تقرير أمريكي يكشف تكتيك الحوثيين لإرباك الدفاعات الجوية السعودية: طائرات مسيرة ثم صواريخ.. ’’التشتيت والتدمير’’ استراتيجية الحوثيين لضرب المملكة

قبل 3 سنة | الأخبار | أخبار محلية
مشاركة |

سرب طائرات مسيرة عن بعد، يتبعها صواريخ، هي استراتيجية جديدة يقول خبراء عسكريون إن الحوثيين يستخدمونها في هجماتهم الأخيرة لإرباك الدفاعات الجوية السعودية، واختراقها لضرب أهداف في المملكة، وفق تقرير نشره موقع قناة الحرة الأمريكية.

وأطلق الحوثيون، الأحد، هجمات باتجاه منشآت نفطية في السعودية، في تصعيد جديد استهدف ’’أمن الطاقة العالمي’’، وفق ما قال مسؤول سعودي.

وصعد الحوثيون من هجماتهم خلال الأسابيع الماضية، والتي تأتي بعد رفع اسمهم من قائمة الجماعات الإرهابية.

ويرى خبراء عسكريون أن ما قام به الحوثيين ما هو إلا ’’رسالة إيرانية’’ بأنها قادرة على العبث بأمن وسلم الشرق الأوسط، وأن المنشآت النفطية السعودية ليست بعيدة عن مرمى الصواريخ والطائرات المسيرة.

وأشار خبراء  إلى أن الهجمات الحوثية التي تمت مؤخرا تكشف عن تخطيط عسكريي استراتيجي بعيد المدى، يتجاوز قدرات ميليشيات مسلحة، في إشارة إلى وقوف طهران حلفه، لتحسين موقفها التفاوضي فيما يتعلق بالملف النووي والعقوبات الاقتصادية.

انتهاز للفرصة 

يحيى أبو حاتم، خبير يمني في الشؤون العسكرية قال في رد على استفسارات ’’موقع الحرة’’ إن الهجمات الجوية الأخيرة، استخدمت الصواريخ الإيرانية، وتمت بتخطيط وإشراف إيراني مباشر.

وأضاف أن جماعة الحوثيين ليست إلا فصيلا من فصائل الحرس الثوري الجمهوري خارج حدود إيران، والتي تستخدم لزعزعة الأمن والسلم على مستوى المنطقة، وعلى مستوى العالم من خلال استهداف خطوط الملاحة البحرية.

وأشار إلى أن جماعة الحوثيين تشكل ورقة ضغط هامة لطهران، إذ يمكن استخدامها من أجل تحقيق أهداف إيرانية، وفي الوقت ذاته ستجد إيران تتنصل من مسؤولية أي من أفعال هذه الجماعة.

وأعلنت وزارة الدفاع السعودية، إسقاط طائرة مسيرة استهدفت ساحات الخزانات النفطية في ميناء رأس تنورة في المنطقة الشرقية، واعتراض وتدمير صاروخ أطلق باتجاه منشآت تابعة لمجموعة آرامكو في الظهران، وهو ما أكده الحوثيون باستهدافهم مناطق عسكرية في منطقة الدمام وفي المناطق الجنوبية الشرقية بالقرب من الحدود اليمنية.

وكان التحالف الذي تقوده السعودية، قد أعلن، الأحد، البدء في عملية عسكرية العاصمة صنعاء ومناطق أخرى.

سر الطائرات المسيرة

وأوضح الخبير العسكري أبو حاتم، أن استخدام الحوثيين للطائرات المسيرة بهذه الاستراتيجية يحقق لها عدة أهداف، إذ أنها تعتبر رخيصة الثمن مقابل إطلاق صواريخ مختلفة، وأن لديها القدرة على تجاوز الراداد إذا ما بقيت تطير على ارتفاعات منخفضة.

وأشار إلى أن تسيير أكثر سرب من هذه الطائرات يعني أن الحوثيين يستخدمون ’’استراتيجية قائمة على التشتيت من أجل تحقيق أهدافها، ويمكنها السفر لمسافات طويلة’’.

