أطلقت القوات الحكومية في مدينة سيئون، بمحافظة حضرموت، النار على تظاهرة احتجاجية خرجت، صباح الاثنين، تندد بتردي الخدمات في المدينة، ما أسفر عن وقوع إصابات في أوساط المحتجين.
وتداول نشطاء وصحفيون، صوراً ومقاطع فيديو للاحتجاجات، ومشاهد إطلاق النار على المتظاهرين.
ونقلت صحيفة “الشارع” عن مصادر محلية، إن جنوداً من المنطقة العسكرية الأولى أطلقوا وابلاً كثيفاً من النيران، في محاولة لتفريق التظاهرة، التي دعاء لها اتحاد النقابات العمالية بوادي حضرموت، ما أسفر عن إصابة 3 محتجين، اثنان منهم إصابتهما حرجة، تم نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وأضافت المصادر، أن المئات من أهالي مناطق وادي حضرموت شاركوا في الوقفة الاحتجاجية، وقدموا منذ الصباح الباكر إلى مدينة سيئون، التي شهدت، عصياناً مدنياً شاملاً في القطاعين العام والخاص، ومسيرات احتجاجية غاضبة على تدهور الأوضاع والخدمات في المحافظة.
وبحسب المصادر، فإن المسيرة الشعبية انطلقت من أمام السدة القبلية بحي السحيل، إلى مقر فرع شركة النفط بالوادي والصحراء، قبل اتجاهها إلى ساحة قصر سيئون.
وأشارت المصادر، إلى أن أعضاء اتحاد النقابات العمالية بالوادي انضموا إلى المسيرة، قبل مرورها بشارع الجزائر وصولاً إلى المنصة، حيث انضمت مسيرة أخرى لاتحاد نساء الجنوب من أمام المنصة، وانطلقت إلى مجمع الدوائر الحكومية.
وندد المحتجون، بارتفاع الأسعار وغياب الخدمات، وتدهور الوضع المعيشي، وتفشي الفساد في الدوائر الحكومية.
وقالت مصادر محلية لـ “الشارع”، إن العشرات من المحتجين حاولوا اقتحام مبنى المجمع الحكومي، وشرعوا في تكسير الأبواب واللوحات الدعائية لبعض المكاتب، بعد أن تعرضوا لاستفزازات من قبل الجنود الذين انتشروا، منذ الصباح، في كافة أرجاء المدينة.
وأوضحت المصادر، أن الجنود باشروا المحتجين أثناء اقتحامهم لحوش المجمع الحكومي بوابل من النيران، أصيب على إثرها العديد منهم.
وأضافت المصادر، أن جنوداً آخرين أطلقوا الرصاص الحي على متظاهرين حاولوا قطع الطرقات في مدينة سيئون، تعبيراً عن غضبهم من تردي الأوضاع في المحافظة.
ونقلت الصحيفة عن شهود عيان، أن أحد المشاركين في المظاهرة السلمية تعرض للضرب المبرح بالهراوات من قبل قوات أمن الدوائر الحكومية.
وفي ردود الأفعال على قمع الاحتجاجات في سيئون، قال المتحدث الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي، علي الكثيري، إن أعمال القمع وحملات التنكيل التي طالت المحتجين تعد أفعالاً إجرامية وامتداداً لسلسلة من الجرائم والانتهاكات التي تطال أهالي وادي حضرموت.
وأوضح الكثيري، في تصريح رسمي صادر عنه، أن “قوات المنطقة العسكرية الأولى بمدينة سيئون، حاضرة وادي حضرموت، باشرت الاحتجاجات السلمية والعصيان المدني الذي نفذ الاثنين 15 مارس 2021م، بالرصاص الحي وحملات التنكيل القمعية، ما أدى إلى إصابة عدد من الشباب واعتقال وملاحقة آخرين”.
وأضاف: أن “هذه الأفعال الإجرامية المدانة لا تصدر إلا عن قوات احتلال غاشم، وهي امتداد لسلسلة من الجرائم والانتهاكات التي ظلت تلك القوات الباغية تمارسها تجاه أحرار وادي حضرموت”.
وتابع: “أمام تلك العنجهية والتمادي في هذه الممارسات، فإننا نجدد دعمنا الكامل لأهلنا في وادي حضرموت، ولن ندخر جهداً في سبيل تمكينهم من إدارة مديرياتهم وتخليصهم من إجرام هذه القوات العسكرية الغاصبة الراعية للإرهاب”.
وفي السياق، أدان مجلس الحراك الثوري بمحافظة حضرموت بشدة استخدام الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين السلميين الرافضين للأوضاع القائمة في حضرموت، والتدهور الاقتصادي المريع التي تشهده البلاد جراء ارتفاع أسعار كافة السلع الضرورية.
وقال نائب رئيس مجلس الحراك الثوري لشئون الوادي والصحراء، وجدي هويدي، في تصريح صحفي، إن استخدام الرصاص الحي يعد إرهاباً متواصلاً من السلطات تجاه النضال السلمي لقمع أصوات التعبير وحق التظاهر الذي كفله الدستور والقانون.
وأشار هويدي، إلى أن التجارب أكدت مراراً وتكراراً أن أصوات الرصاص لن تسكت أصوات الحق، ولن تفتت همم الأبطال المعبرين عن المطالب السلمية المشروعة، داعياً إلى محاسبة من وجه وأمر ونفذ إطلاق الرصاص على المتظاهرين بوجه السرعة.
واختتم نائب رئيس مجلس الحراك الثوري لشئون الوادي والصحراء تصريحه، بالقول، إن “قواعد وأنصار الثوري في مقدمة المتظاهرين في كل محافظات الجنوب ضد غلاء المعيشة وتدهور العملة، بناء على توجيهات وخطابات رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري، فؤاد راشد، الذي دعا في يناير الماضي إلى انتفاضة شعبية ضد العبث الجاري من الشرعية والتحالف على حد سواء”.
وكان العشرات من طلاب مديريات وادي حضرموت نفذوا، أمس (الأحد)، وقفة احتجاجية، تنديداً بالزيادة الأخيرة في أسعار المشتقات النفطية.
ونفذ الطلاب وقفتهم الاحتجاجية أمام مبنى المجمع الحكومي، رافعين الشعارات المعبرة عن رفضهم للزيادة السعرية في المشتقات النفطية، وتردي الأوضاع والخدمات، وعدم صرف المرتبات في المحافظة، مطالبين الحكومة بإلغاء الجرعة، وسرعة التدخل لتحسين الأوضاع.
وتتزامن الاحتجاجات في وادي حضرموت مع تصاعد حركة احتجاجية واسعة شهدتها، خلال الأيام الماضية، العديد من المحافظات الجنوبية، من مديريات ساحل حضرموت، وحتى العاصمة المؤقتة عدن.