أُطلقت ستة صواريخ مساء الإثنين على قاعدة جوية شمال بغداد تضم جنودا أميركيين، وفق ما أفاد مسؤول أمني وكالة فرانس برس، مشيرا إلى تعرّض موظف أجنبي في شركة أميركية لإصابة طفيفة.
وكانت قد اطلقت دفعة أولى من ثلاثة صواريخ أعقبتها بعد نحو 15 دقيقة دفعة ثانية مماثلة، وفق المصدر الأمني الذي طلب عدم كشف هويته. وأوضح المصدر أن الصواريخ سقطت على مقربة من قاعدة بلد الجوية ولم تصبها.
وأكد المصدر أن الجنود الأميركيين كانوا داخل القاعدة وأن موظفا أجنبيا في شركة الصيانة الأميركية ساليبورت تعرّض لإصابة طفيفة.
وسارعت وزارة الدفاع الأميركية إلى التأكيد أن “القاعدة عراقية” وأن “أحدا من الجنود الأميركيين أو جنود التحالف لم يصب"، وفق بيان للمتحدثة باسم البنتاغون جيسيكا مكنالتي.
إلا أن المتحدثة اشارت الى أن “متعاقدين مع شركة أميركية خاصة يعملون في القاعدة لصالح العراقيين"، لافتة إلى عدم ورود أي تقارير على الفور عن وقوع أضررا أو سقوط ضحايا أميركيين.
والهجوم الصاروخي هو الثاني في أقل من 24 ساعة بعدما استهدف صاروخان مساء الاحد مطار بغداد حيث يتمركز أيضا جنود أميركيون في إطار قوة التحالف للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية.
وسقطت الصواريخ في منطقة تضم مراكز الشركات الأميركية اللوجستية وخصوصا ساليبورت التي تؤمن الصيانة لمقاتلات اف-16.
وفي 4 نيسان/ابريل سقط صاروخان قرب القاعدة التي استهدفت الاثنين بدون وقوع ضحايا او اضرار.
ولم تتبن أي جهة على الفور الهجوم لكن واشنطن تتهم باستمرار الجماعات المسلحة العراقية المقربة من إيران باستهداف قواتها ودبلوماسييها في بغداد والقواعد العسكرية التي ينتشرون فيها في البلاد.
وتعرضت قوافل لوجستية عراقية للتحالف وقواعد ينتشر فيها جنود اميركيون او بعثات دبلوماسية اميركية لثلاثين هجوما منذ تولي جو بايدن الرئاسة نهاية كانون الثاني/يناير.
وجراء هذه الهجمات قتل متعاقدان أجنبيان ومتعاقد عراقي وثمانية مدنيين عراقيين.
ومنذ خريف 2019، استهدفت عشرات الهجمات منشآت عسكرية ودبلوماسية غربية وخصوصا أميركية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
وفي منتصف نيسان/أبريل استهدف هجوم مطار أربيل الدولي بكردستان في شمال العراق حيث يتمركز عسكريون أميركيون، نفّذ للمرة الأولى عبر طائرة مسيرة.
وعادة ما تتبنى الهجمات مجموعات غير معروفة غالبا ما تكون واجهة لفصائل عراقية موالية لإيران، وفق خبراء يستندون في تحليلهم لدعوات يطلقها قادة هذه الفصائل يهددون فيها باستهداف العسكريين الأميركيين المنتشرين في العراق حاليا والبالغ عديدهم 2500 جندي.
في الأشهر الأخيرة ضاعف قادة الحشد الشعبي المؤلف من فصائل مسلّحة باتت منضوية في إطار مؤسسات الدولة العراقية، تهديداتهم للولايات المتحدة متوعّدين بالتصعيد.
ويعتبر خبراء أن الهجمات تقع أحيانا خلافا لما تشتهيه طهران الساعية إلى احتواء التصعيد والعودة إلى الالتزام ببنود الاتفاق النووي المبرم مع الدول الكبرى في العام 2015.
وحاليا تجرى في فيينا محادثات لإحياء الاتفاق مدفوعة بوصول إدارة أميركية جديدة إلى البيت الأبيض.