كورونا يغرق الهند وبوادر انفراج في أوروبا

قبل 2 سنة | الأخبار | صحة
مشاركة |

سارعت الولايات المتحدة وبريطانيا إلى تزويد الهند الغارقة بموجة كوفيد غير مسبوقة بأجهزة تنفّس ومعدّات تطعيم الاثنين بينما رفعت إيطاليا العديد من قيود احتواء الوباء على أمل إطلاق موسم صيف شبه طبيعي.

وتواجه الهند تفشيا كارثيا للوباء أغرق مستشفياتها ومحارق الجثث التي باتت تعمل بكامل طاقتها.

ودفع الارتفاع الكبير في عدد الإصابات يوما تلو آخر عائلات المرضى للجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعي لبث نداءات من أجل الحصول على إمدادات الأكسجين ومعرفة المستشفيات التي تتوفر فيها أسرّة، فيما مددت سلطات العاصمة نيودلهي إغلاقا فرضته لمدة أسبوع.

لكن بدت الصورة أكثر إيجابية في أوروبا مع إعادة الحانات والمطاعم وصالات السينما وقاعات الحفلات الموسيقية فتح أبوابها في أنحاء إيطاليا الاثنين.

وفي محاولة لمنح اندفاع للأعمال التجارية، من المقرر أن يناقش البرلمان في روما خطة إنعاش اقتصادي حكومية قدرها 220 مليار يورو (266 مليار دولار) بتمويل من الاتحاد الأوروبي.

وأقر رئيس الوزراء ماريو دراغي بأنه قام بـ"مخاطرة محسوبة" عبر قرار إعادة فتح البلاد في وقت تتحسن الأرقام المرتبطة بالفيروس رغم أن أعداد الوفيات لا تزال بالمئات يوميا.

وقال نادل في مطعم قرب نافورة تريفي في روما يدعى دانيال فيسبا (26 عاما) "وأخيرا!"، بينما كان يستعد لعودة الزبائن.

وقال لفرانس برس "نأمل بأن نتمكن من فتح منطقة الجلوس الداخلية أيضا. إنها بداية العودة إلى الوضع الطبيعي".

في هذا الوقت، سجلت اصابتان بالمتحور الهندي من الفيروس في منطقة البندقية بشمال شرق ايطاليا.

كما تأمل فرنسا بتحسّن الوضع لديها مع عودة ملايين التلاميذ إلى المدارس الابتدائية ورياض الأطفال الاثنين، بعد إغلاق استمر ثلاثة أسابيع على خلفية موجة شديدة ثالثة من الإصابات.

- إجراء قانوني ضد أسترازينيكا -

ومن المقرر أن تعيد المدارس الثانوية فتح أبوابها في غضون أسبوع بينما سيتم التخلي عن القيود التي تحظر التنقل ضمن مسافة تتجاوز 10 كلم من المنازل في الثالث من أيار/مايو، مع انخفاض أعداد مرضى كوفيد في أقسام العناية المشددة.

في الأثناء، تتواصل معركة اللقاحات إذ أطلق الاتحاد الأوروبي إجراء قانونيا الاثنين ضد شركة أسترازينيكا العملاقة لصناعة الأدوية على خلفية تقصير في إيصال جرعاتها المقررة إلى دول التكتل.

واعتبرت الشركة أن "لا أساس" للدعوى القضائية.

أما في بريطانيا، فيواجه رئيس الوزراء بوريس جوسنون دعوة للاستقالة بعد ورود اتهامات بأنه قلل من أهمية احتمال وفاة الآلاف جراّء كوفيد.

وذكرت صحيفة "ديلي ميل" أن جونسون قال إنه يفضّل رؤية "الجثث مكومة بالآلاف" على فرض إغلاق ثالث لاحتواء الفيروس.

وفي نهاية المطاف، أمر جونسون بفرض قيود مجددا في كانون الثاني/يناير.

