مناشدة لإنسانية المقاومة الوطنية.. أكثر من 230 أسرة مهددة بكوارث السيول في ريف المخا

قبل سنة 1 | الأخبار | تقارير
مشاركة |

 

عبر طريقٍ فرعيٍّ متعرجٍ يمتد لزهاء 20 كيلو مترًا، قادنا العاقل "سليم المُرادي" من مركز مديرية المخا وصولًا إلى قرية "نوبة قصيص" في عزلة الزهاري بريف ذات المديرية في صباحٍ باكرٍ وأجواء ملبدة بالغيوم. عند الوصول بدت مظاهرُ القلق تسيطرُ على أهالي القرية خشية تدفق السيول عبر وادي البلدة وإلحاق أضرار بهم.

 

  على الضفة اليسرى من مجرى السيول الواسع، تقيم 175 أسرة مكونة من نحو 1500 شخص في منازل شعبية أغلبها مبنية من القش والخشب بالطابع التهامي البحت، وفي القرية المجاورة "حسي الحافي" تتمركز نحو 60 أسرة في ظروفٍ محفوفةٍ بالخطر، والجميع في كلا القريتين يتقاسمون المخاوف والقلق من احتمالات تدفق السيول عبر الوادي الفسيح؛ لذلك تجدهم دائمًا في حالة تأهب للنجاة بأرواحهم.

 

  قبل أن يستضيفنا بوجبة إفطارٍ شعبية شهية وإصراره علينا بالانضمام إلى المائدة، وقف العاقل فضل مكي، كبير وجهاء قرية "حسي الحافي"، يحدثنا عن المخاطر المحدقة بأهالي القرية: "عندما تتدفق السيول من الشرق تجرف المنازل في طريقها وتتسبب بكوارث، بالكاد نستطيع النجاة بأنفسنا".

 

  وقال مكي لوكالة "2 ديسمبر": إن سكان القرية تعوّدوا على تكبد خسائر فادحة بسبب السيول التي تتجمع في وادي رسيان من مناطق جبلية مختلفة في محافظة تعز، ثم تتدفق عبر وادي القرية؛ "تأتي على الأخضر واليابس وتجرف كل ما هو أمامها"، وفقًا لمكي الذي وجّه مناشدةً للمنظمات الإنسانية المعنية بمساعدة أهالي القرية على بناء مصدات للسيول تحميهم من كوارث محتملة مع موسم الأمطار الحالي.

 

  وأحصى سكان قرية "نوبة قصيص" المجاورة نحو 10 منازل طمرتها السيول قبل عامين، وبالكاد استطاع سكانها النجاة؛ إذ في الغالب تضطر الأسر المنكوبة إلى البحث عمّن يقاسمها مسكنه، لذلك تتزاحم أكثرُ من أسرة في المنزل الواحد.

 

  قبل عامين، تسببت السيول الجارفة في طمر بئر المياه الوحيدة التي تغذي قرية "نوبة قصيص"، وعاش الناس يكابدون عناء البحث عن شربة ماء قبل أن يُجمعوا على إعادة حفر البئر بجهود شخصية، ثم حالفهم الحظ بتدخلٍ من المنظمة النرويجية التي وفرت منظومة طاقة شمسية لرفع المياه من البئر التي لا زالت عرضة للخطر ما لم تُحمَ بمصدات تمنع عنها السيول.

 

  وناشد أهالي القريتين المنظمات المحلية وعلى رأسها الخلية الإنسانية في المقاومة الوطنية، وكذلك المنظمات الدولية بالتدخل العاجل والتعاون معهم في بناء حواجز حجرية لتوجيه السيول بعيدًا عن القرى، وتأمين هاتين القريتين اللتين تتعرضان للأضرار باستمرار خلال موسم الأمطار.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!