تقرير أمريكي: التوازن الصعب.. مهمة بايدن في وقف حرب اليمن دون انهيار العلاقات مع السعودية

قبل 4 سنة | الأخبار | أخبار محلية
مشاركة |

الحرة / ترجمات | عندما كان جو بايدن مرشحا للرئاسة الأميركية، أعلن أنه سيتبع استراتيجية صارمة تجاه السعودية بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان، وقال إنه سيجعل المملكة ’’تدفع الثمن’’ و ’’يجعلها في الواقع منبوذة كما هي’’.

وبينما أعلن بايدن يوم الخميس، أنه يفي بالتزام حملته الانتخابية بإنهاء الدعم الأميركي لحملة القصف التي تقودها السعودية في اليمن لمدة خمس سنوات، أوضحت إدارته أنها لن تتخلى عن المساعدة العسكرية الأميركية للرياض، وتخطط لمساعدة السعودية لتعزيز دفاعاتها.

ويعكس منهجه مدى تعقيد العلاقة الأميركية السعودية، بينما يتخذ بايدن موقفًا أكثر صرامة من أسلافه، يدرك هو وفريقه للسياسة الخارجية أن الولايات المتحدة لا يمكنها السماح للعلاقات بالانهيار. وهم يرون أهمية الحفاظ على جوانب العلاقة العسكرية والأمنية ومكافحة الإرهاب التي يُنظر إليها على أنها حيوية لأمن كلا البلدين.

وقالت وزارة الخارجية في رد عبر البريد الإلكتروني على أسئلة من وكالة أسوشيتيد برس: ’’ستتعاون الولايات المتحدة مع المملكة العربية السعودية حيث تتوافق أولوياتنا ولن نخجل من الدفاع عن المصالح والقيم الأميركية’’.

ومن أولويات واشنطن التأكيد على لعب دور قيادي في الدفاع عن المملكة ونفطها من الهجمات التي قد تهز أسواق واقتصادات الطاقة في العالم. كما يرى قادة الولايات المتحدة أيضًا الرياض قوة إقليمية موازنة لإيران.

شريك مهم

وقال بايدن يوم الخميس، إن الهجوم الذي تقوده السعودية في اليمن ’’خلق كارثة إنسانية واستراتيجية’’. وأكد أنه سيوقف مبيعات الأسلحة المتعلقة بالهجوم على اليمن، لكنه لم يذكر تفاصيل فورية عما قد يعنيه ذلك. في الوقت نفسه، أكد أيضًا أن الولايات المتحدة ملتزمة بالتعاون في الدفاع عن المملكة.

وذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن ذلك سيشمل المساعدة في حماية الأراضي السعودية والبنية التحتية الحيوية وطرق الشحن من الحوثيين في اليمن. ولم توضح إدارة بايدن بعد كيف تخطط لتعزيز الدفاع عن المملكة. 

ووافق السناتور كريس مورفي، وهو ديمقراطي من ولاية كناتيكيت، ومنتقد لتورط الولايات المتحدة في الحملة السعودية على اليمن، على أن الولايات المتحدة ربما لا تزال لديها مصلحة أمنية في المساعدة في حراسة المملكة.

وقال مورفي: ’’يجب أن ينصب تركيزنا على توفير القدرات الدفاعية الأساسية لمساعدة الرياض على الدفاع عن نفسها من التهديدات الخارجية، وليس محاربة تلك التهديدات للسعوديين’’.

وأشار مورفي إلى أن الولايات المتحدة يجب ألا تقدم ’’دعمًا عسكريًا إضافيًا للسعودية ما لم نتمكن من الاستنتاج بوضوح أن هذا الدعم ... لن يستخدم بشكل غير مسؤول كما كان في اليمن’’. ووصف المملكة بأنها شريك مهم رغم ذلك، وقال إنه سيعمل مع الإدارة لإعادة العلاقات مع السعودية ودول الخليج الأخرى.

خطوة ممتازة

وترى الباحثة آنيل شيلاين من معهد كوينسي في واشنطن، إن إعلان بايدن ’’خطوة أولى ممتازة’’، ولكنها حذرت من أن ’’الشيطان يكمن في التفاصيل’’، مضيفة: ’’تبقى معرفة ما معنى العمليات الهجومية عند الممارسة’’.

