مهاجر يمني يروي حكاية إلقائه في البحر من قبل جنود يونانيين

قبل 2 سنة | الأخبار | تقارير
مشاركة |

تواصل عناصر الأمن اليونانية دفع المهاجرين وطالبي اللجوء إلى البحر وتركهم للموت، لإجبارهم على العودة من حيث أتوا.

ومن بين ضحايا هذه الانتهاكات أسرة اليمني مجدي قالا، الذي دفعته القوات اليونانية إلى البحر هو وأسرته التي فقدت أحد أفرادها وسط الأمواج العاتية.

خرج قالا وزوجته فاطمة محمود وابن عمه مجاهد عبد الجواد من اليمن، قبل شهرين بسبب الحرب الداخلية ووصلوا إلى ولاية إزمير غربي تركيا.

وفي 30 يناير/ كانون الثاني الماضي، ركبت الأسرة قاربا مطاطيا يقل مهاجرين غير نظاميين جميعهم من اليمن، وتحركوا من إزمير إلى جزيرة كيوس اليونانية.

لكن القوات اليونانية ألقت القبض على المجموعة بعد وصولها الجزيرة ووضعتهم في قارب آخر ودفعتهم تجاه المياه الإقليمية التركية، بينما ألقوا قالا واثنين من أقربائه في البحر.

وبعد السباحة لمدة طويلة وسط الأمواج العاتية وفي مياه شديدة البرودة، تمكن قالا وقريبه مهاد من الوصول إلى جزيرة "قره أدا" التركية، في حين فقدا قريبهما مجاهد الذي تقاذفته الأمواج ولا تزال أعمال البحث عنه جارية من قبل خفر السواحل التركي.

وقامت فرق تابعة لقوات خفر السواحل التركية بإنقاذ قالا ومهاد وإجراء الإسعافات الأولية لهما، ليجري بعد ذلك إرسالهما إلى مركز الترحيل في إزمير حيث التقى زوجته فاطمة التي وصلت تركيا بعدما دفعها الجنود اليونانيون على متن قارب آخر.

فررنا من الموت إلى الموت

وفي تصريحات للأناضول، ذكر قالا أن عناصر الشرطة اليونانية استولوا على نقودهم وهواتفهم ووضعوا بعضهم في قارب ودفعوهم نحو المياه الإقليمية التركية، بينما اقتادوا مجموعة أخرى كان هو معهم إلى مخفر الشرطة بعد وضع الأصفاد في أيديهم.

وأضاف أن تلك القوات وضعتهم بعد ذلك في قارب مطاطي صغير والأغلال لا تزال في أيديهم وبجوارهم جنود يونانيون ثم انطلقوا في البحر صوب المياه الإقليمية التركية.

وأوضح أنه بعد 20 دقيقة قام الجنود بإلقائهم في البحر بعد فك الأغلال رغم أنهم أخبروهم بأنهم لا يجيدون السباحة، وأن سترات النجاة التي معهم غير مناسبة.

وقال إن الأمواج كانت مرتفعة وأن سترات النجاة التي أعطاها لهم الجنود اليونانيون صغيرة ولا تحملهم، فعانوا كثيرا وابتلعوا كميات كبيرة من الماء حتى وصلوا الجزيرة، لكن ابن عمه لم ينجح في ذلك لأنه لم يكن يعرف السباحة.

وتابع: "انتظرنا بالجزيرة حتى الصباح وعندما لاحظ عناصر خفر السواحل التركي وجودنا، هرعوا لإنقاذنا. ما زلت أسمع صوت ابن عمي وهو يكافح وسط الأمواج للبقاء على قيد الحياة. ما تعرضنا له وحشية وتصرفات ضد الإنسانية. كيف يمكنهم أن يلقوا بالناس هكذا في البحر؟".

وأفاد قالا بأنهم خرجوا من اليمن بسبب ظروف الحرب، إلا أنهم فروا من الموت ليجدوا أمامهم الموت بطريقة أخرى.

وأعرب عن شكره للجنود الأتراك الذين أنقذوا حياته ومن معه وأحسنوا معاملتهم بعكس القوات اليونانية التي عاملتهم بوحشية، وفق وصفه.

وفي 31 يناير الماضي، قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، في تغريدة، إن قوات خفر السواحل اليونانية ألقت ثلاثة مهاجرين في البحر.

وأضاف أن قوات خفر السواحل التركية أنقذت اثنين من المهاجرين، وبدأت عملية بحث وإنقاذ في المنطقة للعثور على الثالث.

"الأناضول".

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!