أصبحت الهند التي تعد 1,3 مليار نسمة آخر بؤرة للوباء الذي أودى بأكثر من ثلاثة ملايين شخص حول العالم، رغم تحرّك الدول الأغنى لإعادة الحياة إلى طبيعتها مع تسريع وتيرة برامج التطعيم.

وقال عرفان سلماني لفرانس برس إنه ينتقل من مستشفى إلى آخر في أنحاء نيودلهي على مدى الأيام الثلاثة الأخيرة بحثا عن الأكسجين لشقيقته.

وأفاد "لم أشهد شيئا قط بهذه الفظاعة. أحاول من دون توقف. ... ماذا يمكنني أن أفعل؟... أواجه رفضا تلو آخر".

كما تعهّدت فرنسا وألمانيا وكندا تقديم الدعم للهند التي يعزى إليها الارتفاع في عدد الإصابات على مستوى العالم في الأيام الأخيرة، إذ سجّلت وحدها 352,991 إصابة جديدة و2812 وفاة الاثنين، في أعلى حصيلة لها منذ ظهر الوباء.

- فائض من اللقاحات -

من المقرر أن تصل إلى الهند صباح الثلاثاء أول شحنة إمدادات جوية من المملكة المتحدة، تشمل أجهزة تنفّس وأجهزة توليد الأكسجين، وفق ما أفاد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، متعهّدا أن تبذل بلاده "كل ما في وسعها" للمساعدة.

بدوره، أكد البيت الأبيض أنه سيوفر معدات إنتاج اللقاحات والعلاجات والفحوص وأجهزة التنفس والوقاية فورا للهند.

لكنه لم يذكر إن كان سيرسل أيًا من 30 مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا فائضة عن الحاجة حاليا في الولايات المتحدة، وهو ما أثار اتهامات لواشنطن بتخزين اللقاحات.

وتواجه حكومة الهند الهندوسية القومية انتقادات متزايدة لسماحها بالتجمّعات الحاشدة في أنحاء البلاد خلال الأسابيع الأخيرة، إذ حضر الملايين مهرجانات دينية وشاركوا في تجمّعات سياسية.

كما يواجه الدوري الهندي الممتاز ضغوطا إذ علّقت صحيفة رائدة تغطية مبارياته منددة بقرار مواصلة لعب الكريكت بالقول إن "الاستغلال التجاري بات فظا".

- جنازة فيجي -

في الأثناء، بدأت عطلة "الأسبوع الذهبي" السنوية في اليابان في ظل قيود جديدة في طوكيو وأوساكا، حيث طُلب من مراكز التسوّق والمتاجر الكبرى إغلاق أبوابها بينما دعي السكان لتجنّب السفر غير الضروري.

كما تم إبلاغ الحانات والمطاعم التي تبيع المشروبات الكحولية بالإغلاق في وقت مبكر خلال الأسبوع الذي يشهد عادة حركة سفر هي الأكبر في اليابان، قبل أقل من ثلاثة أشهر من موعد انطلاق دورة الألعاب الأولمبية التي تأجّلت جرّاء الوباء.

وفرضت تايلاند قيودا جديدة الاثنين بعدما سجّلت حصيلة يومية قياسية للوفيات في عطلة نهاية الأسبوع.

وبدأت عاصمة فيجي سوفا إغلاقا مدته 14 يوما الاثنين بعد اكتشاف أولى حالات انتقال العدوى في أوساط السكان منذ 12 شهرا بعد جنازة.

وسجّلت الجزر التي تعتمد على السياحة أقل من مئة إصابة وحالتي وفاة فقط في أوساط سكانها البالغ عددهم 930 ألفا.

وتشكّل الخطوة ضربة لآمال فيجي بإطلاق فقاعات سفر مع أستراليا ونيوزيلندا بحيث لا يفرض حجر صحي على المسافرين.

في المقابل، تعززت آمال الأميركيين الراغبين بالسفر إلى باريس أو فلورنسا مع إعلان رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أنه سيكون بإمكان السياح الأميركيين الذين تلقوا اللقاح المضاد لكوفيد زيارة الاتحاد الأوروبي في الشهور المقبلة.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!