الإندبندنت: بايدن يفتخر بطبيعته الرحيمة لكننا لم نرها في النزاع الحالي بغزة

قبل 2 سنة | الأخبار | عربي ودولي
مشاركة |

قالت صحيفة “إندبندنت” في افتتاحيتها إن النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني ترك تداعياته على الطرفين سواء من خلال صواريخ حماس أو سياسة “القبضة الحديدية” التي يستخدمها رئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ضد المدنيين في غزة.

وقالت إن الحكومة الإسرائيلية قاومت حتى الآن إغراء عملية عسكرية برية واجتياح كما فعلت في الحروب السابقة. والسبب أنها لن تنجح على المدى البعيد كما حدث في حروب سابقة. وربما لأن الجيش الإسرائيلي نصح الحكومة بعدم التفكير بعملية كهذه.

فمن ناحية انتقامية، تبدو العملية جذابة وبخاصة لرئيس الوزراء نتنياهو الذي بات رائدا في العدوانية الديكتاتورية القوية الذي ينتعش من خلال استخدام القوة الغاشمة، وهو جزء من مجموعة تضم رجب طيب أردوغان وناريندرا مودي وفلاديمير بوتين وحتى وقت قريب دونالد ترامب. وقالت الصحيفة إن حماس، هي مذنبة بجرائم حرب وما تقوله إنها تحاول التقليل من الضحايا المدنيين مجرد نفاق. ولكن في سياق النصر الحاسم على حماس فإن غزوا لغزة سيكون مصيره الفشل ويعرف الإسرائيليون هذا. وبنفس القدر لن تسرع حماس بناء دولة فلسطينية فاعلة عبر قتل المدنيين الإسرائيليين. وبالتأكيد كلما كانت القوات الإسرائيلية قاسية وصواريخ حماس كلما بات حلم السلام بعيدا. وقالت إن هناك أمل قليل من أجل تخفيض التوتر، ويحتاج الأمر لوقت من أجل تعمل الدبلوماسية الهادئة عملها سواء من الأمم المتحدة، مصر وقطر والولايات المتحدة. وفي الوقت الحالي يريد كل طرف “حماية” شعبه، مع أن العملية تبدو بالعكس. والإسرائيليون بالتحديد، سيردون على الضغط السياسي لو مورس بمهارة وشدة.

وسواء استطاع مبعوث جوزيف بايدن، هادي عمر عمل شيء أم لا، فهناك شك. فكنائب لمساعد وزير الخارجية للشؤون الإسرائيلية- الفلسطينية، فهو بدون شك، يعرف عمله، ولكنه يظل محدودا في قدرته على تحقيق اتفاقية تاريخية، فهو ليس هنري كيسنجر. ولكن جهوده تدعمها مكالمات من الرئيس بايدن والاتصالات السرية. وتحتاج الولايات المتحدة لممارسة ضغوط دبلوماسية حتى وإن رفضت التواصل المباشر مع حماس. وعلى خلاف سابقيه، وبخاصة دونالد ترامب فبايدن أظهر ميلا قليلا للتورط في الشرق الأوسط، مثلما تظهر رغبته بالخروج من أفغانستان والعراق.

وهذا أمر مفهوم لأن معظم مبادرات السلام عادة ما تغرق في الرمال وحتى تلك التي يتم تكريم المساهمين بها بجوائز نوبل، فهي لا تستمر. ففي اليمن، الحرب المنسية مثل العراق وسوريا يبدو أن أمريكا مع السعودية وإيران وروسيا رضيت بحرب وكالة منخفضة الوتيرة للدفاع عن مصالحها.

ولا يريد بايدن أن يكون رئيسا آخر يتسبب بخسارة ألاف الأرواح ومليارات الدولارات وبدون داع.

وتقول الصحيفة إننا تعلمنا من التاريخ أن إهمال الخلافات المستمرة والحروب لا يؤدي إلى خسارة أرواح فقط ولكن يعرض أمريكا والغرب للهجمات فاستقرار الشرق الأوسط، قد يكون مجرد حلم عابث ولكن البيت الأبيض يستطيع عمل الكثير للتدخل ووقف الذبح.

ويمكن لبايدن أن يرسل وزير خارجيته أو نائبته أو أي شخص له وزن سياسي إلى المنطقة لكي يفهم إسرائيل أنها لا تحظى بدعم أمريكي غير مشروط. وحتى يحدث هذا فبايدن سعيد لكي يمرر الدور وبخنوع إلى الصين التي أظهرت رغبة بالتأكيد على اهتمامها بالسلام. وبالتأكيد فقد حركت الأحداث وما يجري للمدنيين مشاعر أمريكا، وعادة ما يفتخر بايدن بكونه رجل متعاطف ورحيم ولكننا لم نر الكثير من رحمته وتعاطفه في الأيام الماضية.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!