ويرجح أبو حاتم أن تسيير هذه الطائرات في الضربات الأخيرة لم يكن يستهدف وصولها لمناطق محددة بقدر ما هي وسيلة تشتيت للدفاعات الجوية. 

الزعيم الفعلي لجماعة الحوثيين!!

الخبير العسكري اليمني، ياسر صالح، قال في اتصال هاتفي مع ’’موقع الحرة’’ إن حسن إريلو، مندوب الحرس الثوري في اليمن، هو من يدير المشهد العسكري والسياسي للحوثيين.

وأضاف أنه يستخدم الحوثيين بتنسيق عالي المستوى مع طهران وخططها، خاصة تلك المتعلقة بعلاقتها مع المجتمع الدولي والملف النووي وتطويرها للصواريخ وملف العقوبات المفروض عليها.

وأوضح صالح أن ما تقوم به جماعة الحوثي لا علاقه له بتقوية موقفها داخل اليمن، أو حربها مع الأطراف المختلفة داخل البلاد.

وإريلو، مندوب الحرس الثوري الإيراني في اليمن، ليس رجلا سياسيا على الإطلاق، وهو ضابط قديم في الحرس الثوري، وكان له دور هام في تنسيق العلاقات ما بين طهران والحوثيين، وفق ما قال أبو حاتم.

ويؤكد صالح أن إريلو هو الزعيم الفعلي لجماعة الحوثيين، وهو من يتحكم بالقرارات العسكرية، وما على الحوثيين سوى التنفيذ.

وكانت إيران قد عملت على تهريب إريلو لليمن، تحت مسمى سفير إيران لدى صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

تنفيذ حوثي بتخطيط إيراني

الخبير المصري في الشؤون الأمنية، جمال مظلوم، قال لموقع ’’الحرة’’ إنه لا يمكن النظر لما يقوم به الحوثيين بمعزل عن إيران، والتي تقوم بالتحكم بكل قرارات الجماعة.

وأضاف أن إيران تريد استعراض ’’عضلاتها’’ قبل الدخول في أي مفاوضات تتعلق بالملف النووي أو أية ملفات متعلقة بها، بأن لديها القدرة على زعزعة السلم من خلال ميليشياتها في سوريا والعراق ولبنان واليمن.

وزاد مظلوم أن رسائل طهران تكشف صراحة أنها لديها القدرة على ضرب أهداف حساسة لدى الحليف الاستيراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة، ألا وهو السعودية، وذلك في الوقت الذي أعلنت فيه واشنطن تجميدها دعم الرياض في حربها في اليمن.

ويرى أن من خطط للضربات الحوثية على السعودية، يظهر أن الأهداف لا تتعلق بحرب حوثية سعودية، إنما تكشف ’’نظرة استراتيجية لكل ما يحصل في الشرق الأوسط، سواء كان في البر أو البحر أو الجو’’.

ويتفق صالح مع ما تحدث به مظلوم، بأن قرار السلم والحرب في اليمن، أصبح قرارا إيرانيا بامتياز.

وزاد أن الضربات الأخيرة كانت تحت إشراف من ضباط الحرس الثوري الجمهوري بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وهم من رسموا ’’خطة المراوغة والتشتيت والتدمير’’ باستخدام أسراب من الطائرات المسيرة وأتبعت بصواريخ كانت ضمن فترات زمنية مختلفة بشكل بسيط من أجل إرباك أنظمة الدفاع الجوي السعودية.

وأكد أن اليمن هو الخاسر الأكبر في المعادلة، إذ أن الحوثيين سيجدون أنفسهم ورقة محروقة في أي وقت بيد طهران، فيما ستسعى إيران لتعظيم مكاسبها.

