أوكرانيا تتّهم روسيا بارتكاب “إبادة” في بوتشا وموسكو تنفي

قبل 2 سنة | الأخبار | عربي ودولي
مشاركة |

اتهمت أوكرانيا روسيا الأحد بارتكاب “إبادة” غداة العثور على عشرات الجثث في مدينة بوتشا الواقعة شمال غرب كييف بعد تحريرها من القوات الروسية، ما أثار تنديد مسؤولين غربيين.

وقال الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة الأحد مع قناة ”سي بي إس” الأميركية ”هذه إبادة جماعية. إلغاء الأمّة الكاملة والناس (...) وهذا يحدث في أوروبا في القرن الحادي والعشرين”.

وفي بوتشا شاهد صحافي في وكالة فرانس برس السبت جثث حوالى عشرين رجلا أحدهم مصاب بجرح بالغ في الرأس في أحد الشوارع على مسافة مئات الأمتار.

من جانيه، نفى الجيش الروسي قتل مدنيين في بوتشا واتهم أوكرانيا بفبركة الصور.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان ”في وقت كانت هذه المدينة تحت سيطرة القوات المسلحة الروسية، لم يتعرض أي مواطن محلي للعنف”.

وأكدت أن الجيش الروسي وزّع 452 طنا من المساعدات الإنسانية على المدنيين في هذه المنطقة.

وتابعت الوزارة أن جميع السكان ”أتيحت لهم الفرصة للمغادرة بحرية” من المنطقة ”نحو الشمال”، في وقت كانت الضواحي الجنوبية للمدينة تتعرض ”لإطلاق نار من القوات الأوكرانية على مدار الساعة”.

واعتبرت أن الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت لجثث في شوارع بوتشا كانت ”فبركة جديدة (قام بها) نظام كييف لوسائل الإعلام الغربية”.

وأسفرت الحرب في اوكرانيا التي بدأت في 24 شباط/فبراير عن مقتل آلاف الأشخاص على الأقل وأجبرت حوالى 4,2 ملايين أوكراني على الفرار 90 في المئة من بينهم نساء وأطفال.

من جهة ثانية، أعلنت أوكرانيا أن القوات الروسية تنسحب من مدن أساسية في محيط العاصمة كييف وتشيرنيهيف في الشمال لإعادة الانتشار في الشرق والجنوب بهدف ”الحفاظ على السيطرة” على المناطق التي تحتلها هناك.

وبعد أكثر من شهر على بدء الهجوم الروسي أعلنت مساعدة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار السبت ”تحرير إيربين وبوتشا وغوستوميل ومنطقة كييف بكاملها من الغزاة”.

- ”جرائم حرب” -

وعبّرت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي الأحد عن صدمة إزاء ظهور أدلّة جديدة على قتل مدنيين في أوكرانيا، وحذّرا من أن تراجع القوات الروسية من محيط كييف قد لا يكون اشارة الى انسحاب تام أو إنهاء للعنف في أوكرانيا.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد لقناة ”سي إن إن”، ”لا يَسَعك إلّا التعامل مع هذه الصور بوصفها ضربة مؤلمة”، مضيفًا ”هذا هو واقع ما يحصل كلّ يوم ما دامت وحشية روسيا ضد أوكرانيا مستمرة”.

وأكّد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الأحد أنه ”ليس متفائلًا جدًا” بشأن ما تقوله روسيا عن سحب قواتها من محيط العاصمة الأوكرانية كييف.

وقال لقناة ”سي إن إن”، ”ما نراه ليس تراجعًا، بل نرى أن روسيا تعيد تمركز قواتها”، مضيفًا ”ينبغي ألا نكون مفرطين في التفاؤل لأن الهجمات ستتواصل ونحن قلقون أيضًا بشأن احتمال تزايد الهجمات”.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتس في تصريح مقتضب نقله مكتبه الاعلامي ”علينا تسليط الضوء في شكل كامل على هذه الجرائم التي ارتكبها الجيش الروسي”، مشددا على ”وجوب محاسبة مرتبكي هذه الجرائم ومن خطط لها” ومطالبا خصوصا بافساح المجال امام منظمات دولية لدخول المنطقة ”لتوثيق هذه الفظائع”.

واستنكر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الأحد الصور ”التي لا تُحتمل” من بوتشا الأوكرانية، مطالبا بمحاسبة ”السلطات الروسية”.

ودعت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس الأحد إلى التحقيق في الهجمات الروسية على مدنيين أوكرانيين باعتبارها ”جرائم حرب” مع تزايد الأدلة على ارتكاب ”أعمال مروّعة” في مدينتي إيربين وبوتشا.

