تجدد القصف في شرق اوكرانيا والتوتر إلى ذروته مع روسيا

قبل 2 سنة | الأخبار | عربي ودولي
مشاركة |

بلغ التوتر أشدّه في شرق أوكرانيا مع تسجيل اشتباكات وطلب انفصاليين موالين لروسيا إجلاء مدنيين نحو الأراضي الروسية في حين ندّدت الولايات المتحدة بـ”سيناريو” يقوم على الاستفزازات لتبرير تدخل عسكري روسي.

ويتواصل حوار الطرشان أيضا بين الولايات المتحدة التي تخشى غزوا لأوكرانيا ”في الأيام المقبلة”، وروسيا التي تنفي ان تكون تعد لهجوم.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن القصف في شرق أوكرانيا في الساعات ال48 الماضية هو جزء من جهود روسية لاختلاق ”استفزازات كاذبة” لتبرير مزيد من ”العدوان” ضد الجمهورية السوفياتية السابقة.

بدوره أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الجمعة أن واشنطن ترى ”المزيد” من القوات الروسية تتحرك باتجاه منطقة الحدود الأوكرانية رغم تصريحات موسكو عن انسحابات.

وقال أوستن في وارسو وإلى جانبه نظيره البولندي ماريوش بلاشتشاك ”رغم أن روسيا أعلنت أنها تعيد قواتها إلى الثكنات، لم نر ذلك بعد. في الحقيقة نرى المزيد من القوات تتحرك باتجاه تلك المنطقة، المنطقة الحدودية”.

وأعلن البيت الأبيض ان الرئيس الأميركي جو بايدن سيتحدث مجددا عن الأزمة مع روسيا في شان أوكرانيا الجمعة في الساعة 16,00 (21,00 ت غ).

وقالت الرئاسة ان بايدن سيتناول ”الجهود” الدبلوماسية و”نشر روسيا لقوات عسكرية على الحدود مع أوكرانيا”. وسيدلي بمداخلته بعيد اجتماع أزمة جديد عبر الهاتف مع قادة الدول الحليفة لواشنطن، يعقد في الساعة 14,30 (19,30 ت غ).

من جهته، اتّهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة لدى استقباله نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو في موسكو أوكرانيا برفض الانخراط في حوار مع الانفصاليين وقال ”في الوقت الحاضر نرى تدهورا للوضع” في شرق أوكرانيا.

وعصرا كان لا يزال يسمع دوي القصف في مدينة ستانيتسا لوغانسكا في شرق أوكرانيا الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، وفق مراسلي وكالة فرانس برس.

وكانت هذه المدينة تعرضت الخميس لقصف ألحق أضرارا في روضة اطفال ومنازل عدة فيما لا يزال التيار الكهربائي مقطوعا في جزء منها.

وأعلن قائد ”جمهورية” دونتيسك الانفصالية الموالية لروسيا، إجلاء مدنيين باتجاه الأراضي الروسية متهما كييف بالتحضير لغزو بعد تصعيد أمني.

وقال دنيس بوشيلين في كلمة مصورة نشرت على حسابه عبر ”تلغرام”، ”اعتبارا من اليوم تقام عملية مغادرة كثيفة ومنظمة للسكان باتجاه روسيا وسيتم أولا إجلاء النساء والأطفال والمسنين”.

كذلك حض زعيم الانفصاليين في إقليم لوغانسك بشرق أوكرانيا ليونيد باسيشنيك، السكان على المغادرة والتوجه إلى روسيا ”منعا لوقوع إصابات في صفوف المدنيين”.

- تصعيد امني -

وأكدت روسيا الجمعة مجددا أنها اجرت انسحابات جديدة لقواتها من الحدود مع أوكرانيا وهي معلومات تشكك بها كييف والدول الغربية.

وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف ”هذا لا يحصل” مشددا على أن روسيا حشدت 149 ألف جندي عند حدودها مع أوكرانيا.

وتقول واشنطن إن روسيا تبحث عن ذريعة لشن هجوم على أوكرانيا وقد يكون تجدد أعمال العنف في دونباس يندرج في هذا الإطار إذ تنصّب موسكو نفسها مدافعا عن الناطقين بالروسية في المنطقة وقد منحتهم جوازات روسية.

وأفاد الجيش الأوكراني بتسجيل 45 انتهاكا لاتفاق وقف إطلاق النار منذ صباح الجمعة على خطة الجبهة بطول مئات الكيلومترات.

وأشار الانفصاليون بدورهم إلى حصول 27 انتهاكا من جانب الجيش الأوكراني.

وتحدث مراقبون من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عن زيادة كبيرة في عمليات إطلاق النار بتسجيل 189 انتهاكًا لوقف إطلاق النار في منطقة دونيتسك الخميس، بزيادة 24 عن اليوم السابق.

وفي منطقة لوغانسك الانفصالية في الشرق الأوكراني تم الإبلاغ عن 402 انتهاك مقابل 129 الأربعاء.

من جهته اتّهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بالانحياز وبـ”التقليل من النقاط التي تظهر مسؤولية القوات المسلّحة الأوكرانية”.

وكانت اتفاقات سلام وقعت العام 2015 في مينسك سمحت بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتراجع كبير في المواجهات إلا ان حوادث متفرقة تسجل بانتظام على خط الجبهة.

على الصعيد الدبلوماسي، يعقد الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة اجتماعا افتراضيا مع قادة دول أوروبية عدة والحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي.

- سابقة في جورجيا -

في بروكسل، دعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الجمعة الى ”وقف العمليات العسكرية” التي ”تضاعفت” في شرق اوكرانيا، وحيث ”الضغط العسكري الروسي لا يتراجع”.

ونددت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ”بنشر غير مسبوق لقوّات عند الحدود مع أوكرانيا ومطالب تعود إلى حقبة الحرب الباردة، تتحدّى روسيا المبادئ الأساسيّة لنظام السلام الأوروبي”، داعيةً موسكو إلى إظهار ”جهود جادّة لخفض التصعيد”.

وتُعتبر روسيا التي تطالب بضمانات أمنية مثل انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي من أوروبا الشرقية الراعي العسكري والأمني للانفصاليين في شرق أوكرانيا.

ويذكر تصعيد القصف على طول خط الجبهة الأوكرانية بوضع جورجيا العام 2008 عندما شنت القوات الجورجية هجوما على منطقة أوسيتيا الجنوبية الانفصالية بعد تبادل للقصف استمر أياما.

واتهمت موسكو يومها تبيليسي بالعدوان على جنود روس دوليين ومواطنين روس يقيمون في أوسيتيا الجنوبية، لتشن هجوما مدمرا.

واسفر النزاع عن مقتل مئات الأشخاص وأفضى إلى اعتراف موسكو باستقلال اوسيتيا الجنوبية ومنطقة أبخازيا الجورجية الانفصالية أيضا.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!