره، لفت شمخاني إلى أن جميع دول المنطقة «تشترك في المصير، وهي أعضاء أسرة كبيرة». وقال: «الخلافات العائلية يجب أن تحل بالحوار، وحسن النوايا والتسامح، لكي نتمكن جميعاً من التحرك باتجاه منطقة قوية ومتطورة، في عملية قائمة على المشاركة الجماعية».
وقال شمخاني إن تبادل «الطاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمار على رأس أولويات طهران في إقامة العلاقات مع دول الجوار».
وقال: «نظراً للأرضيات المناسبة التي أنشئت قبل عام لتنمية العلاقات الإيرانية - الإماراتية، اعتبر هذه الزيارة بداية ذات مغزى لدخول البلدين مرحلة جديدة من العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية».
وقبل مغادرة طهران، قال شمخاني للصحافيين الإيرانيين، في مطار مهرآباد، إن «رؤية الحكومة الإيرانية حيال التعاون الإقليمي، التي يتم العمل بها في إطار دبلوماسية الجوار حالياً، تهدف إلى بناء منطقة قوية».
وقال: «في حال توصلت الدول الإقليمية جميعاً إلى هذه القناعة بأنه فقط من خلال تضافر الجهود لبناء منطقة (مقتدرة) يمكن الحصول على أمن واستقرار مستدامين، عند ذلك تتوفر إمكانية التعويل على وقوع تطورات إيجابية حديثة على صعيد العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف داخل المنطقة».
في وقت لاحق أمس، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، علي باقري كني، إن بلاده ستوفد سفيراً لها إلى الإمارات قريباً.
وأضاف كني أن الإجراءات اللازمة لإيفاد السفير إلى أبوظبي دخلت حيز التنفيذ بعد إعادة الإمارات سفيرها إلى إيران، حسبما أوردت وسائل إعلام إيرانية. واعتبر مساعد وزير الخارجية أن العلاقات بين إيران والإمارات «لم تنقطع أبداً»، وإنما شهدت «تراجعاً» في المستوى
الشرق الاوسط