مواجهات في الضفة الغربية تفتح على الإسرائيليين جبهة ثالثة

قبل 2 سنة | الأخبار | عربي ودولي
مشاركة |

وقعت الجمعة مواجهات عنيفة في الضفة الغربية المحتلة مع القوات الإسرائيلية قتل فيها سبعة فلسطينيين، في جبهة ثالثة بات يقاتل عليها الإسرائيليون، الى جانب التصعيد الدامي المتواصل منذ خمسة أيام مع قطاع غزة والمواجهات التي لم يسبق لها مثيل منذ سنوات في البلدات المختلطة العربية واليهودية.

وبدأت المواجهات في عدد من بلدات ومدن الضفة الغربية المحتلة بتظاهرات غاضبة تضامنا مع الفلسطينيين في غزة والقدس الشرقية المحتلة التي انطلق منها التوتر قبل أسابيع. ثم تطورت الى صدامات عنيفة مع الجيش قتل فيها سبعة فلسطينيين، وأصيب أكثر من 150 بجروح، وفق وزارة الصحة الفلسطينية والهلال الأحمر الفلسطيني.

في الوقت نفسه، تبقي إسرائيل الضغط على قطاع غزة، فتواصل قصفه بالطائرات والمدفعية. وتسببت الضربات الإسرائيلية منذ الاثنين بمقتل أكثر من 122 شخصا، وبدمار كبير.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن الضربات لن تنتهي قريبا. وأضاف في بيان صدر إثر اجتماع في وزارة الدفاع ”قلت إننا سنكبّد حماس ومجموعات إرهابية أخرى خسائر كبيرة (...). إنهم يدفعون وسيظلون يدفعون ثمنا باهظا. الأمر لم ينته بعد”.

في الوقت ذاته، تواصل حركة حماس والفصائل الفلسطينية إطلاق دفعات متتالية من الصواريخ من القطاع المحاصر في اتّجاه المدن والبلدات الإسرائيلية، حيث قتل تسعة أشخاص منذ الاثنين.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه قام بعمليات ليلية شملت غارات لطائرات مقاتلة وقصف دبابات استهدفت شبكة أنفاق تابعة لحماس حفرت تحت مناطق مدنية.

وأضاءت سماء غزة كرات كبيرة من اللهب البرتقالي ليلا. ودمّرت منازل عديدة، أو لحقت أضرار جسيمة بها في القطاع المكتظ بالسكان، وفقًا لمراسلي وكالة فرانس برس .

وشبّه الفتى محمد نجيب (16 عاما) من سكان حي الرمال في مدينة غزة، القصف بـ ”فيلم رعب”.

ويعتبر هذا القتال الأشد منذ حرب 2014 بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة.

وعزز الجيش الإسرائيلي انتشار دباباته ومدرعاته على تخوم القطاع. وقال المتحدث باسم الجيش جوناثان كونريكوس الجمعة إن القوات البرية شاركت في الهجوم ضد الأنفاق في غزة من الأراضي الإسرائيلية.

وأطلق في اتجاه إسرائيل أكثر من 1800 صاروخ منذ الاثنين من قطاع غزة، وفق الجيش الإسرائيلي الذي أشار الى أن منظومة ”القبة الحديدية” الصاروخية الدفاعية اعترضت 90 في المئة منها.

واستهدفت اسرائيل نحو 750 هدفا في قطاع غزة، قالت إنها أهداف عسكرية بينها منشآت لتصنيع القنابل التابعة لحماس ومنازل لقادة كبار.

ويقدر أن أكثر من 30 من قادة حماس وحليفتها حركة الجهاد الإسلامي قتلوا في الضربات الإسرائيلية.

وتمت تسوية ثلاثة أبراج في غزة بالأرض، بينما دفع القصف العنيف عائلات كثيرة الى مغادرة منازلها ومحاولة البحث عن مكان أكثر أمنا.

- جبهة الداخل -

في الداخل الإسرائيلي، تواصل قوات الأمن محاولة احتواء المواجهات وأعمال الشغب الدامية بين اليهود والعرب في البلدات المختلطة.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن واشنطن ”قلقة للغاية بشأن العنف في شوارع إسرائيل”، وحثت وزارة الخارجية رعاياها على تجنب السفر إلى إسرائيل بسبب أعمال العنف.

وتخلّلت المواجهات في المدن المختلطة أعمال شغب وتحطيم وإحراق سيارات.

وأمر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الخميس بإرسال ”تعزيزات مكثّفة” من القوى الأمنية إلى تلك المدن.

وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد إنه تم اعتقال أكثر من 750 من ”مثيري الشغب” هذا الأسبوع بينهم أكثر من 100 الليلة الماضية، وتم تمديد اعتقال أكثر من 400 على ذمة التحقيق.

وأضاف أن الاعتقالات شملت يهودا إسرائيليين ”كانوا يتجولون بحثا عن المشاكل” في مدينتي نتانيا وبئر السبع، بينما هاجم مواطنون عرب الشرطة ”بالزجاجات الحارقة”.

وقال نتانياهو الجمعة تعليقا على المواجهات في البلدات المختلطة، وفق بيان باللغة العربية، ”قلت اليوم وأكرر، ندعم أفراد الشرطة وجنود حرس الحدود وأفراد قوات الأمن الأخرى دعما كاملا، من أجل استعادة القانون والنظام العام”.

وأضاف انه تمّ منح هذه القوات ”صلاحيات الطوارىء”، وبالتالي يمكنها ”إشراك جنود جيش الدفاع وجهاز الأمن الداخلي” في عملها.

واعتبر ”كل هذه الإجراءات مهمة وشرعية وضرورية من أجل وقف العربدة داخل دولة إسرائيل”، داعيا ”مجددا المواطنين الإسرائيليين إلى عدم تطبيق القانون بأنفسهم، ومن يفعل ذلك سيعاقب بشدة”.

وقال ”لا شيء يبرر قتل العرب من قِبل اليهود ولا شيء يبرر قتل اليهود من قِبل العرب”.

- مجلس الأمن الأحد -

قالت الأمم المتحدة إن مجلس الأمن سيجتمع الأحد للبحث في التطورات في المنطقة. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مساء الخميس إلى ”وقف التصعيد والأعمال العدائية فورا في غزة وإسرائيل”.

وشدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة على ”الضرورة الملحة لعودة السلام” في الشرق الأوسط، مؤكدا خلال محادثة مع نتانياهو ”حق إسرائيل في الدفاع عن النفس”، ومعربا في الوقت نفسه عن ”قلقه على السكان المدنيين في غزة”.

وكان اتصل الخميس بالرئيس الفلسطيني محمود عباس.

في النمسا، رفعت السلطات العلم الإسرائيلي على عدد من المباني الرسمية الجمعة تعبيرا عن تضامنها مع الدولة العبرية في مواجهة ”الهجمات” التي تطلقها من ”قطاع غزة” حركة ”حماس ومجموعات إرهابية أخرى”، ومثلها فعلت سلوفينيا.

في عمان، تظاهر آلاف الأردنيين الجمعة في العاصمة وقرب الحدود مع إسرائيل والضفة الغربية المحتلة، تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة والقدس.

في لبنان، أصيب لبنانيان بنيران إسرائيلية إثر محاولة متظاهرين تجمعوا للتنديد بالتصعيد في قطاع غزة، اجتياز السياج الشائك الفاصل بين جنوب لبنان ومستوطنة المطلة الحدودية. ثم توفي أحدهم متأثرا بجروحه.

ورفع بعض المشاركين في التظاهرة العلم الفلسطيني ورايات حزب الله الصفراء.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!