وأعرب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الأحد على تويتر عن ”صدمته حيال الصور المخيفة للفظاعات التي ارتكبها الجيش الروسي في منطقة كييف المحررة” مضيفًا ”الاتحاد الأوروبي يُساعد أوكرانيا والمنظمات غير الحكومية في جمع الأدلة الضرورية لملاحقات أمام المحاكم الدولية”.

واورد مسؤول الإغاثة في بوتشا سيرهي كابليتشني الأحد لوكالة فرانس برس أن 57 جثة إضافية دُفنت في مقبرة جماعية في بوتشا.

- ”مكبلو اليدين” -

وقال أناتولي فيدوروك رئيس بلدية بوتشا التي استعادها الأوكرانيون من القوات الروسية، لوكالة فرانس برس إن ”كل هؤلاء الأشخاص أعدموا، قتلوا برصاصة في مؤخر الرأس” مشيرا إلى دفن نحو 300 شخص ”في مقابر جماعية”.

وأضاف ”في بعض الشوارع نرى 15 إلى 20 جثة على الأرض” لكن ”لا يسعني أن أقول كم من الجثث لا تزال في أفنية المنازل وخلف الأسوار”، موضحا أنه عُثر على عدد من القتلى مكبلي الأيدي بواسطة شريط قماش أبيض يستخدم للإشارة إلى أنهم غير مسلحين.

وشهدت بوتشا ومدينة إيربين المجاورة بعض أعنف المعارك منذ بدء الغزو في 24 شباط/فبراير فيما كانت القوات الروسية تحاول تطويق كييف، وتعرضتا لقصف مركز تسبب بدمار كامل.

وفي بيان نشرته الأحد، نددت منظمة هيومن رايتس ووتش بالانتهاكات التي ترتكب بحق المدنيين والتي ترقى إلى مستوى ”جرائم الحرب” التي ارتكبها جنود روس في مناطق تشيرنيهيف وخاركيف وكييف.

ولفتت المنظمة الحقوقية إلى أنها وثّقت ”انتهاكات قوانين الحرب”، مشيرة إلى حالة اغتصاب امرأة مرات متكررة وضرب جندي روسي لها وعمليات إعدام سبعة رجال و”حالات عنف أخرى” و”تهديدات ضد المدنيين”، فضلًا عن النهب.

- مهاجمة أوديسا ”من الجو” -

ويزور مسؤول في الأمم المتحدة موسكو الأحد سعيا للتوصل إلى ”وقف إطلاق نار لأغراض إنسانية” في وقت أسفرت الحرب حتى الآن عن سقوط آلاف القتلى وشردت أكثر من 4,2 ملايين أوكراني.

وكانت روسيا حتى الآن ترفض أي زيارة لمسؤول كبير في الأمم المتحدة يكون موضوعها الرئيسي أوكرانيا.

وزار وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس الأحد مدينة أوديسا الاستراتيجية في جنوب غرب أوكرانيا، حسبما أعلنت وزارته بعد تنفيذ عدة هجمات على المدينة التي تؤمن منفذا على البحر الأسود.

وسمعت سلسلة انفجارات صباح الأحد في أوديسا وتصاعدت ثلاثة أعمدة من الدخان الأسود على الأقل وألسنة نار في منطقة صناعية على ما يبدو، وفق ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.

على صعيد آخر، لا تزال القوات الروسية ”تحاصر جزئيا مدينة خاركيف” ثاني كبرى المدن الأوكرانية في الشرق، حيث تتعرض المناطق الصناعية والسكنية على السواء لقصف مدفعي، وفق هيئة أركان القوات الأوكرانية التي تشير رغم ذلك إلى تراجع في حدة القصف.

وكشفت رئاسة الأركان أن روسيا تعتزم ”تشكيل كتائب مؤلفة من مقيمين +متطوعين+ في المناطق المحتلة موقتا في أوكرانيا ومن مرتزقة”.

وأعلنت روسيا نهاية الأسبوع أنها تريد ”تركيز جهودها على تحرير دونباس”، وهو حوض مناجم في شرق أوكرانيا حيث أعربت كييف عن خشيتها من تفاقم الوضع فيه.

وأشارت وكالة فرانس برس إلى أن مئات الأشخاص فروا من مدينة كراماتورسك في شرق البلاد الأحد خوفا من هجوم روسي محتمل في هذا الجزء من البلاد.

الى ذلك، أعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشوك الأحد، أن 11 رئيس بلدية ومسؤولا حكوميا محليا ما زالوا محتجزين بعد أن خطفتهم القوات الروسية.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!