صحيفة تكشف تفاصيل أكبر عملية هجومية للحوثيين على مأرب بأكثر من 30 نسقاً.. وهذا ما حدث في معركة جبل البلق التي استمرت 10 ساعات على بعد 7 كم من مدينة مأرب (تفاصيل وصور)

قبل 3 سنة | الأخبار | أخبار محلية
مشاركة |

- المليشيا دفعت بكتائب وفرق خاصة مدربة على الاقتحامات والسيطرة مستخدمة كل ما لديها من سلاح نوعي ووصلت إلى مشارف سد مأرب.

- القوات الحكومية تصدت لما يزيد عن 30 نسقاً في مختلف جبهات القتال دفعت بهم المليشيا لتنفيذ هجمات بهدف السيطرة على مدينة مأرب.

- فرقة قتالية حوثية تلقت تدريباً عالياً على أيدي خبراء إيرانيين وخبراء من حزب الله اقتحمت جبل البلق القبلي الذي يبعد عن المدينة قرابة 7 كم.

- المواجهات في جبل البلق استمرت أكثر من 10 ساعات خلفت مئات القتلى والجرحى من الطرفين أغلبهم في صفوف الحوثيين.

- مقتل قائد قوات الأمن الخاصة في محافظة مأرب أثناء فك حصار على قوات من الجيش في جبل البلق.

- تقول المعلومات إن خسائر المليشيا الحوثية نحو 1500 قتيل منذ بداية فبراير الجاري في عملية ظلت تعد لها خلال 7 أشهر.

- يشرف على عملية اجتياح مأرب خبراء من حزب الله، وقيادات حوثية رفيعة منهم يحيى الشامي وأبو علي الحاكم وعبدالخالق الحوثي.

- مسؤول حكومي يكشف عن نزوح أكثر من 12 ألف شخص جراء تصعيد الحوثيين على مأرب.

مأرب ـ “الشارع”ـ تقرير خاص:

شنت خلال الـ24 ساعة الماضية مليشيا الحوثي الانقلابية، المدعومة إيرانياً، أكبر عملية هجومية لها على امتداد جبهات القتال المختلفة المحيطة بمدينة مأرب، في المحافظة الغنية بإنتاج النفط والغاز في شمال البلاد.

مصادر ميدانية وأخرى قبلية أفادت “الشارع”، أن المعارك التي حدثت ومازالت على أطراف مدينة مأرب، على مدى الثلاثة الأيام الماضية، والتي ارتفعت حدتها ابتداء من عصر الجمعة الفائت، وحتى صباح أمس السبت، لم تكن قد حدثت منذ أن صعدت مليشيا الحوثي الانقلابية من حربها على مأرب خلال الأيام الماضية.

وقالت المصادر، إن المليشيا الحوثية دفعت بكتائب وفرق خاصة مدربة على الاقتحامات والسيطرة، مستخدمة كل ما لديها من سلاح نوعي ثابت ومتحرك، لتحقيق تقدم ميداني في الأرض على امتداد جبهات مأرب، غير أن عمليتها الواسعة منيت بالفشل، وتعرضت لخسائر بشرية فادحة.

وأضافت المصادر، أن قوات الجيش، بمساندة من رجال القبائل، واجهت ولا زالت تواجه المليشيا بصمود، وقدمت تضحيات كبيرة بشرية ومادية، في ظل إسناد كبير من مقاتلات التحالف العربي، بيد أن المليشيا مازالت مستميتة في هجومها، برغم خسائرها الكبيرة بشرياً ومادياً.

وأشارت المصادر، إلى أن المليشيا الحوثية دفعت، خلال هجماتها مساء الجمعة وليل السبت، بما يزيد عن 30 نسقاً في مختلف الجبهات في محاور القتال الغربي والشمالي الغربي، وكذا الجنوبي، لكن كل أنساقها التي دفعتها تم كسرها.

 ففي ميسرة جبهة صرواح، الواقعة في المحور الغربي من المحافظة، خاضت القوات الحكومية معارك هي الأعنف ضد المليشيا الحوثية، التي حاولت التسلل إلى مواقع في البلق القبلي، الواقع إلى الغرب من سد مأرب، في الجانب الشرقي من صرواح.

وقال أحد المصادر لـ “الشارع”، إن المليشيا الحوثية دفعت بما تسمى “كتائب الموت”، وهي فرق قتالية تلقت تدريباً قتالياً عالياً على أيدي قيادات عسكرية إيرانية، وأخرى تابعة لحزب الله اللبناني، إلى جبل البلق القبلي من اتجاه وادي ذنة، من اتجاه بني ضبيان، في إطار محاولة السيطرة على الجبل الاستراتيجي المطل على المدينة، الذي يبعد عنها قرابة 7 كيلو متر.

وأوضح المصدر، أن القوات الحكومية، مسنودة بقوات الأمن الخاصة ورجال القبائل، خاضت معارك ضارية، استمرت ما يقارب من 15 ساعة، مع مليشيا الحوثي في البلق القبلي، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسّطة.

