ما هي المهمة الامارتية التي ينفذها رئيس الوزراء في المكلا؟!

قبل 2 سنة | الأخبار | أخبار محلية
مشاركة |

 

 

الإمارات التي منعت رئيس الجمهورية والحكومة من العودة الى العاصمة المؤقتة عدن طيلة السنوات الماضية هي من استدعت فجأة رئيس الوزراء معين عبدالملك الى مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت؛ فلماذا هذا الاستدعاء وهذا الترتيب والاحتفاء؟!

 

نستحضر قصص منع الحكومة من العودة الى عدن وافتعال الازمات إبان عودة الحكومة أيام رئيس الوزراء السابق احمد عبيد بن دغر، وايضا منع وزراء بعينهم من العودة الى عدن مثل وزير الشباب والرياضة نايف البكري.

 

السيناريو يتكرر هذه المرة فقبل زيارة رئيس الوزراء الى المكلا بنحو اسبوع يتصل مكتبه لوزراء الداخلية والاعلام والشباب والرياضة والاوقاف ويطلب منهم تجهيز أنفسهم لمرافقة رئيس الوزراء في زيارته الى المكلا، وبالفعل جهز الوزراء انفسهم وحزموا حقائبهم واضطر وزير الداخلية للسفر من عدن الى الرياض لذات الغرض وقاموا قبل موعد السفر بيومين باجراء فحص كورونا وفجأة يأتيهم اتصال من مكتب رئيس الوزراء بأن زيارة المكلا تأجلت.

 

لم يتوقف الامر عند هذا الحد فبعد ساعات من الإتصالات يظهر رئيس الوزراء بالمكلا برفقة مكتبه، واثناء وصوله الى المطار تمنع القوة الاماراتية التي تتحكم بالمطار وبساحل حضرموت وكيل الوادي والصحراء عصام الكثيري من الدخول الى مدرج هبوط الطائرات لاستقبال رئيس الوزراء كما تمنع ايضا اللواء صالح طيمس قائد المنطقة العسكرية الأولى وهما اللذين تحركا من مدينة سيئون لذات الغرض.

 

لاحقا تكشفت المسألة وتأكد الجميع أن دولة الإمارات طلبت كشف من رئيس الوزراء بأسماء الوزراء الذين سيرافقونه في زيارته وشطبت الاسماء غير المرغوب فيها من قبلهم وكان وزراء الداخلية والاعلام والشباب والاوقاف على رأس هذه الاسماء .

 

 ولم يكن أمام رئيس الحكومة معين عبدالملك سوى اختلاق الكذبة كما حدث سابقا مع وزير الثروة السمكية الاستاذ فهد كفاين حيث تم ابلاغه بالتجهز لمرافقة رئيس الوزراء اثناء زيارته الرسمية الاخيرة للقاهرة وقبل السفر بساعات تم ابلاغ كفاين انه مصاب بكورونا رغم انه لا يشعر بأعراض وبالفعل غادر رئيس الوزراء والوفد المرافق له بدون وزير الثروة السمكية الذي ذهب لاجراء فحص كورونا للتأكد من سلامته وفعلا ظهرت النتيجة بأنه سليم وأن سبب المنع كان من الامارات التي رتبت الزيارة لمصر.

 

على المستوى السياسي والشعبي فإن تصرف الامارات فعل صبياني ويخدم الشرعية أكثر مما يلحق الضرر بها، فالصغار وحدهم من يلجأون لمثل هذا السلوك، لكن المؤسف هو انبطاح رئيس الوزراء الذي لا يحرك ساكنا ولا يحتج حتى على سمعته التي يتم المرمطة بها، وكان الاولى به أن يقول للاماراتيين بأن هذا السلوك لن يخدمني ولن يخدمكم ويقدمنا بشكل مبتذل وطفولي، لكن حينما تضع الصدفة شخص في موقع رئيس الوزراء وهو لم يحلم بأن يكون رئيس قسم في جامعة تعز تكون النتيجة على هذه الشاكلة الانبطاحية.

 

والادهى من كل ذلك أن زيارة المكلا هي لتنفيذ مهمة تبييض وتلميع الإمارات والاحتفال بمرور 5 اعوام على تحرير المكلا من القاعدة، التحرير الذي لم تطلق فيه رصاصة واحدة ولم يقتل فيه أحد، التحرير الذي يحيط به الكثير من علامات الاستفهام، التحرير الذي كان بلا معركة، التحرير الذي كان عبارة عن دور استلام وتسليم بين القاعدة وبين الإمارات.

 

احتفل رئيس الوزراء بالذكرى الخامسة للتحرير والتي قال بأنها تستحق أن تكون عيدا لكل اليمنيين ودبج المدائح للإمارات وفي ذات الوقت لم يشعر بالخجل بأن من يقوم بمهمة غسل جرائمهم يوجهوا له الاهانات ويقدموه أمام زملائه الوزراء بأنه إمعه ومسير لا مخير ولا يمتلك حتى قرار  اختيار من يرافقه اثناء هذه الزيارة.

 

يحدث كل هذا ومأرب تواجه عدواناً بربرياً من مليشيا الحوثي الإرهابية منذ نحو عام وتصاعد خلال الأيام الأخيرة حيث حشدت المليشيات كل إمكاناتها البشرية وترسانة سلاحها، وأمام ذلك يبدو معين رئيساً لحكومة موزمبيق، فيما ابطال الجيش يواجهون ببسالة دون ان يتسلموا مرتباتهم منذ أكثر من عام.

 

المؤكد أن معين أراجوز لأبو ظبي، لكن لم نكن نتوقع أن يصل إلى هذا المستوى، وأن يتحول من رئيس الحكومة اليمنية، إلى مجرد مقدم خدمة ترويج فواصل إعلانية للامارات.

 

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!