طائرات مسيرة وصواريخ باليستية 

وكشفت السعودية، الأحد، محاولة استهداف ميناء رأس تنورة في الشرقية ومرافق تابعة لشركة أرامكو بالظهران، معتبرة أن ’’مثل هذه الاعتداءات التخريبية تستهدف إمدادات البترول للعالم، وليس المملكة فحسب’’.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع، تركي المالكي، أنه ’’تم تدمير وإسقاط الطائرة بدون طيار المهاجمة والقادمة من جهة البحر قبل الوصول لهدفها، كما تم اعتراض وتدمير الصاروخ الباليستي والذي أطلق لاستهداف مرافق أرامكو السعودية بالظهران’’.

وأشار  إلى أن اعتراض الصاروخ وتدميره تسبب في سقوط الشظايا بالقرب من الأعيان المدنية والمدنيين.

وصرح مصدر مسؤول في وزارة الطاقة، لوكالة الأنباء السعودية، أن ’’إحدى ساحات الخزانات البترولية، في ميناء رأس تنورة، في المنطقة الشرقية، الذي يُعد من أكبر موانئ شحن البترول في العالم، قد تعرضت، صباح الأحد، لهجومٍ بطائرة مُسيرة من دون طيار، قادمة من جهة البحر’’.

وأكد المصدر، في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية، أنه لم ينتج عن محاولة استهداف الميناء، أي إصابات أو خسائر في الأرواح أو الممتلكات.

وكشف المصدر عن ’’محاولة أخرى للاعتداء على مرافق شركة أرامكو السعودية، حيث سقطت، مساء الأحد، شظايا صاروخٍ باليستي بالقرب من الحي السكني التابع لشركة أرامكو السعودية في مدينة الظهران، الذي يسكنه الآلاف من موظفي الشركة وعائلاتهم، من جنسيات مختلفة. 

ودعت وزارة الطاقة السعودية دول العالم ومنظماته ’’للوقوف ضد هذه الأعمال، الموجهة ضد الأعيان المدنية والمنشآت الحيوية، والتي تستهدف أمن واستقرار إمدادات الطاقة في العالم، بسبب تأثير هذه الأعمال على أمن الصادرات البترولية، وحرية التجارة العالمية، وحركة الملاحة البحرية، فضلاً عن تعريض السواحل والمياه الإقليمية لكوارث بيئية كبرى، يمكن أن تنجم عن تسرّب البترول أو المنتجات البترولية’’.

من جانبه، قال المتحدث باسم قوات الحوثيين، يحيى سريع، إنه تم استهداف شركة أرامكو في ميناءِ رأس التنورة السعودي وأهدافا عسكرية أخرى بمنطقة الدمامِ في إطار ما أسماه عمليةِ ’’توازن الردع السادسة’’.

و أضاف ’’تم استهداف مواقع عسكرية أخرى في مناطق عسير وجيزان بأربع طائرات مسيرة نوع قاصف 2k وسبعة صواريخ نوع بدر’’.

وكان الحوثيون أعلنوا، في وقت سابق، الأحد، شن هجمات على السعودية بـ 14 طائرة مسيرة و ثمانية صواريخ باليستية.

وأعلنت الرياض أن التحالف بقيادة السعودية اعترض صاروخين باليستيين أطلقهما الحوثيون باتجاه مدينة جازان بجنوب المملكة، إضافة إلى اعتراض 12 طائرة مسيرة عن بعد.

وتقود السعودية منذ 2015 تحالفا عسكريا دعما للحكومة اليمنية التي تخوض نزاعا داميا ضدّ الحوثيين منذ سيطرتهم على صنعاء ومناطق أخرى في 2014.

وأوقعت معارك عنيفة بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين في مأرب في شمال اليمن 90 قتيلا من الطرفين في 24 ساعة، بحسب ما أعلنت مصادر حكومية يمنية السبت.

وتتعرض مناطق عدة في السعودية باستمرار لهجمات بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة مفخخة تطلق من اليمن باتجاه مطاراتها ومنشآتها النفطية.

وأودت الحرب الطاحنة المستمرة منذ ست سنوات في اليمن بحياة عشرات الآلاف وشردت الملايين، ما تسبب بأسوأ كارثة إنسانية في العالم وفق الأمم المتحدة.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!