وتضيف ’’من سيحدد معنى العمليات الهجومية؟ السعودية أم الولايات المتحدة؟ وكيف سيتم تعريفها؟ السعوديون على سبيل المثال يجادلون بأن كافة جهودهم الحربية هي دفاعية’’.

وتعتبر الباحثة أن ’’إنهاء دعم الولايات المتحدة للحرب وإنهاء الحرب أمران مختلفان تماما. لإنهاء الحرب حقا، نحن بحاجة إلى الدبلوماسية، ولهذا نحن بحاجة للحديث مع الإيرانيين مجددا’’.

وتصاعدت الانتقادات الدولية للسعودية منذ عام 2015، في عهد الملك سلمان ونجله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عندما شنت الرياض والإمارات حربا تستهدف المتمردين الحوثيين الذين استولوا على الحكم في صنعاء. وتسببت الغارات الجوية التي تقودها السعودية منذ ذلك الحين في مقتل العديد من المدنيين اليمنيين، بمن فيهم تلاميذ في حافلة وصيادون في قوارب صيدهم، وفشلت الحرب في طرد الحوثيين وتعمقت الجوع والفقر. ويقول دعاة حقوقيون دوليون إن الحوثيين في اليمن ارتكبوا انتهاكات، بما في ذلك الهجمات المتكررة على المدنيين.

كما تحمّل وكالة المخابرات المركزية وغيرها ولي العهد المسؤولية عن قتل وتقطيع أوصال الصحفي السعودي المقيم في الولايات المتحدة، جمال خاشقجي. وسجن النساء اللواتي طلبن إذنا من الحكومة للقيادة وغيرهن من المدافعين السلميين. كما احتجزت العديد من رجال الأعمال وأعضاء العائلة المالكة.

كانت المملكة العربية السعودية تصالحية مع استقرار إدارة بايدن. وقالت الخميس إنها ترحب بالدبلوماسية الدولية في الصراع اليمني. ويؤكد قادتها على التاريخ المشترك والتعاون في مجالات الاستخبارات والتعليم وغيرها من الأمور. 

وقال وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، في تصريحات تليفزيونية: ’’أعتقد أنه ستكون لدينا علاقة كبيرة معهم لأن كل الركائز التي تقوم عليها العلاقة لا تزال قائمة’’

حفظ ماء الوجه

وفي تغريدة على تويتر، كتب نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان ’’المملكة تؤكد استمرار دعمها للجهود الدبلوماسية للتوصّل لحلّ سياسي شامل في اليمن’’، مشددا على استمرار دعم بلاده ’’للشرعية اليمنية سياسياً وعسكرياً في مواجهة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران في كل الجبهات وبكل حزم’’، وأضاف ’’نتطلّع إلى مواصلة العمل مع شركائنا الأميركيين لتخفيف الوضع الإنساني وإيجاد حلّ للأزمة اليمنية’’.

ولم يتضح بعد إلى أي مدى سيذهب بايدن في الوفاء بتعهد حملته بوقف تجارة الأسلحة الأميركية التي تقدر بالمليارات مع المملكة العربية السعودية.

وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لمنظمة الديمقراطية في العالم العربي الآن للدفاع عن الحقوق، إنها مسرورة برسائل الإدارة حتى الآن المتعلقة بدول الخليج وحرب اليمن، وأضافت أنها ستراقب لترى ما إذا كانت الولايات المتحدة قد حافظت على مبيعات الأسلحة للمملكة بمجرد إعادة تسمية الأسلحة الهجومية على أنها دفاعية.

وأوضح ستيفن كوك، الباحث في شؤون الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية، أن التعهدات الأميركية المتزايدة بالمساعدة في الدفاع عن المملكة العربية السعودية قد تمنح المملكة في نهاية المطاف غطاء يحفظ ماء الوجه الذي تحتاجه للتخلي عن هجومها على اليمن.

وقال كوك إنه قد يكون ’’إقناع السعوديين بإعلان النصر والعودة إلى الوطن هو الطريقة الوحيدة حقًا’’. 

* نقلا عن موقع قناة الحرة الأمريكية.

أبرز ما جاء في لقاء معالي الدكتور شائع محسن الزنداني مع قناة سكاي...

لا تعليق!