وبحسب المصدر، فإن المواجهات المسلحة وضربات التحالف الجوية، أسفرت عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 150 ‪من عناصر مليشيا الحوثي، بينهم قيادات ميدانية، علاوة على تدمير آليات وأطقم قتالية.

وأضاف، أن عدداً من عناصر مليشيا الحوثي تمكنت من التسلل إلى الجبل من الناحية القبلية، قبل وصول تعزيزات لقوات الجيش، التي استطاعت كسر الهجوم الحوثي.

قوات الجيش في أعالي جبال البلق القبلي بعد استعادة السيطرة عليه، صباح السبت

وذكر المصدر، أن القوات الحكومية تمكنت، في ساعة الفجر الأولى من يوم أمس، من أسر قائد كتائب الموت الحوثية، حسين عبدالله الهادي، بالإضافة إلى العديد من عناصر المليشيا.

إلى ذلك، أفاد “الشارع” مصدر أمني، أن قائد قوات الأمن الخاصة بمحافظة مأرب، العميد عبد الغني شعلان، المشهور بـ “أبو محمد”، ورئيس عمليات القوات الخاصة، العميد نوفل الحوري، وقائد كتيبة المهام الخاصة، المقدم أمجد الصلوي، قتلوا في المواجهات الدائرة مع مليشيا الحوثي الانقلابية، غربي المحافظة.

أسرى من مليشيا الحوثي في معارك مأرب - السبت

وأوضح المصدر، أن العميد شعلان قُتل مع عددٍ من مرافقيه، أثناء قيادته معارك عنيفة ضد المليشيا الحوثية في جبال البلق، في ميسرة جبهة صرواح.

ووفقاً للمصدر، فإن العميد شعلان قُتل أثناء قيادته مجموعة من قواته لفك حصار على عدد من أفراد الجيش تم محاصرتهم من قبل المليشيا الحوثية، بعد أن تسللت عناصرها إلى السلسلة الجبلية الاستراتيجية المطلة على المدينة.

العميد عبدالغني شعلان، قائد قوات الأمن الخاصة في محافظة مارب

وفي جبهة المشجح، قال مصدر ميداني ثانٍ لـ “الشارع”، إن القوات الحكومية، مسنودة بمقاتلي القبائل ومقاتلات التحالف العربي، كسرت هجمات عدة شنتها مليشيا الحوثي الانقلابية، تزامنت مع إفشال هجمات أخرى للمليشيا في جبهتي هيلان، والكسارة، أعقبها مواجهات عنيفة، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر مليشيا الحوثي.

إلى ذلك، شهدت جبهات القتال في المحور الشمالي الغربي، معارك عنيفة بين الطرفين، تركزت بمديريتي مدغل، ورغوان، وكانت أعنفها في محيط معسكر ماس، ووادي حلحلان، ومحزام ماس. وفقاً للمصادر.

وقالت المصادر، إن المعارك في المحور الشمالي الغربي كبدت المليشيا الحوثية مقتل وإصابة ما لا يقل عن 90 حوثياً، وتدمير نحو 7 أطقم حوثية، ومخزن أسلحة، وكميات كبيرة من الذخائر المتنوعة.

وفي جبهات المحور الجنوبي، أفادت “الشارع” مصادر قبلية، أن القوات الحكومية مسنودة بالمسلحين القبليين من أبناء مراد، تصدت للعديد من الهجمات الحوثية الفاشلة، التي تركزت أغلبها على منطقتي خرفان وأبلح، بمديرية العبدية.

وأكدت المصادر، أن المعارك التي رافقتها ضربات جوية مكثفة لمقاتلات التحالف العربي، استهدفت مواقع وآليات وتجمعات حوثية، كبدت المليشيا الحوثية العشرات من القتلى والجرحى.

وفي مديرية رحبة، في المحور نفسه، أفشلت القوات الحكومية، مسنودة بالقبائل، هجمات حوثية على جبهات حيد آل أحمد، ورحوم، والأوشال، وأطراف قريضة، وفقاً لما ذكرته المصادر.

أسرى من مليشيا الحوثي

وقال موقع وزارة الدفاع “سبتمبر نت”، إن أبطال الجيش والمقاومة الشعبية خاضت خلال الساعات الماضية معارك شرسة، بإسناد من مقاتلات تحالف دعم الشرعية، كبدت خلالها المليشيا الحوثية الانقلابية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، على امتداد جبهات غرب مأرب.

ونقل “سبتمبر نت” عن مساعد قائد المنطقة الثالثة، العميد محمد المكروب قوله، إن قوات الجيش مسنودة بالمقاومة الشعبية، أفشلت هجمات المليشيا الحوثية على امتداد جبهات صرواح، في المشجح وهيلان الكسارة.

