تسبب الوباء الفايروسي في تأجيل معظم بطولات الدوري المحلية وكذلك البطولات القارية في العديد من دول العالم وخاصة في القارة الأوروبية التي علقت فيها الأنشطة الرياضية ضمن الإجراءات الوقائية والاحترازية للحد من انتشار الإصابات بالفايروس. ولم يتضح بعد الموعد الذي يمكن أن تنتهي فيه أزمة هذا الوباء ومن ثم موعد استئناف فعاليات الموسم الكروي الحالي أو الأنشطة الرياضية المختلفة في كل أنحاء العالم.
وإلى جانب تأجيل مباريات التصفيات التي كانت مقررة بالقارة الآسيوية في مارس الماضي وتأثيرها على التصفيات في اتحادات قارية أخرى في الشهور المقبلة، تسبب وباء “كورونا” في تأجيل بطولات كبيرة ومهمة مثل كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2020) وكذلك بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) إلى العام المقبل.
ووسط الأجواء المحيطة بالرياضة العالمية، بتوقف غالبية البطولات حول العالم، بسبب تفشي فايروس كورونا المستجد “كوفيد19-”، لن يكون مونديال 2022 بعيدا عن التأثيرات السلبية للجائحة التي ألقت بظلالها على أهم البطولات في الفترة الماضية.
غياب تام
وسيشهد الصيف المقبل غيابا تاما للأحداث الرياضية، بعدما كان يكتظ بالمناسبات الاستثنائية لعشاق الرياضة، وأبرزها يورو 2020 وكوبا أمريكا 2020 ودورة الألعاب الأولمبية 2020 في العاصمة اليابانية طوكيو. وتقرر بشكل رسمي تأجيل كأس الأمم الأوروبية يورو 2020 لمدة عام لتقام في 2021، والأمر نفسه بالنسبة إلى كوبا أميركا، وأولمبياد طوكيو.
وفي الوقت الذي بات عام 2020 خاليا من البطولات، سيكون العام المقبل مكتظاً بالأحداث الرياضية الساخنة، بينما لا شك أنه ستتواصل التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2022 لكافة القارات. ومع إقامة بطولة كبيرة مثل كأس الأمم الأوروبية في صيف 2021 سيكون العام التالي مضغوطاً بشكل كبير، وليس من المنطقي أن يقام الحدث الأكبر على مستوى العالم في كرة القدم، المونديال بعد أقل من 18 شهرا فقط.
ولن يكون التهديد الأكبر بالنسبة إلى مونديال 2022 بشأن التأجيل فقط، ولكن قد يصل الأمر إلى نقل البطولة من البلد المستضيف، خاصة أنه سبق وتم الاستقرار على إقامة البطولة في فصل الشتاء. بينما في حال تأجيل البطولة قد تقام في صيف 2023 وهو ما قد يفتح الباب إلى الدول الأوروبية، والأمريكيتين لاستضافة البطولة بسبب فصل الصيف في قطر.
ومع عدم وضوح الرؤية بالنسبة لاستئناف البطولات المحلية والقارية في الموسم الحالي وكذلك موعد انطلاق فعاليات الموسم المقبل سواء على المستوى المحلي أو القاري، بدا أن تصفيات كأس العالم في كل أنحاء العالم ستواجه مشاكل عدة خاصة مع تأجيل يورو 2020 وكوبا أميركا 2020 إلى العام المقبل وكذلك تأجيل دورة الألعاب الأولمبية إلى 2021.
ولكن ربما يكون القرار السابق بنقل بطولة كأس العالم 2022 في قطر إلى فصل الشتاء الأوروبي وإقامة فعاليات هذه النسخة بشكل استثنائي في نوفمبر وديسمبر 2022 هو طوق النجاة لهذه التصفيات وللاتحاد الدولي للعبة “فيفا”، لاسيما وأن هذا الاستثناء سيوفر المزيد من المواعيد الدولية التي يمكن إقامة التصفيات فيها بعكس ما كان عليه الحال لو أقيمت البطولة في موعدها المعتاد خلال يونيو ويوليو.
وكانت تصفيات كأس العالم بالقارة الآسيوية انطلقت في العام الماضي ولكنها لا تزال في منتصف المشوار بالدور الثاني من التصفيات لكن إقامة المونديال في أواخر 2022 سيمنح هذه التصفيات وكذلك تصفيات قارة أميركا الجنوبية الفرصة الكافية لإعادة تعديل المواعيد بعد انتهاء أزمة كورونا لاسيما وأن تصفيات القارتين تستغرق وقتا طويلا للغاية بسبب نظام كل منهما.
ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة للتصفيات الأفريقية التي تأثرت جولاتها المقبلة والتي كانت مقررة هذا العام بهذه التأجيلات على مستوى القارة والعالم كله حيث تواجه التصفيات الأفريقية أيضا مشكلة مماثلة بسبب النسخة المقبلة من كأس الأمم الأفريقية والمقررة في الكاميرون العام المقبل وكذلك بسبب تصفياتها التي لا تزال دائرة.
وضع متشابه
يتشابه التأجيل في القارة الأفريقية مع الوضع في القارة الأوروبية والتي تأكد على الأقل تأجيل جولتين في تصفياتها المؤهلة لمونديال 2022 وهما الجولتان المقررتان في يونيو 2021 وذلك بعد نقل يورو 2020 إلى ذلك التاريخ. وتشير بعض التوقعات إلى أن احتواء أزمة وباء كورونا في الفترة المقبلة قد يمنح الفرصة للعديد من الأنشطة الرياضية ومنها الكروية لاستئناف فعالياتها في أواخر يونيو أو يوليو المقبلين. وإذا صحت هذه التوقعات، لن يكون من الصعب إعادة جدولة التصفيات في مختلف قارات العالم بشكل هادئ ودون أي ضغط للمباريات.
ولكن في حال امتدت الأزمة لأبعد من هذا، سيكون على مسؤولي الاتحادات القارية بالتعاون مع الفيفا مناقشة الأمر لإعادة ترتيب مواعيد التصفيات في مختلف القارات والاستفادة بقدر الإمكان من الأفضلية التي يقدمها المونديال القطري لإقامته في أواخر عام 2022 بدلا من التوقيت المعتاد في نصف العام.
الجدير بالذكر أن مسؤولي النظام القطري سبق لهم التأكيد على استعدادهم التام لإقامة المونديال في منتصف العام كما هو معتاد لاسيما مع تزويد مختلف ملاعب المونديال بتقنية التبريد الحديثة والتي تمكن المنظمين من إقامة المباريات في هذه الملاعب حتى في فصل الصيف الذي تزيد فيه درجات الحرارة وترتفع فيه نسبة الرطوبة.