القوات الروسية تواصل زحفها نحو سلوفيانسك وبوتين يحذّر من أن مرحلة الجد لم تبدأ بعد

قبل سنة 1 | الأخبار | عربي ودولي
مشاركة |

خلّفت القوات الروسية دمارا كبيرا الخميس مع توغلها في عمق دونباس بهدف السيطرة على مدينة سلوفيانسك الصناعية في شرق أوكرانيا، فيما حذّر الكرملين من أن مرحلة الجد في حملته العسكرية لم تبدأ بعد.

يأتي ذلك في خضم توتر دبلوماسي بين أنقرة وكييف التي اتّهمت السلطات التركية بتجاهل مطلبها مصادرة حمولة من الحبوب تنقلها سفينة شحن روسية.

والخميس أفاد مراسلو وكالة فرانس برس بتعرّض كراماتورسك، المركز الاداري لمنطقة دونيتسك في شرق اوكرانيا، لضربات روسية ما أدى إلى مقتل شخص واحد على الأقل وجرح كثر.

وخلّف الانفجار حفرة كبيرة في الفناء الواقع بين فندق ومبانٍ سكنية وأدى إلى احتراق سيارتين.

وجاء ذلك قبيل خطاب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مجلس الدوما قال خلاله إن "مرحلة الجد" في الحملة العسكرية الروسية لم تبدأ بعد.

واتهم "الغرب مجتمعا" بشن "حرب" في أوكرانيا، وقال "اليوم، نسمع أنهم يريدون ان يلحقوا بنا الهزيمة في ساحة المعركة. ماذا نقول؟ فليحاولوا".

وقال إن التدخل الروسي في البلد الموالي للغرب يؤذن ببداية تحول إلى "عالم متعدد الأقطاب".

وأضاف أن "هذه العملية لا يمكن وقفها".

وقُتل سبعة مدنيين على الأقل وجُرح كثر في الساعات الأربع والعشرين الماضية في معارك في منطقة دونيتسك، وفق حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلنكو.

وكان مسؤولون أوكرانيون قد ناشدوا مجدّدا سكان المنطقة إخلاءها مع زحف القوات الروسية باتّجاه سلوفيانسك.

وقال سبّاك أوكراني يدعى فيتالي في تصريح لفرانس برس إن زوجته الحامل بشهرها السادس وابنتها من زواج سابق، تم إجلاؤهما من المدينة الأربعاء.

وقال "أرسلت زوجتي (بعيدا) ولا خيار آخر لدي، غدا سألتحق بالجيش".

- "محصّنة بشكل جيد" -

في سلوفيانسك قال رئيس البلدية فاديم لياخ إن نحو 23 ألف شخص لا يزالون في المدينة من أصل 110 آلاف نسمة كانوا يقطنونها قبل الحرب، مشيرا إلى أن روسيا عاجزة عن تطويق المدينة.

وقال إن "عمليات الإجلاء جارية. نخرج اشخاصا كل يوم"، موضحا أن المدنيين الذين يتم إجلاؤهم يُنقلون بواسطة حافلات إلى مدينة دنيبرو، الواقعة إلى الغرب.

وتابع "المدينة محصّنة بشكل جيد".

ويسعى الروس الذين يؤكدون أنّهم سيطروا على منطقة لوغانسك المجاورة بأكملها، إلى احتلال منطقة دونيتسك للسيطرة على كامل حوض التعدين في دونباس الخاضع جزئيا لسيطرة الانفصاليين المدعومين من موسكو منذ العام 2014.

وتعدّ مدينة سلوفيانسك في منطقة دونيتسك، الهدف التالي للقوات الروسية في خطتها للسيطرة بالكامل على حوض دونباس بعد أربعة أشهر ونصف شهر من القتال.

وأتاح سقوط ليسيتشانسك الأسبوع الماضي بعدما انسحب الجيش الأوكراني من سيفيرودونيتسك، الاستفادة من وحدات في القوات الروسية التي ركّزت اهتمامها على منطقة دونباس بعدما اضطّرت للتراجع من محيط العاصمة كييف وخاركيف، ثاني أكبر مدينة أوكرانية، في أوائل الغزو.

لكن احتدام المعارك لم يثنِ كييف الخميس عن توجيه الشكر إلى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لدعمه أوكرانيا في "أصعب الأوقات" عقب الغزو الروسي، وذلك بعد إعلان جونسون استقالته من زعامة حزب المحافظين، الامر الذي يمهد لمغادرته منصب رئيس الوزراء.

وقال جونسون إنه على الرغم قراره التنحي ستواصل بريطانيا دعم أوكرانيا "طالما لزم الأمر".

وبعد تنحي جونسون من رئاسة حزب المحافظين ما يفتح المجال أمام اختيار الحزب خليفة له في رئاسة الحكومة قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "تلقينا جميعا هذا النبأ بحزن. لست وحدي بل كل المجتمع الأوكراني يتعاطف كثيرا معكم"، قبل أن يشدد على امتنان الأوكرانيين لدعم رئيس الوزراء البريطاني خلال الغزو الروسي.

على صعيد آخر، ساد توتر دبلوماسي بين كييف وأنقرة على خلفية نقل روسيا شحنة حبوب من أوكرانيا التي تتّهم موسكو بسرقتها.

تقول كييف إن سفينة الشحن الروسية "جيبيك جولي" أبحرت من ميناء بيرديانسك الأوكراني الخاضع لسيطرة موسكو محمّلة بكمية من القمح المصادر الأسبوع الماضي، مطالبة أنقرة باحتجازها.

وأظهر الموقع الإلكتروني "مارين ترافيك" المتخصص في تتبّع حركة الملاحة البحرية أن "جيبيك جولي" التي كانت ترسو في ميناء كاراسو على البحر الأسود، أرسلت آخر إشارة لها على بعد حوالى عشرين كيلومترا عن الساحل التركي، ثم أغلقت على ما يبدو جهاز الإرسال واختفت عن شاشة التتبع.

وأعربت أوكرانيا عن "خيبة أمل كبيرة" لعدم تلبيه تركيا مطلبها باحتجاز السفينة.

- "السيطرة على جزيرة الثعبان" -

وعلى الرغم من الخسائر الميدانية الأخيرة، رحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الأربعاء بتزويد الغرب بلاده بمزيد من الأسلحة الثقيلة.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!