أزمة أوكرانيا أرخت بظلالها على رحلة بلينكن لبناء جسور مع آسيا

قبل 2 سنة | الأخبار | تقارير
مشاركة |

أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيراه الياباني والكوري الجنوبي وقوف بلدانهم صفا واحدا في مواجهة التهديدات الأمنية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ السبت، رغم انشغال واشنطن بأزمة أوكرانيا.

 

والتقى بلينكن ووزير خارجية كوريا الجنوبية تشونغ إيوي يونغ ووزير الخارجية الياباني هاياشي يوشيماسا في هونولولو ليوم واحد من محادثات ركزت على التهديد النووي لكوريا الشمالية بالإضافة إلى توسع النفوذ الصيني.

 

ونظّمت واشنطن الاجتماع كمحطة ثالثة في جولة دبلوماسية عبر المحيط الهادئ تهدف إلى إعادة تأكيد انعطافة واشنطن نحو آسيا رغم أن هذه السياسة تحصل بشكل متقطع.

 

حضر بلينكن أولا في ميلبورن اجتماعا للتحالف الرباعي (كواد) في ملبورن، وهو تحالف يضم أستراليا واليابان والهند والولايات المتحدة، يهدف إلى إضعاف سياسة بكين العسكرية التوسعية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

 

ثم سافر وزير الخارجية الأميركي إلى فيجي لحضور اجتماع افتراضي لممثلي 17 بلدا من جزر المحيط الهادئ تقع أيضا في مرمى طموحات الصين الاقتصادية والسياسية والعسكرية.

 

وقال مسؤولون أميركيون إن الزيارة تهدف إلى طمأنة الدول في كل أنحاء المنطقة بأن واشنطن ما زالت مهتمة جدا بقضاياها.

 

وخلال هذه الرحلة التي استغرقت أسبوعا، أصدر البيت الأبيض استراتيجيته لما أعاد تسميته "منطقة المحيطين الهندي والهادئ"، في وثيقة من 18 صفحة تؤكد المكانة المركزية للمنطقة في السياسة الأميركية.

 

وقال بلينكن من هونولولو السبت في ختام جولته "هذه الاستراتيجية تعكس الحقيقة الجوهرية المتمثلة في أن ما يحدث في هذه المنطقة (...) سيشكل حياة الأميركيين وحياة كل الأشخاص في كل أنحاء العالم".

 

ورغم ذلك، في كل محطة من جولة بلينكن الدبلوماسية عبر المحيط الهادئ، كان التهديد بغزو روسي محتمل لأوكرانيا يحظى باهتمام واشنطن بشكل شبه تام وقد أثار مخاوف نظرائها.

 

فأمضى بلينكن معظم وقته يعلق على الأزمة الأوكرانية مع نظرائه من الدول الحليفة ونظيره الروسي سيرغي لافروف.

 

وفي كل مؤتمر صحافي كان الهدف منه إظهار مدى تركيز الولايات المتحدة على شؤون منطقة آسيا والمحيط الهادئ، تركز الاهتمام بدلا من ذلك على تصريح بلينكن بأن روسيا قد تغزو أوكرانيا في غضون أيام.

 

- تعزيز التحالف الرباعي -

 

غير أن رسالة بلينكن لقيت استحسانا.

 

في ملبورن، سعت دول التحالف الأربع إلى تعزيز تحالفها وتوسيعه من التدريبات البحرية الثنائية "مالابار" القائمة بين الولايات المتحدة والهند وتوزيع لقاحات مضادة لكوفيد-19، ليشمل مجالات أخرى بما فيها تغيّر المناخ والأمن السيبراني والبنى التحتية والإغاثة في حالات الكوارث.

 

كما شددت في تصريحات متكررة على استعدادها للعمل مع رابطة أمم جنوب شرق آسيا (آسيان)، الواقعة في قلب سياسة التوسع الصينية.

 

في فيجي، قال بلينكن إن الولايات المتحدة مستعدة لإنفاق أموال إضافية لدعم جزر المحيط الهادئ معلنا إعادة فتح سفارة أميركية في جزر سليمان حيث تنخرط الصين حاليا في السياسة والأمن المحلي.

 

وأغلقت الولايات المتحدة سفارتها في جزر سليمان عام 1993، وستكون إعادة فتاحها بمثابة رسالة مفادها أن الولايات المتحدة ستولي المزيد من الاهتمام إلى المنطقة التي غالبا ما يتم تجاهلها.

 

وقال جوناثان برايك من معهد "لوي إنستيتيوت" الأسترالي إن المحطة في جزر المحيط الهادئ "تعكس حقيقة عدم وجود كبير للولايات المتحدة في المحيط الهادئ".

 

وأضاف "من الواضح أن الولايات المتحدة قلقة بشأن تنامي الوجود الصيني في المنطقة" واصفا زيارة بلينكن بأنها "مهمة جدا".

 

كما كان احتمال غزو روسي لأوكرانيا ضمن المحادثات الثلاثية في هونولولو.

 

فقد تسبب الحرب اضطرابات اقتصادية يمكن أن تصل إلى آسيا. وطُلب من اليابان تحويل بعض إمداداتها من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا إذا قُطع الغاز الطبيعي الروسي عن القارة.

 

إلا أن اليابان وكوريا الجنوبية تريدان أن تبذل واشنطن المزيد من الجهود لجلب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى طاولة المفاوضات بعد تجاربه السبع الأخيرة لصواريخ باليستية.

 

وقال بلينكن إن كيم جونغ أون هو في "مرحلة استفزاز (...) أريد أن أؤكد أنه ليس لدينا نية عدائية تجاه جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية. ما زلنا منفتحين على الحوار دون شروط مسبقة".

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!