المجلس الانتقالي يؤسس لجولة جديدة من الصراع بين الضالع وأبين

قبل 2 سنة | الأخبار | أخبار محلية
مشاركة |

قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني، الدكتور عادل الشجاع، إن المجلس الانتقالي الجنوبي، يؤسس لجولة جديدة من الصراع بين الضالع وأبين.

وأضاف الشجاع، في مقاله له، تابعه محرر “المشهد الدولي”، إن “الانتقالي خرج من رحم حركة جنوبية واسعة كان لها مطالب حقوقية، لكنه حولها إلى مطلب انفصالي تحت مزاعم استعادة دولة الجنوب، وهو بذلك يعيد إحياء الصراع التاريخي بين الضالع وأبين، فبرغم صغر حجم أبين إلا أنها قدمت ثلاثة رؤساء ومازالت مهيمنة حتى الآن، وهذا ما دفع عيدروس الزبيدي لتسمية نفسه بالرئيس محاولا منافسة الرئيس هادي، مع الفارق بينهما، أن هادي رئيسا شرعيا ولكل اليمنيين، بينما عيدروس رئيسا لمليشيا عجز عن تقديم نفسه باسم مشروع وطني جامع حتى على مستوى الجنوب، فالمواطن الجنوبي لم يلمس شيئا حتى الآن من قبل الانتقالي، ويرى أن معاناته من أجل لا شيء، فحقوقه مازالت مهدورة ومعاناته تزداد يوما بعد يوم”.

وقال الشجاع، إن “الانتقالي ينطلق في مشروعه من هوية مناطقية تابعة ومشوهة، ويحاول محو الهوية الجامعة، لذلك فهو يحاول البحث عن سند تاريخي يمكنه من فصل هوية الجنوب عن هوية اليمن ويعيق الوحدة الوطنية ويعزز الانقسام لكي يضعف القدرة الكلية للشعب اليمني ويحاول تقوية الشعور بالمصالح الفردية، والحقيقة أنه يؤسس لصراع مناطقي قادم طرفاه أبين والضالع وحلفاؤهم، فالتاريخ يقول إن أبين والضالع جربتا كل آلية يمكن تصورها لتقاسم السلطة في الماضي ولكن دون جدوى، وعوامل الاستبداد اليوم من كلا الطرفين ترشح لجولة جديدة من الصراع، ويكمن الحل في الانضواء تحت لافتة المشروع الوطني الكبير الذي ناضل من أجله ثوار اكتوبر وسبتمبر”.

وأضاف: “كانت هناك فرصة كبيرة للانتقالي بأن يصبح قائدا للمشروع الوطني الجامع وكانت الجماهير ستلتف حوله ، لكنه بدأ مشواره بتزوير الجغرافيا ومحاولة تبديلها، حينما لجأ إلى طرد أبناء المحافظات الشمالية ومصادرة أملاكهم، وهذا يدل على أن قيادات الانتقالي لم تقرأ التاريخ، وإلا كانت أدركت أن ثوار اكتوبر لم ينجحوا إلا بالتحامهم مع إخوانهم في المحافظات الشمالية وكذلك ثوار سبتمبر لم ينجحوا إلا بانطلاقهم من المحافظات الجنوبية، وأن قضية اليمن قضية واحدة لا تتجزأ عبر التاريخ”.

وأضاف: “بما أن الانتقالي انسلخ من حركة وطنية كبيرة كانت تنادي بالإصلاحات السياسية والاقتصادية فقد انضوى في إطار مشروع غير وطني وتحول إلى تحدٍ يواجه أمن اليمن واستقراره وتعطيل الشرعية وقد كان جزءا أصيلا فيها وفضل الارتباط بالمشاريع الإقليمية وتعريضه وحدة المجتمع اليمني لخطر عدم الاستقرار المحلي والإقليمي”.

وأشار إلى أن “تفكير مليشيات الانتقالي لا يمت بصلة إلى العصر الحديث ولا إلى منطق الدولة العصرية، فولاء هؤلاء لدولة أخرى ، حتى بعد أن أصبحوا حكاما في المناطق التي انقلبوا فيها على الشرعية ، فلا يمكن لأحد أن يستوعب أن شخصا سويا في موقع المسؤلية يمكن أن يقف ضد مصلحة بلده”.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!