غابات اليمن تختفي.. الحرب تهدد بتحويلها لصحراء جرداء

قبل 2 سنة | الأخبار | أخبار محلية
مشاركة |

حذر خبراء من أن غابات وأحراش اليمن مهددة بالزوال في بلد تمزقه الحرب منذ أكثر من 6 أعوام، وهو ما يهدده بأن يصبح صحراء قاحلة إذا استمرت عمليات التحطيب الجائرة فيه، وفقا لما ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية.

وأوضح رئيس التنوع البيولوجي والمحميات الطبيعية بهيئة حماية البيئة اليمنية في صنعاء، عبدالله أبو الفتوح، أن الحطابين يقطعون حوالي 886 ألف شجرة سنويًا لتشغيل المخابز والمطاعم في العاصمة فقط.

وأشار إلى أنه قد جرى قطع حوالي 5 ملايين شجرة خلال السنوات الثلاث الماضية في جميع أنحاء شمالي اليمن الخاضع معظمه لسيطرة جماعة "أنصار الله" الحوثية.

ولفت أبو الفتوح إلى أن ذلك "يعادل مساحة 213 كيلومترًا مربعًا (82 ميلًا مربعًا) من الغابات، مع العلم أن 3.3 بالمائة فقط من إجمالي مساحة اليمن مصنفة على أنها غابات".

ولم تستطع هيئة البيئة تقديم أرقام مقارنة معتبرة أن هذه ظاهرة قطع الأشجار بهذه الكثافة تعتبر ظاهرة حديثة على الشعب اليمني.

"للضرورة أحكام قاسية"

وقد أسفرت الحرب بين الحكومة المعترف دوليا بها والمدعومة من تحالف تقوده السعودية وبين ميليشيات الحوثي المتحالفة مع إيران عن مقتل عشرات الآلاف وتركت 80 في المائة من سكان اليمن يعتمدون على المساعدات.

وبالتالي دفع نقص الوقود في المناطق التي تسيطر عليها جماعة أنصار الله الكثير من أرباب العمل والسكان إلى استبدال الديزل والغاز بالحطب لتشغيل منشآتهم و لطهي طعامهم وغير ذلك من احتياجات المعيشة.

وكان اكتشاف الغاز في محافظة مأرب في الثمانينيات من القرن الماضي قد جعل قطع الأخشاب مقصورًا على المناطق النائية، بيد أن الحرب أوقفت تقريبا إنتاج الطاقة في اليمن، مما أدى إلى الاعتماد أولاً على الواردات وحاليا على أخشاب الأشجار التي كانت تستخدم سابقا فقط في بناء المنازل.

ولا يوجد في اليمن مساحات واسعة من الغابات، بيد أنها تتميز بالتنوع والغنى حيث يوجد فيها عدة أنواع من أشجار الأكاسيا والأرز والتنوب وغيرها، ويشتري الحطابون الذين لديهم الإمكانيات المالية شجرة أكاسيا من مالكي الأراضي بما يعادل حوالي 100 دولار قبل أن يبيعوا أخشابها إلى التجار الذين يشحنونها إلى المدن.

وتباع الشحنة التي يعادل وزنها 5 أطنان بمبلغ يتراوح بين 300 إلى 700 دولار في صنعاء، وذلك وفقا لنوعية الحطب ومدى طول مسافة نقله، وفي هذا الصدد يقول الحطاب سليمان جبران، الذي يكسب قوته من بيع الأخشاب للتجار "هذه الأيام الطلب مرتفع للغاية".

ويتابع: "نخشى أن تتحول البلاد إلى صحراء، وهذا ما بدأ يحدث بالفعل.. لم تعد ترى الأشجار التي كانت تغطي الكثير من الجبال ذات يوم".

والغابات مملوكة إلى حد كبير للقطاع الخاص، وكان يُسمح تقليديًا للأسر الفقيرة بقطع الأخشاب مجانًا طالما أنها تقطع الأغصان فقط دون قطع الجذوع، ولكن الحطاب علي العمادي الذي يقضي ساعات طوال في تقطيع أشجار الأكاسيا بمحافظة المحويت شمالي صنعاء يرى أنه لم يعد يملك سوى هذه المهنة لإعالة أسرته في بلد تهدد المجاعة معظم سكانه.

ويردف العمادي الذي لديه سبعة أطفال: "إذا توفرت كمية جيدة من الأخشاب، فإننا نكسب رزقنا..  إذا حصلت على مقابل، نستطيع أن نأكل".

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!