تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورة يدعي ناشروها أنها لرجل إسباني يعقد قرانه على حمار.
إلا أن الادعاء غير صحيح، فالصورة الملتقطة على هامش الاحتفال بعيد تقليدي في إسبانيا، تظهر مشهدا تمثيليا ليس إلا.
ويبدو في الصورة رجل يرتدي زيا رسميا ومعطفا، يمشي إلى جانب حمار بثوب أبيض.
صورة يدعي ناشروها أنها لرجل إسباني يعقد قرانه على حمار
وقال ناشرو الصورة إنها تظهر "زواج رجل إسباني من حمار بعد علاقة حب طويلة".
وختموا ساخرين "الدستور الإسباني يحرم تعدد الزوجات ويبيح الزواج من البهائم".
وحصد المنشور آلاف التفاعلات على موقعي فيسبوك وتويتر منذ بدء انتشاره عام 2015 باللغة الفرنسية، ومن ثم باللغة العربية عام 2019.
إلا أن الصورة ليست لزواج حقيقي، وأرشد التفتيش عنها عبر محركات البحث وباستخدام كلمات مفتاحية باللغة الإسبانية، أنها منشورة في 18 يناير 2007 على مواقع إخبارية محلية بالإسبانية، مرفقة بمقالات عن احتفالات في بلدة "ريفيينوس دي كامبوس" بشمال شرق إسبانيا، بعيد "القديس أنطون" الذي يعد "شفيع الحيوانات" بحسب التقاليد المحلية.
الصورة التقطت خلال احتفالات في بلدة "ريفيينوس دي كامبوس" بعيد "القديس أنطون"
وخلال هذا العيد، يقوم المحتفلون بتزيين الحيوانات بأبهى الحُلل ويأخذونها إلى الكنائس لتبريكها.
إلا أن البعض يذهبون أبعد من ذلك، تماما كهذا الرجل الذي قام بدور تمثيلي، فزين الحمار بلباس عروس ولبس هو لباس عريس، في مشهد تمثيلي.
ونشرت الصورة الأصلية وكالة "إيفي" الإسبانية في السابع عشر من الشهر ذاته (يناير 2007)، مع إشارة واضحة في البيانات الوصفية لها أنها مجرد تمثيل.
ومما لا شك فيه أن تعدد الزيجات ممنوع في إسبانيا. ويعاقب القانون الإسباني بالسجن مدة تتراوح بين ستة أشهر وسنة، كل شخص يعقد زواجا ثانيا، طالما أن زواجه الأول ما زال قائما.
ولطالما اعتبرت الحيوانات بموجب القانون الإسباني "أشياء" حتى عام 2022، عندما دخل حيز التنفيذ قانون يصنف الحيوانات "كائنات حية لديها إحساس" وليس مجرد "أشياء".
وباتت الحيوانات تعتبر موضع حضانة بالتناوب في حال وقع طلاق بين زوجين.
إلا أن القانون لم يأت على ذكر الزواج من حيوانات، مثلما ادعت المنشورات المضللة.