وأوضح المكروب، أن قوات الجيش استنزفت المليشيا الحوثية، وقضت على كل الأنساق التي هاجمت بها، وكبدتها عشرات القتلى والجرحى، علاوة على إلقاء القبض على أعداد كبيرة من عناصرها، وتدمير دبابات وآليات قتالية تابعة للعدو، واستعادة كميات كبيرة من الأسلحة المختلفة.

وبحسب موقع وزارة الدفاع، فإنه جرى، أمس السبت، في مدينة مأرب، تشييع جثمان العميد ناصر سعيد البُرحتي، قائد اللواء الثاني مشتركة، ورفاقه العميد الركن عبده علي الوافي، والملازم أول مروان محسن، والملازم رزاز نعمان الصالحي، الذين قتلوا في المعارك ضد مليشيا الحوثي في مأرب.

ورداً على الخسائر الكبيرة التي مُنيت بها، شنت مليشيا الحوثي قصفاً صاروخياً بما يقارب من 8 صواريخ بالستية على مدينة مأرب، منذ مساء الجمعة، وحتى الساعات الأولى من صباح أمس السبت.

وقالت مصادر محلية لـ “الشارع”، إن القصف الصاروخي الذي طال المدينة المكتظة بالنازحين، رافقه إطلاق المليشيا الحوثية العديد من الطائرات المسيرة المفخخة على المدينة، تم إسقاطها من قبل قوات الجيش والأمن.

وفي السياق، أفادت المصادر، أن إدارة شرطة مأرب منعت، في تعميم صادر عنها، المواطنين في الأحياء السكنية بالمدينة من إطلاق النار على الطائرات المسيرة التي تطلقها المليشيا الحوثية، لكونها تحمل متفجرات وألغام، مشيرة إلى أن هناك جهات أمنية مخولة بالتعامل مع مثل هذه الأمور، داعيةً الجميع إلى الالتزام وعدم إقلاق السكينة العامة، لافتة إلى إن هناك رصداً وإبلاغ بالمخالفين لمثل هذه التعاليم.

وبحسب المصادر، فإن مليشيا الحوثي لجأت، مؤخراً، إلى استخدام القوة في عمليات التجنيد، نتيجة خسائرها الفادحة، حيث تفيد المعلومات أنها تجاوزت 1500 قتيل منذ بداية فبراير الجاري في مأرب.

ووجهت مليشيا الحوثي، مساء الجمعة، كافة عقال الحارات بصنعاء ومناطق سيطرتها، لدعم جبهات القتال بالمقاتلين، والقوافل الغذائية والإيوائية.

وقالت مصادر محلية، إن المليشيات وجهت عقال الحارات بدعم الجبهات بالقوافل البشرية والغذائية، في أقرب وقت ممكن، وبشكل مستعجل.

وأضافت المصادر، أن المليشيات وزعت سندات على كافة عقال الحارات بمناطق سيطرتها، لجمع مبالغ مالية من المواطنين، وتسجيل أسماء مجندين جدد لتجنيدهم في صفوفها، وهددت عقال الحارات بالسجن إذا لم يتم تنفيذ توجيهاتها.

يذكر، أن المليشيا الحوثية عملت منذ سبعة أشهر على الإعداد والتجهيز لعملية أطلقت عليها اسم “الفتح المبين”، لإسقاط مأرب، من أجل السيطرة على مصادر إنتاج النفط، حيث ظهر القيادي الحوثي محمد البخيتي، الذي عينته المليشيا مؤخراً محافظاً لذمار، في مقطع مرئي، يحشد فيه مقاتلين قائلاً: “فتح مأرب هو طريق لفتح القدس”، وبحسب المعلومات، فإن هذه العملية يشرف عليها خبراء من حزب الله، وقيادات حوثية رفيعة، منهم يحيى الشامي وأبو علي الحاكم وعبدالخالق بدر الدين الحوثي، شقيق زعيم المليشيا.

وعلى الصعيد الإنساني، أعلن مسؤول حكومي، أمس السبت، عن نزوح أكثر من 12 ألف شخص، جراء المعارك المتصاعدة بين القوات الحكومية ومليشيا الحوثي، في محافظة مأرب.

‏وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، في سلسلة تغريدات على تويتر، إن “تصعيد مليشيا الحوثي الإرهابية لهجماتها على مأرب منذ مطلع فبراير، أدى إلى نزوح جديد لـ1517 أسرة، تتكون من 12 ألفاً و5 أفراد”.

وأضاف الإرياني، أن مديرية صرواح بالمحافظة تحتضن 9 مخيمات، تضم 2460 عائلة نازحة، تتكون من 17 ألفاً و222 فرداً.

وأوضح، أن مليشيا الحوثي منعت 470 أسرة أخرى من المغادرة، واستخدمتهم دروعاً بشرية حتى اليوم، فيما لا تزال العديد من العائلات محاصرة من قبل الحوثيين.

 وحذّر من “مخاطر كارثة إنسانية لا يمكن احتواءها، جراء استمرار تصعيد مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، على مختلف جبهات مأرب”.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!