أفاد مصدر نفطي بوجود باخرة بترول فاسد وغير مطابق لأدنى المواصفات المطلوبة في ميناء الزيت بالعاصمة المؤقتة عدن، محذرا من مغبة توزيع هذا البترول على المحطات للبيع للمواطنين نظرا لحجم الضرر الكبير الذي سيلحقه بسيارات الناس.
واوضح المصدر أن العينة التي أخذت من باخرة البترول التي تم ادخالها صباح اليوم الى ميناء الزيت كشفت عن أن البترول فاسد وبعيد جداً عن ادنى المواصفات، مشيرا الى أن الصور التي اخذت للعينة ووصلت للمختبر تثبت أن لون العينات لا يتطابق مع مواصفات المصافي كما ان العينات تحتوي على ترسبات مجهولة.
وتفيد المعلومات بأن الباخرة لها ما يقارب العام في البحر وتحمل بترول شبيه بالديزل حيث تتنقل من ميناء الحديدة الى بعض الموانئ ولم يتم قبولها، غير ان المفاجأة كانت بدخولها الى ميناء الزيت بعدن.
وتساءل المصدر فهل سيتم تمرير هذه الصفقة المشبوهة على قيادة المصفاة الجديدة ونقابتها المنتخبة حديثاً؟ ام انه سيتم التغطية كما كانت تمر بعض البواخر سابقاً!، داعيا الى وقف وقف هذا العبث الذي ستكون نتائجه وخيمة وسيتسبب بتعطيل سيارات الناس.
وبحسب المصدر فإن الباخرة واسمها majnoon تتبع تاجر النفط الحوثي محمد المقبلي مالك شركة تامكو النفطية، ومنذ امس يتم الترويج بأن شركة النفط بعدن قد اشترت الشحنة.
وأكد المصدر أن هذه الصفقة المشبوهة هي أول بركات العلاقة المشبوهة بين رئيس الوزراء معين عبدالملك وبين سعيد الشماسي نائب وزير النفط المكلف قبل ايام من قبل الوزير بالقيام بأعمال ومهام المدير العام التنفيذي لشركة مصافي عدن.
وكان وزير النفط والمعادن عبدالسلام باعبود أصدر قرارا يتعدى فيه على صلاحيات واختصاصات رئيس الجمهورية قضى بتكليف الدكتور سعيد الشماسي القيام بأعمال ومهام المدير العام التنفيذي لشركة مصافي عدن بالاضافة لمهامه كنائب لوزير النفط والمعادن.
واستغرب المصدر إصرار الوزير باعبود على مخالفة التوجيهات الرئاسية، معللا ذلك بأن رئيس الوزراء معين عبدالملك يحاول أكل الثوم بفم وزير النفط ويضعه في فوهة المدفع في مواجهة رئيس الجمهورية ثم لا يلبث أن يتخلى عنه.
وفي وقت سابق كشف تقرير فريق الخبراء عن قيام الحوثيون بإنشاء شركات نفطية تستخدم كغطاء لاستثمار قيادات حوثية رفيعة في مجال استيراد وبيع المشتقات النفطية.
وأكد التحقيق أن شركة تامكو المملوكة للتاجر محمد المقبلي المقرب من الحوثيين زودت بالنفط شركة ستار بلس، المملوكة لشركة الفقيه وشركائه، في عام 2018، منوها بأن الفقيه هو موظف لدى صلاح فليته، شقيق محمد صلاح فليته المعروف باسم محمد عبدالسلام، المتحدث بأسم عبدالملك الحوثي.
وقال تقرير فريق الخبراء إن شركة تامكو تسيطر على أكثر من 30 في المائة من سوق استيراد الوقود التي تصل محافظة الحديدة ومن ثم الى مناطق سيطرة الحوثي.
وأوضح التقرير المقدم الى مجلس الامن أن شركة تامكو ظلت حصتها تتزايد باطراد في السوق، مشيرا الى أنها دخلت سوق المشتقات النفطية بعد أن قرر الحوثيون تحرير تجارة المشتقات في عام 2016.
وبين التقرير تلاعب الحوثيين بمبيعات النفط في مناطق سيطرتها للضغط على الحكومة للسماح بدخول ناقلات المشتقات النفطية وقد نجح الحوثيون في ذلك إذ سمحت الحكومة لـ13 سفينة بالرسو في الحديدة بين يونيو ونوفمبر وبناء بناء على طلب من مكتب المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن.
وقال تقرير الخبراء ان مستوردو النفط الموجودون في صنعاء مثل شركة تامكو اصبحوا يستخدمون ميناء عدن لإستلام وارادتهم من النفط، ووفقا لمصادر فريق الخبراء فإن شركة تامكو المملوكة لتاجر حوثي تخطط لفتح مكتباً لها في عدن.
وذكر المصدر بقيام رئيس الوزراء بإدخال شركة تامكو الى العاصمة المؤقتة عدن بتوجيهاته المباشرة في إشارة الى العلاقة الاستثمارية والمصالح المتبادلة التي تربط معين بالشركة.
وفي وقت سابق أكد مصدر نفطي عن تعامل وزارة النفط ووزارة الكهرباء وشركة مصافي عدن مع شركة تامكو للمشتقات النفطية المملوكة لتاجر النفط الحوثي (المقبلي) شريك (محمد عبدالسلام) الناطق بإسم الحوثيين.
وأوضح المصدر أن الحكومة اشترت من شركة تامكو (الحوثية) 40 ألف طن ديزل بالأمر المباشر من قبل رئيس الوزراء معين عبدالملك، لافتا إلى أن قيمة الكمية بلغت 20 مليون دولار بواقع 500 دولار للتر الواحد.
وبين المصدر أن شركة مصافي عدن استلمت الكمية إلى خزانات المصفاة في أغسطس الماضي.
وذكر المصدر أن شركة تامكو تم التحفظ عليها من قبل الإمارات في وقت سابق من ضمن تسع شركات نفطية يمنية بتهمة التجارة وتهريب النفط الايراني، مؤكدا أن ممثل الشركة في دبي لا يزال محتجز لدى السلطات الاماراتية.
وبحسب المصدر النفطي فإن شركة (تامكو) ومقرها الرئيسي في "صنعاء شارع خولان تقاطع السبعين أمانة العاصمة" بدأت مؤخرا نشاطها لاستيراد المشتقات النفطية عبر ميناء الزيت بعدن بدعم مباشر من رئيس الوزراء المكلف وعبر سمساره الشخصي فارس الجعدبي مستشار رئيس المجلس الاقتصادي الأعلى معين عبدالملك الذي يحتفظ بخط ساخن من (المقبلي)، مؤكدا أن وراء الموضوع غسيل أموال عمليات مالية لقيادات كبيرة في الشرعية وعمولات وعمليات فساد كبيرة جدا.
وقال المصدر أن مقربين من معين عبدالملك يقدمون تسهيلات لشركة تامكو بغرض افتتاح مكتب للشركة في عدن لاستمرار نشاطها بالاستيراد عبر ميناء الزيت بعدن، وأنها بصدد استيراد كميات كبيرة.
وتأتي هذه الخطوة في سياق مساعي معين عبدالملك للتقرب من مليشيات الحوثي والانتقالي، ومحاولاته إمساك العصا من المنتصف، وتقديم نفسه كرجل التوافقات، بعيداً عن تبني مواقف القيادة الشرعية، حيث يقوم معين بشراء المشتقات النفطية من تجار حوثيون ويصرفه للانتقالي.