تحذير أممي من عمليات “انتقامية” لطالبان والإجلاء مستمر

قبل 2 سنة | الأخبار | عربي ودولي
مشاركة |

غادرت ثاني طائرة مستأجرة أفغانستان الجمعة لنقل أجانب وأفغان إلى قطر، في مؤشر على قرب موعد استئناف المطار نشاطه، فيما حذّرت الأمم المتحدة من وجود ”اتهامات ذات مصداقية” تتحدّث عن عمليات قتل انتقامية تنفّذها طالبان.

وأقلعت الطائرة بعدما غادر أكثر من مئة راكب، بينهم بعض الأميركيين، مطار كابول الخميس على متن أول رحلة من العاصمة الأفغانية تحمل على متنها أجانب منذ انتهاء عمليات الإجلاء التي أدارتها واشنطن في 30 آب/اغسطس.

وأشار البيت الأبيض إلى أن طالبان كانت ”مهنية” في سماحها للرحلة بالمغادرة، لكن مبعوثة الأمم المتحدة إلى أفغانستان ديبورا ليونز حذّرت من أن الحركة لربما تستهدف أشخاصا تعتبرهم أعداء.

وقالت في نيويورك ”نشعر بالقلق أيضا من أنه على الرغم من التصريحات العديدة التي تمنح عفوا شاملا لكثيرين.. كانت هناك اتهامات ذات مصداقية بوقوع عمليات قتل انتقامية”.

وأشارت إلى أن مسؤولي الأمن الأفغان وأشخاصا عملوا لحساب الحكومة السابقة باتوا عرضة للخطر.

في الأثناء، أشارت تقارير غير مؤكدة إلى أن طالبان قد تنظم مراسم لتنصيب الحكومة الجديدة السبت، الذي يصادف الذكرى الـ20 لاعتداءات 11 أيلول/سبتمبر التي أذنت بانتهاء أول فترة للحركة في الحكم.

وذكرت الخارجية الفرنسية أن مواطنين فرنسيين وأفراد عائلاتهم يشكّلون 49 من الركاب الذين كانوا على متن رحلة الجمعة.

ومع انتشار الأنباء عن استئناف رحلات الإجلاء، تجمّع بعض الأشخاص عند بوابات المطار مناشدين طالبان السماح لهم بالدخول.

وقالت امرأة كانت ضمن مجموعة من النساء والأطفال الذين كان كل منهم يحمل حقيبة ظهر ”إن لم تسمحوا لي بالمغادرة، اقتلوني فحسب!”.

ويخشى العديد من سكان العاصمة من عودة حكم الجماعة الإسلامية المتطرفة القمعي الذي عايشه الأفغان بين 1996-2001.

وبدأت الحركة بالفعل الفصل بين الطلبة وموظفي الصحة النساء والرجال، وأشارت إلى أنه يحظر على النساء ممارسة الرياضة فيما كشفت النقاب عن حكومة جميع أعضائها رجال ومن صفوف الحركة.

- تدفق الناس والمساعدات -

وكان أكثر من مئة راكب على متن رحلة للخطوط الجوية القطرية هبطت في الدوحة مساء الخميس، بعد عشرة أيام من انتهاء عملية إجلاء ضخمة وفوضوية شملت 120 ألف شخص تزامنا مع الانسحاب الأميركي.

وفي الأيام التي أعقبت وصول طالبان إلى السلطة، تحوّل المطار إلى رمز مأسوي لليأس السائد في أوساط الأفغان الذين يشعرون بالذعر من عودة الإسلاميين إلى السلطة، إذ احتشد الآلاف عند بواباته يوميا حتى أن البعض تعلّقوا بالطائرات أثناء مغادرتها.

وقتل أكثر من مئة شخص، بينهم 13 جنديا أميركيا، في هجوم انتحاري وقع على مقربة من المطار في 26 آب/اغسطس وتبناه الفصيل المحلي التابع لتنظيم الدولة الإسلامية.

وعملت قطر عن قرب مع تركيا لاستئناف العمليات في مطار كابول في أسرع وقت لإفساح المجال أمام تحرك الناس ووصول المساعدات.

وشددت طالبان مرارا على أنها لن تسعى للانتقام من أولئك الذين عملوا مع النظام السابق فيما سيتم السماح لجميع الأفغان بالسفر بحرية من البلاد فور استئناف الرحلات التجارية.

وتعهّدت الحركة الحكم بطريقة أكثر اعتدالا عما كان الوضع عليه في ولايتها الأولى، وذلك بعد 20 عاما من الإطاحة بنظامها إثر الغزو الذين قادته الولايات المتحدة.

لكنها أظهرت مؤشرات واضحة حتى الآن على أنها لن تتسامح مع أي معارضة.

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، فرّق مسلّحو طالبان مئات المتظاهرين، بإطلاق النار في الهواء أحيانا في مدن في أنحاء أفغانستان، بينها كابول وفايز أباد (شمال شرق) وهرات غربا، ما أدى إلى مقتل شخصين بإطلاق النار عليهما.

بدورها، قالت الناطقة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شامدساني الجمعة ”ندعو طالبان للتوقف فورا عن الاعتقال التعسفي واستخدام القوة بحق الأشخاص الذين يمارسون حقّهم في التجمّع السلمي والصحافيين الذين يغطون التظاهرات”.

وذكر مكتبها أن مسلّحين استخدموا الذخيرة الحية والسياط لتفريق الحشود، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل منذ منتصف آب/اغسطس.

كما عملت الحركة على منع أي تحركات مدنية وأعلنت أنه سيتعين الحصول على إذن مسبق من وزارة العدل قبل تنظيم أي تظاهرات فيما لن يسمح بالتظاهر ”في الوقت الحالي”.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!